27 يناير 2025 / شبكة الصين/ نشرت مجلة التايمز للتعليم العالي البريطانية مؤخرا مقالا ذكرت فيه أن الصين تعتزم التعاون بشكل أوثق مع الجامعات الأجنبية ضمن مخطط تعليمي جديد كجزء من الخطة العامة 2024/2035 حول بناء الصين لتصبح دولة رائدة في التعليم.

ويرى محللون أنه على الرغم من المخاوف الأمنية، فإن التركيز الصيني على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من المرجح أن يظل جذابا على المستوى الدولي. ومن بين المحاور التي تركز عليها هذه الخطة فتح التعليم أمام العالم الخارجي، بما في ذلك تشجيع الجامعات الأجنبية الرفيعة المستوى في مجال العلوم والهندسة على التعاون في إدارة مؤسسات تعليمية في الصين.

وتتمتع الصين بسوق تعليمية كبيرة عبر الحدود، كما أن ربط الدورات الدراسية بين الجامعات الصينية والأجنبية أمر شائع بالفعل. كما توجد في الصين أيضًا العديد من فروع الجامعات الأجنبية، وقد تم إنشاء العديد منها بالشراكة مع جامعات صينية. 

وقال يونغ هونغ تشينغ من مجموعة The Educationist ومقرها منطقة هونغ كونغ الصينية إن هذه السياسة "استجابة للتحديات التي تواجه الاقتصاد الصيني، بما في ذلك القيود المفروضة على الصناعات التكنولوجية العالية، والتي تعمل على تكثيف التنافس على المواهب". ويرى أنه في ابتعاث الطلاب إلى الخارج من أجل التعليم، وخاصة التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وفي مواجهة الظروف الصعبة، تسعى الصين إلى تنمية المواهب المحلية من خلال الانفتاح تجاه الجامعات الأجنبية.

ويظهر أحدث مخطط تعليمي للحكومة الصينية أن البلاد تخطط "لتوسيع التبادلات الأكاديمية الدولية والتعاون التعليمي والبحثي العلمي، ودعم الجامعات البحثية الرفيعة المستوى للبدء والمشاركة في برامج العلوم الكبرى الدولية، وبناء مرافق علمية كبيرة، واستضافة مشاريع بحثية علمية دولية كبرى". 

وقال موك كا هو، نائب رئيس جامعة هانغ سنغ بمنطقة هونغ كونغ إن الحكومة الصينية والجامعات في البر الرئيسي الصيني تدرك أن المشاركة في التعاون البحثي الإقليمي والدولي له أهمية إستراتيجية لتعزيز مكانة جامعات البر الرئيسي.

وأعلنت بكين في وقت سابق عن نيتها جذب المزيد من الطلاب من دول مثل الولايات المتحدة للتبادلات قصيرة الأجل ومواصلة تقديم الحوافز للطلاب من الدول المشاركة في البناء المشتركة لـ"الحزام والطريق" لدراسة دورات الدرجات العلمية الكاملة في الجامعات الصينية. ومع ذلك، ألغت بعض الجامعات الدولية تعاونها مع الصين بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي. ففي الولايات المتحدة، تواجه العلاقات مع الصين تدقيقا خاصا من جانب السياسيين، ومن المتوقع أن تعاني العلاقات الأكاديمية بين البلدين في عهد إدارة ترامب. 

وأكد سيمون مارغينسون، أستاذ التعليم العالي بجامعة أكسفورد، أنه بينما تغلق الولايات المتحدة أبوابها أمام الصين، تفتح الصين أبوابها أمام الولايات المتحدة، وأضاف "من الأهمية بمكان تعزيز التعليم الدولي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لأن التعاون مع الصين في هذه المجالات هو تعاون مع نقاط القوة التعليمية في الصين".

ونظرًا لأن مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يتأثر بالمنافسة العالمية، فإن قضية الثقة بالغة الأهمية. وهذا هو الحال حاليًا، فقد أشار مارغينسون إلى أن الولايات المتحدة ينبغي لها أن تستخدم العلاقات المفتوحة، بدلاً من المواجهة والانغلاق، لتحقيق أهداف سياستها، تماماً كما كانت تفعل الولايات المتحدة في الماضي.