27 يناير 2025 / شبكة الصين/ نشرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية مؤخرًا مقالاً قالت فيه إن مختبرًا صينيًا للذكاء الاصطناعي أصدر هذا الأسبوع "الصيغة التقنية" لنموذج متطور، ولم تكن هذه الخطوة بمثابة مفاجأة للعالم فحسب، بل حولت مسؤولها المتواضع إلى بطل قومي تحدى محاولات الولايات المتحدة عرقلة طموحات الصين في مجال التكنولوجيا الفائقة.

وفي 20 يناير الجاري، أصدرت شركة "ديبسيك"، وهي شركة أسسها مدير صندوق التحوط ليانغ ون فنغ، نموذج R1 رسميًا وشرحت بالتفصيل في ورقة بحثية كيفية استخدام ميزانية محدودة ممولة ذاتيًا لبناء نموذج لغوي كبير يمكنه التعلم وتحسين نفسه تلقائيًا دون إشراف بشري.

وأوضح المقال أن شركات أمريكية، بما في ذلك "أوبن أيه آي" و"ديب مايند" لـ"غوغل"، تولت زمام المبادرة في تطوير نماذج التفكير، وهو مجال جديد نسبيًا من أبحاث الذكاء الاصطناعي الذي يحاول منح النماذج قدرات معرفية تضاهي قدرات البشر. وفي الشهر الماضي، أصدرت "أوبن أيه آي" نسخة كاملة من نموذج o1، لكنها أبقت على سرية الأساليب المستخدمة لبناء النموذج.

وأثار إصدار نموذج R1 من "ديبسيك" نقاشًا ساخنًا في وادي السيليكون حول ما إذا كانت شركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية ذات الموارد الأكبر، بما في ذلك "ميتا" و"أنثروبيك" قادرة على الحفاظ على مزاياها التكنولوجية.

وفي عام 2023، أسس ليانغ شركة "ديبسيك"، وقال مؤسس شركة أخرى خاصة بمجال نموذج اللغة الكبير "لقد أسس ليانغ فريقا رائعا للبنية التحتية يفهم حقًا كيفية عمل الشريحة".

ويرى المقال أنه بعد حظر واشنطن على شركة إنفيديا تصدير أقوى شرائحها إلى الصين، اضطرت شركات الذكاء الاصطناعي المحلية في الصين إلى إيجاد طرق مبتكرة لتعظيم قوة الحوسبة للشرائح الموجودة، وكان فريق ليانغ يعرف بالفعل كيفية حل هذه المشكلة. وقال أحد الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي "يعرف مهندسو 'ديبسيك' كيفية إطلاق العنان لإمكانات معالجات الرسوميات (GPU)، على الرغم من أنها ليست متطورة للغاية".

ووفقا للمقال يرى مطلعون على الصناعة إن تركيز "ديبسيك" على الأبحاث يجعلها منافسًا هائلاً لأن الشركة مستعدة لمشاركة الاختراقات بدلاً من حمايتها لتحقيق مكاسب تجارية. ولم تجمع الشركة الأموال من صناديق خارجية ولم تتخذ خطوات كبيرة لتحقيق الدخل من نموذجها. وقال أحد المستثمرين في صناعة الذكاء الاصطناعي ومقره بكين "تعمل 'ديبسيك' مثل 'ديب مايند' في مراحلها المبكرة، مع التركيز على البحث والهندسة".

واستخدمت الشركة 2048 وحدة معالجة رسومية من نوع H800إنفيديا و5.6 مليون دولار أمريكي لتدريب نموذج كبير مفتوح المصدر يحتوي على 671 مليار معلمة، وهو جزء بسيط فقط من ما تنفقه "أوبن أيه آي" و"غوغل" على تدريب نماذج مماثلة. 

وقال ريتفيك غوبتا، الباحث في سياسات الذكاء الاصطناعي بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، إن النموذج الذي أصدرته شركة "ديبسيك" مؤخرًا يظهر أنه "لا توجد هوة تمنع الناس من اكتساب قدرات الذكاء الاصطناعي". موضحا أن الصين تمتلك مجموعة أكبر بكثير من مواهب مهندسي الأنظمة مقارنة بالولايات المتحدة، الذين يعرفون أفضل طريقة لاستخدام موارد الحوسبة لتدريب وتشغيل النماذج بتكلفة أقل.

ولكن الأمريكيون لا يقفون مكتوفي الأيدي أيضاً، ويجتهدون لبناء "مجموعات" كبيرة للغاية من الجيل الجديد من شرائح بلاكويل من شركة إنفيديا، مما يخلق قوة حوسبة قوية يمكن أن تؤدي مرة أخرى إلى توسيع فجوة الأداء مع المنافسين الصينيين.