arabic.china.org.cn | 26. 01. 2025 |
بكين 26 يناير 2025 (شينخوا) بالنسبة لعامة المواطنين الصينيين، كان الكرز في الماضي من الأشياء الباهظة الثمن في الشتاء. ولكن خلال السنوات الأخيرة، أصبح "تحقيق حرية تناول الكرز" حقيقة حلوة لكثيرين خلال موسم التسوق لعيد الربيع، إذ أن ارتفاع الواردات يجعل الفاكهة الحمراء اللامعة أرخص.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، وصلت سفينة شحن محملة بـ20 ألف طن من الكرز التشيلي إلى ميناء نانشا في مدينة قوانغتشو بجنوبي الصين، في الوقت المناسب تماما لتقديم هدية احتفالية لملايين الأناس، مع اقتراب العيد الأهم في الصين.
وقالت تساو جينغ، مسؤولة عن المبيعات في شركة مجموعة داليان ييدو المحدودة، وهي شركة متخصصة في استيراد الكرز، إنه مع اقتراب موسم التسوق لعيد الربيع، يستمر الطلب من المستهلكين الصينيين على الفاكهة الفاخرة في النمو، ومن المتوقع أن تزيد مبيعات الكرز المحلية بشكل أكبر بسبب الاستهلاك الاحتفالي.
والكرز التشيلي، بطبيعة الحال، هو مجرد مثال واحد من مجموعة واسعة من النكهات من مختلف أنحاء العالم التي يستمتع بها الصينيون الآن على موائد طعامهم الاحتفالية، ما يعكس قوة الاستهلاك المتنامية للصين وتوسع وارداتها.
-- رابطة لذيذة مع العالم
قالت تساو إن التحول من الشحن الجوي الباهظ التكلفة إلى الشحن البحري المباشر خفض نفقات النقل، ما جعل الكرز في متناول المستهلكين الصينيين بشكل أكبر.
ووفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن "برو تشيلي"، مكتب تعزيز الصادرات التابع للحكومة التشيلية، سجلت صادرات الكرز التشيلية أعلى مستوى لها على الإطلاق في عام 2024، بقيمة تزيد عن 3.09 مليار دولار أمريكي. وخلال موسم الحصاد 2023-2024، تم تسليم ما يقرب من 93 في المائة من صادرات الكرز التشيلية إلى الصين.
ومن الكرز التشيلي إلى سمك السلمون النرويجي، يعكس الطلب المتزايد على السلع المستوردة الفاخرة شهية المستهلكين الصينيين المتزايدة للنكهات العالمية.
وفي أحد المتاجر المزدحمة في بلدية شانغهاي بشرقي الصين، يعد سرطان البحر الملكي الروسي الحي من الأطعمة الشهية المرغوبة قبيل عيد الربيع. وترسل شركة "راشان كراب"، إحدى أكبر شركات صيد السلطعون في روسيا، الآن أكثر من 80 في المائة من صيدها إلى الصين، حيث ارتفعت صادراتها إلى الصين بنسبة 74 في المائة في عام 2024.
وأظهرت بيانات الجمارك أن القيمة الإجمالية لواردات الصين من السرطانات الحية والطازجة والمجمدة من روسيا تجاوزت 1.14 مليار دولار أمريكي العام الماضي، بزيادة 16.7 في المائة عن عام 2023.
وتمتد شهية النكهات العالمية أيضا إلى أفريقيا. كما تضيف المنتجات الزراعية الأفريقية، التي تتراوح من حمضيات جنوب إفريقيا والقهوة الكينية إلى الكاجو التنزاني، لمسة من الدهشة إلى احتفالات رأس السنة الصينية الجديدة.
وأظهرت البيانات الرسمية أن الصين استوردت سلعا زراعية بقيمة 28.47 مليار يوان (3.97 مليار دولار أمريكي) من أفريقيا في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024، ما يمثل زيادة سنوية بنسبة 4.8 في المائة.
وأصبح لدى سكان مدينة ووشي في مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين، والذين يُعرفون تقليديا بتفضيلهم للأطعمة الحلوة، خيارات أكثر للاختيار من بينها. واشترى رجل يُدعى فنغ، وهو من سكان ووشي، خمسة أكياس من التمور المصرية لقضاء العطلة القادمة.
وقال فنغ لوكالة أنباء شينخوا إن هذه التمور مثالية للموسم الاحتفالي، فهي كبيرة وحمراء وحلوة للغاية. وتضيف إلى الأجواء المبهجة لعيد الربيع.
وارتفع حجم التجارة بين الصين والدول العربية من 36.7 مليار دولار أمريكي في عام 2004 إلى 398 مليار دولار أمريكي في عام 2023. وقد عززت هذه الديناميكية مكانة الصين الراسخة كأكبر شريك تجاري للعالم العربي.
ويعكس زيادة توافر الأطعمة الأجنبية النمو المطرد في واردات الصين من مختلف أنحاء العالم، حيث من المتوقع أن تتجاوز القيمة التراكمية لواردات السلع 22 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030.
--وليمة من الفرص التجارية
بينما يستمتع المستهلكون الصينيون بقائمة متوسعة من النكهات العالمية، فإن سعي الصين لتعزيز الاستهلاك واستدامة النمو وفتح سوقها الضخمة على نطاق أوسع يمنح المنتجين الأجانب سببا على مدار العام للاستثمار.
وتوسع إجمالي واردات الصين خلال العام الماضي بنسبة 2.3 في المائة مقارنة مع عام 2023 ليصل إلى 18.39 تريليون يوان، مع نمو واردات الفاكهة بنسبة 8.6 في المائة.
ويستند هذا الأداء التجاري القوي جزئيا إلى جهود الصين لخلق بيئة أكثر ملاءمة لتعزيز الواردات. وفي عام 2024، أطلقت الجمارك الصينية 16 إجراء لتبسيط عمليات الموانئ، بما ضمن تسليما أسرع وأكثر نضارة للسلع المستوردة.
كما تم اتخاذ إجراءات خاصة لتعزيز تيسير التجارة عبر الحدود في 20 مدينة صينية العام الماضي، بهدف إرساء بيئة أعمال بالموانئ موجهة نحو السوق وقائمة على القانون ودولية من الدرجة الأولى.
وتتوافق هذه الجهود أيضا مع استراتيجية الصين الأوسع لتعزيز الاستهلاك المحلي. واستمرت قوة الاستهلاك للبلاد في الارتفاع، حيث ارتفعت مبيعات التجزئة للسلع الاستهلاكية بنسبة 3.5 في المائة خلال عام 2024، مدعومة باقتصاد ينمو باطراد، والذي توسع بنسبة 5 في المائة على أساس سنوي خلال عام 2024.
ومن المتوقع أن يؤدي التوسع الحضري المستمر وارتفاع مستويات الدخل إلى دفع نمو الاستهلاك بشكل مستدام في الأمد المتوسط إلى الطويل، وفقا لتقرير ماكينزي تحت عنوان "الاستهلاك في الصين: بداية عصر جديد"، والذي صدر في نوفمبر 2023.
ويستند هذا الزخم إلى سياسات تهدف إلى إطلاق العنان لإمكانات الطلب الهائلة في البلاد. وتعمل الإجراءات مثل زيادة المدخلات المالية ورفع الدخول وإزالة الحواجز السوقية وتعزيز الابتكار التكنولوجي على دفع النمو وفتح آفاق استهلاكية جديدة.
ويعد تزايد عدد سكان الصين من ذوي الدخل المتوسط، والذي يتجاوز الآن 400 مليون نسمة، وهو الأكبر في العالم، محركا رئيسيا لنمو الاستهلاك. ويتوقع الخبراء أن يتضاعف عدد هذه الشريحة المجتمعية إلى أكثر من 800 مليون نسمة في غضون السنوات الـ15 المقبلة، بما يخلق سوقا محلية عملاقة ويغذي الطلب على الواردات المتنوعة والعالية الجودة.
وقال ليوي دا ليانغ، مسؤول بالهيئة العامة الصينية للجمارك، إن الصين لا تزال لديها مساحة كبيرة لمزيد من نمو الواردات في عام 2025، مشيرا إلى أن البلاد لا تزال ملتزمة بتوسيع الواردات بشكل استباقي ومشاركة العالم بالفرص التي خلقتها تنمية الصين.
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |