arabic.china.org.cn | 26. 01. 2025 | ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رام الله 25 يناير 2025 (شينخوا) يرى محللون سياسيون أن التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية أخيرا، وخصوصاً في جنين، ليس مجرد أحداث عابرة، بل يمثل جزءاً من استراتيجية شاملة تهدف إلى إعادة تشكيل الواقع الفلسطيني بما يخدم مصالح إسرائيل، وسط تحذيرات من تداعيات خطيرة على الاستقرار، ومستقبل حل الدولتين.
أبعاد سياسية عميقة
ويصف الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى بشارات العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة بأنها "الأوسع منذ سنوات"، مؤكداً أنها تهدف إلى استهداف شامل للوجود الوطني الفلسطيني.
ويقول بشارات "التصعيد الحالي في الضفة أخطر سياسياً من الهجمات على غزة، لأن الضفة، بما فيها القدس الشرقية، تمثل المساحة الأكبر من الدولة الفلسطينية التي يطالب بها المجتمع الدولي كجزء من حل الدولتين".
ويضيف أن الحكومة الإسرائيلية، تسعى لفرض سيطرة نهائية على الضفة الغربية من خلال استراتيجيات ممنهجة مثل تصعيد العمليات العسكرية، وفرض القيود على الفلسطينيين، والتوسع الاستيطاني، على حد تعبيره.
ويشير بشارات إلى أن إسرائيل تعمل على تخيير الفلسطينيين بين الهجرة أو البقاء تحت سيطرة الاحتلال بلا حقوق، واصفاً هذه السياسة بأنها "معدة بعناية" وتهدف إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني.
ويتابع "ما يحدث الآن في الضفة هو تنفيذ لخطة تهدف إلى إنهاء أي أمل بإقامة كيان فلسطيني مستقل، وهو ما يظهر نية واضحة لدفن حل الدولتين بشكل نهائي".
خطة الحسم
من جانبه، يوضح المحلل السياسي رائد أبو نجم أن العمليات العسكرية في جنين ومناطق أخرى من الضفة الغربية تتماشى مع ما يعرف بـ"خطة الحسم"، التي وضعها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
ويضيف أن هذه الخطة، التي بدأت تأخذ طابعاً عملياً مع تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو الأخيرة، وتهدف إلى تحويل الفلسطينيين إلى سكان في كنتونات معزولة تفتقد لأي حقوق وطنية أو سياسية.
ويقول أبو نجم "التصعيد الأخير في جنين يأتي ضمن سياسة إسرائيلية تستهدف تقطيع أوصال الضفة الغربية عبر تكثيف الاستيطان ونصب الحواجز وتدمير البنية التحتية".
مكاسب سياسية داخلية
يشير أبو نجم إلى أن هذا التصعيد مرتبط أيضاً بالتوازنات داخل حكومة نتنياهو، ويشرح أن اتفاق وقف إطلاق النار مع غزة خلق توتراً داخل الحكومة، ما دفع نتنياهو إلى التصعيد في الضفة لإرضاء حلفائه في اليمين.
ويضيف "العام 2025 يحمل رمزية خاصة للحكومة الإسرائيلية، حيث أعلنت نيتها ضم أجزاء واسعة من الضفة رسمياً، وهو ما يجعل التصعيد الحالي جزءاً من هذه الاستعدادات".
يرى المحلل السياسي إبراهيم ربايعة أن الضفة الغربية تمثل "قلب المشروع الاستيطاني"، مشيراً إلى أن إسرائيل تسيطر على حركة الفلسطينيين اليومية من خلال 898 نقطة إغلاق.
ويفسر ربايعة التصعيد الحالي من خلال بعدين الأول السياسة الداخلية الإسرائيلية: حيث يسعى مسؤولون لتعزيز سيطرتهم في ظل الاحتقان الشعبي، والثاني تهدئة الشارع الإسرائيلي: إذ يستخدم التصعيد في الضفة لتخفيف الضغوط الداخلية التي صاحبت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
غياب اي أفق سياسي
على الرغم من أن التصعيد في الضفة لا يرتبط بشكل مباشر بوقف إطلاق النار في غزة، إلا أن ربايعة يحذر من أن استمرار التوتر في الضفة قد يؤدي إلى انهيار أي اتفاقيات قائمة.
ويضيف "أن غياب اي أفق سياسي يجعل أي تهدئة مؤقتة وهشة، ما يعني أن احتمالات التصعيد ستبقى قائمة"، ويحذر بشارات من أن السياسات الإسرائيلية الحالية قد تؤدي إلى ولادة جيل فلسطيني أكثر تشدداً في مقاومة الاحتلال.
ويقول "الشعب الفلسطيني لن يقبل بهذه الخيارات القاسية، التجربة التاريخية أثبتت أن كل محاولة للقضاء على الوجود الفلسطيني ومقاومته للاحتلال تؤدي إلى ولادة أشكال جديدة من النضال".
ويجمع المحللون على أن التصعيد الإسرائيلي الحالي يحمل تداعيات خطيرة تتجاوز الداخل الفلسطيني، مع تحذيرات من أن الوضع قد يجر المنطقة إلى مرحلة جديدة من الفوضى.
ويؤكد أبو نجم "المجتمع الدولي يجب أن يتحرك فوراً للضغط على إسرائيل لوقف سياساتها العدوانية، وان أي تأخير يعني المزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني، وخطر انفجار الأوضاع في المنطقة بأكملها".
وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية إلى 14 منذ بدء عملية عسكرية واسعة للجيش الإسرائيلي قبل خمسة أيام.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن يوم الثلاثاء الماضي عن إطلاق عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين ومخيمها تحت اسم "السور الحديدي"، بهدف "إحباط الأنشطة الإرهابية"، على حد تعبير بيان للجيش.
وأضاف أن العملية تستهدف "القضاء على البنية التحتية للإرهاب" وضمان حرية العمليات العسكرية في الضفة الغربية.
يأتي هذا التصعيد في ظل توتر متصاعد في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في أكتوبر 2023.
ووفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فقد قتل أكثر من 800 فلسطيني في الضفة الغربية منذ ذلك الحين، وسط تصاعد المواجهات بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية المسلحة. /نهاية الخبر/
![]() |
![]() |
![]() |
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |