arabic.china.org.cn | 25. 01. 2025 |
القاهرة 24 يناير 2025 (شينخوا) تحت أشعة الشمس الشتوية الدافئة التي انعكست على الأحجار القديمة لمعبد مونتو، عمل علماء آثار من الصينيين والمصريين، بدقة متناهية عبر الموقع الأثري في مجمع معبد الكرنك المترامي الأطراف في الأقصر جنوبي مصر.
في هواء الصباح المنعش، بدا وكأن الإله مونتو يراقب بصمت العلماء والعمال وهم يعملون بعناية داخل المعبد المنسي منذ عقود، حيث يكشفون أسراره المندثرة تحت طبقات من التراب بصبر كبير.
الآن، بفضل اتفاقية رائدة بين وزارة السياحة والآثار المصرية والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، تبث البعثة الصينية - المصرية المشتركة حياة جديدة في هذا الموقع المهجور.
وقال جيا شياو بينغ رئيس الفريق الصيني وباحث من الأكاديمية، في تصريحات لوكالة أنباء (شينخوا)) من داخل الموقع "لقد قدمت هذه البعثة، وهي الأولى من نوعها، تحديات فريدة وفرصًا مثيرة"، مشيرا إلى أنه تم تقريب الفروقات الثقافية من خلال شغف مشترك بالتاريخ واحترام متبادل للخبرة.
عندما وصل الفريق الصيني لأول مرة في العام 2018، كانت منطقة معبد مونتو عبارة عن منطقة تكسوها الأعشاب البرية، وكانت أقسام المعبد مغطاة بغبار الحفريات السابقة، ومليء بالمكاتب المهجورة، عكس ما هو عليه الآن حيث يعج موقع العمل بالعاملين، وبدت ملامح المعبد تبعث من تحت الركام.
تركزت أعمال الحفر على منطقتين رئيسيتين داخل المعبد ومحيطه، المنطقة الأولى تركز على معبد أوزوريس، حيث تم الكشف عن والعمل في مصليين لعبادة الإله اوزوريس من أصل ستة مصليات موجودة، كما تم الكشف عن جدار سميك من الطوب اللبن لم يكن معروفا للعلماء من قبل.
وقال عالم الآثار الصيني إن أعمال الحفريات في المنطقة الثانية، الواقعة بين معبدي مونتو وماعت، تهدف إلى معرفة العلاقة بين المعبدين، بالإضافة إلى محاولة فهم الثقافات المعمارية والدينية للمجتمعات المصرية القديمة.
وأكد جيا أن البعثة الصينية في مصر هي بعثة دائمة، مع وجود خطط لمواصلة العمل في معبد مونتو والتوسع المحتمل في مواقع أخرى على مستوى البلاد.
وشدد على أهمية التعاون الأثري الصيني المصري، ورسم أوجه التشابه بين التاريخ الطويل والتقاليد الأثرية الغنية لكلا البلدين.
وقال "من خلال جهودهم المشتركة، لا يقوم علماء الآثار المصريون والصينيون فقط بكشف أسرار معبد مونتو فقط، بل يعملون أيضًا على تعزيز التفاهم والتعاون بين بلديهما".
وأصبحت البعثة نموذجًا للتآزر، حيث إن التوثيق الدقيق للفريق الصيني واستخدامه للتكنولوجيا المتطورة يكمل الخبرة المحلية الكبيرة لنظرائهم المصريين.
وأشاد أبو الحسن أحمد، وهو مفتش آثار مصري في البعثة المشتركة، بالآثاريين الصينيين على نهجهم المميز والرائع تجاه العمل الأثري المصري.
وقال أحمد في تصريحات لـ((شينخوا)) "إن علماء الاثار من الصينيين يقومون بعمل رائع هنا، إنهم متعاونون للغاية وحريصون على فهم حضارتنا القديمة".
وأضاف أنه مع تقدم أعمال التنقيب، بدأت تظهر اكتشافات مذهلة، مما يوفر رؤى جديدة حول المعتقدات الدينية والممارسات الفنية والحياة اليومية للمصريين القدماء.
وبالنسبة للمجتمع المحلي في الأقصر، تمثل هذه الجهود أكثر من مجرد مصلحة أكاديمية، حيث يراها السكان المحليون شريان حياة اقتصادي.
وقال محمد فاروق رئيس عمال الحفائر في البعثة المشتركة إن البعثة توظف 60 عاملاً كل موسم، مؤكداً أن هذا العمل ليس مفيداً لمصر أو للإنسانية فحسب، بل إنه مهم لمجتمع الأقصر المحلي، حيث يدعم 60 أسرة. /نهاية الخبر/
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |