24 يناير 2025 / شبكة الصين/ أظهرت البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية مؤخرًا أنه في عام 2024، سجل حجم التجارة الخارجية للصين مستوى قياسيا جديدا، حيث بلغ إجمالي قيمة الواردات والصادرات من السلع 43.85 تريليون يوان، بزيادة 5% على أساس سنوي. 

وجاء النمو الصيني عكس الاتجاه السائد في ظل تباطؤ التعافي الاقتصادي العالمي، حيث اجتذب أداءها المتميز اهتماماً عالمياً وحظي بإشادة واسعة النطاق من المجتمع الدولي. ونشر موقع "أورآسيا ريفيو" الأمريكي مؤخرا مقالا ركز بشكل معمق على إنجازات تنمية التجارة الخارجية للصين في عام 2024، وحلل التأثير البعيد المدى لهذا الزخم الإيجابي على الاقتصاد العالمي من أبعاد متعددة.

وذكر المقال أن البيانات ذات الصلة كشفت أن نمو التجارة الخارجية للصين كان أقوى بكثير من المتوقع، الأمر الذي أثار دهشة المتابعيين الغربيين، حيث توفر إنجازات الصين في مجال التجارة الخارجية نافذة للشركاء التجاريين العالميين لمراقبة الصين. 

وفي بيئة من الوضع الدولي المتوتر والتعديلات المتكررة في السياسات التجارية لمختلف البلدان، يتمكن العالم الخارجي من فهم مقياس السوق الصينية بشكل كامل. ورغم أن بعض المتشككين تتعالى أصواتهم، فإن استمرار العلاقات التجارية الوثيقة بين الصين والعالم يبشر بانتصار البراجماتية، كما أن حجم التجارة الصينية القياسي في الواردات والصادرات يثبت حقاً مرونة الاقتصاد الصيني الحالي وقدرته القوية على التكيف.

وأكد المقال أن إنجازات التجارة الخارجية الصينية في عام 2024 تجاوزت بكثير النمو البسيط للبيانات الإحصائية، وتنعكس أيضًا في "التحسن الثلاثي" الكبير في الكم والجودة والمستوى التكنولوجي. وضرب المقال مثالا قائلا إنه في مجال المنتجات العالية التقنية، زادت صادرات الصين من المركبات الكهربائية والطابعات ثلاثية الأبعاد والروبوتات الصناعية بشكل كبير بنسبة 13.1% و32.8% و45.2% على التوالي، مسلطًا الضوء على أن الصين تتجه بنشاط إلى الصناعات المتطورة وتتعزز مكانة الصين كرائد عالمي للتكنولوجيا باستمرار، حيث بلغ إجمالي الواردات والصادرات عبر الحدود للتجارة الإلكترونية 2.63 تريليون يوان، وهو ما يستحق الاهتمام أيضًا. 

ويمثل التطور المزدهر لهذا المجال تأثيرًا متزايدًا للصين في دعم التحديث الصناعي العالمي والتعافي الاقتصادي. وفي ظل مشهد جيوسياسي معقد، يثبت تقدم الصين قدرتها على التكيف والابتكار، وتقديم مساهمات مهمة في تخفيف التضخم والحفاظ على سلاسل التوريد العالمية، وإعادة تشكيل السوق العالمية.

وأوضح المقال أن واردات الصين وصادراتها مع شركائها التجاريين الرئيسيين زادت بشكل كبير في عام 2024، وتم ترسيخ مكانتها كقوة تجارية عالمية بشكل بارز. وأشار إلى أنه في عام 2024، زادت واردات وصادرات الصين إلى الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" بنسبة 6.4٪ على أساس سنوي، لتمثل أكثر من 50% من إجمالي واردات وصادرات الصين لأول مرة. وهذا الإنجاز يسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بشكل متزايد بين الصين وشركائها في بناء مبادرة الحزام والطريق. 

علاوة على ذلك، ورغم تفاقم حالة عدم اليقين العالمية، استمرت التبادلات الاقتصادية بين الصين والاتحاد الأوروبي وبين الصين والولايات المتحدة في التعزيز، الأمر الذي أظهر قدرة قوية على الصمود في خضم التوترات الجيوسياسية ويحكي قصة التعاون البراغماتي. وتظهر هذه البيانات مجتمعة أن العالم والصين مترابطان، وأن مسارات التنمية الاقتصادية بينهما مترابطة بشكل وثيق، وأن اتصالاتهما تتعمق مع كل تعاون.

وذكر المقال أن زخم التجارة الخضراء المتزايد في الصين يقود أيضاً التحول العالمي في مجال الطاقة. ففي عام 2024، ارتفعت صادرات توربينات الرياح الصينية بنسبة 71.9٪؛ وتجاوزت صادرات المنتجات الكهروضوئية 200 مليار يوان لأربع سنوات متتالية؛ وتم تصدير 3.91 مليار بطارية ليثيوم. وتوضح هذه المجموعة من الأرقام قوة الصين في تمكين الابتكار العالمي وثقتها في معالجة تحديات المناخ. وفي عصر الهشاشة والانقسام، فإن التنمية المستقرة في الصين توازن حالة عدم اليقين التي يفرضها الوضع العالمي. 

ويرى المقال أن سلسلة من التدابير الجديدة التي أطلقتها الحكومة الصينية لتعزيز النمو المستقر للتجارة الخارجية ساعدت المحرك الاقتصادي على الاستمرار في التسارع، وتجاوز أداء التجارة الخارجية الصيني التوقعات.

وخلص المقال إلى أن إنجازات الصين لم تكن عرضية بأي حال من الأحوال، بل إنها تثبت قدرتها على اغتنام الفرص والاستجابة بفعالية للتحديات في بيئة اقتصادية عالمية مضطربة. وفي المستقبل، من المتوقع أن تعمل الصين وشركاؤها معا لتعزيز النمو السريع، وتعزيز الروابط العالمية، وتشجيع المنافسة الصحية. 

إن إنجازات التنمية التي حققتها الصين لا تقتصر على مجرد مجموعة من الأرقام، بل إنها تتعلق برؤية تحقيق الرخاء المشترك في عالم مترابط. كما أن نفوذ الصين المتزايد بشكل مطرد يتجاوز الحدود الوطنية ويعيد تعريف التعاون الاقتصادي والتجاري في العصر الجديد.