24 يناير 2025 / شبكة الصين/ في وقت يتباطأ فيه التعافي الاقتصادي العالمي وتتزايد الحمائية، جذب اتجاه التطور الثابت والإيجابي للاقتصاد الصيني انتباه المشاركين في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025، حيث أعربوا عن تفاؤلهم بشأن الآفاق الاقتصادية للصين، ويرون أن التزام الصين بالتنمية العالية الجودة والانفتاح الرفيع المستوى سيساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري العالمي.

وقال بورج براندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي إنه على الرغم من أن الاقتصاد الصيني يواجه تحديات في الأمد القريب فإن أساسياته الإيجابية على المدى الطويل لم تتغير، وأضاف "أنا متفائل بشأن آفاق الاقتصاد الصيني". ويرى أن الصين اتخذت سلسلة من التدابير لتحفيز الطلب المحلي وتعزيز الاقتصاد بشكل فعال، وإن الحكومة لديها مجموعة أدوات سياسية كافية للتعامل مع مختلف التحديات.

وأظهرت البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء الصيني في 17 يناير الجاري أن إجمالي الناتج المحلي للصين وصل إلى مستوى جديد في عام 2024، متجاوزًا 130 تريليون يوان لأول مرة، بزيادة 5% عن العام السابق، وتبوأ الحجم الاقتصادي الإجمالي المرتبة الثانية على مستوى العالم. وفي اليوم نفسه، أصدر صندوق النقد الدولي تقريرا محدثا عن آفاق الاقتصاد العالمي، رفع فيه توقعاته للنمو الاقتصادي الصيني في عام 2025.

وقال باتريك تسانغ، الرئيس التنفيذي لشركة ديلويت الصين، وهي شركة محاسبة مشهورة دوليًا، إن الصين كانت دائمًا قوة ثابتة في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري العالمي. وفي السنوات الأخيرة، واصلت الصين المساهمة في النمو الاقتصادي العالمي في العديد من المجالات مثل التجارة والاستثمار والاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي. وأوضح أن أحد المظاهر المهمة لتأثير الصين على الاقتصاد العالمي هو استمرارها في إطلاق العنان لإمكانات الاستهلاك وتوفير المزيد من الفرص للسلع والخدمات العالمية.

وأشار جوزيف نجاي، رئيس شركة ماكينزي الصين، وهي شركة استشارات إدارية عالمية، إلى أنه بالنظر إلى حجم السوق ومعدل النمو، فإن الصين مليئة بالفرص وهي "نقطة ساخنة" تستحق الاستثمار من قبل الشركات العالمية. وبناء على البيانات الصادرة عن النصف الثاني من العام الماضي، يبدو أن الاقتصاد الصيني تعافى بشكل مطرد، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في عام 2025.

وأوضح مايكل سوس، الرئيس التنفيذي لمجموعة أورليكون متعددة الجنسيات المتخصصة في التكنولوجيا الفائقة أن الاقتصاد الصيني شهد تطورا سريعا خلال العقود الماضية. ويتعين على البلدان أن تظل منفتحة وتجري تبادلات وتعاونا اقتصاديا وتكنولوجيًا. لأن التعاون والثقة المتبادلة هما أساس التنمية الاقتصادية العالمية.

ويرى تشو مين، نائب المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي، أن الاقتصاد الصيني يمر بمرحلة التحول الهيكلي، وأن مصادر وأنماط النمو تتغير. وبالنظر إلى المستقبل، فإن إمكانات التنمية في مجالات مثل استهلاك السوق المحلية، وتطوير التصنيع، والتحول الأخضر سوف تدفع النمو الاقتصادي المستمر في الصين.

ونظم الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025 تحت شعار "التعاون في العصر الذكي"، وتعزيز التنمية الصناعية في العصر الذكي أحد الموضوعات الرئيسية لهذا الاجتماع السنوي. وأصبح الابتكار التكنولوجي والذكاء الاصطناعي من نقاط النمو الاقتصادي الجديدة في العالم بشكل متزايد. كما أن التطور السريع لصناعة الذكاء الاصطناعي في الصين ومساهمتها العالمية أمران لافتان للنظر.

وقال تشن لي مينغ، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي في الصين الكبرى إن الصين لم تحقق في السنوات الأخيرة تقدماً ملحوظاً في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتنمية الصناعية فحسب، بل قدمت أيضاً مساهمات إيجابية في الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي. وفي عام 2023، اقترحت الصين مبادرة حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية، والتي قدمت حلاً صينياً للحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي وشددت على مبدأ إعطاء أهمية متساوية لتطوير وأمن الذكاء الاصطناعي. 

وشدد تشن على أن هذه المبادرة لا تمثل استجابة إيجابية للتحديات العالمية فحسب، بل إنها توفر أيضا مرجعا مهما للمجتمع الدولي بشأن قضية حوكمة الذكاء الاصطناعي.