بكين 23 يناير 2025 (شينخوا) نجحت الصين مؤخرا في تحقيق إنجاز غير مسبوق، حيث نفذت لأول مرة "ثلاث عمليات اختبارات في غضون يوم واحد" لمحركات صاروخية تعمل بالكيروسين والأكسجين السائل في منطقة اختبار باولونغيوي التابعة للمعهد الـ165 ضمن مجموعة الأكاديمية السادسة لعلوم والتكنولوجيا الفضائية.

وأشار المعهد إلى أن القدرة على اختبار المحركات الرئيسية للصواريخ الحاملة من الجيل الجديد، بعد إنتاجها الضخم وقبل تسليمها رسميا إلى المستخدمين، شهدت تحسنا كبيرا في الصين. وتهدف هذه الاختبارات إلى التحقق من قدرة المحركات على التكيف مع الأداء المطلوب، ما يدعم بقوة خطط البلاد المستقبلية لتنفيذ عمليات إطلاق عالية الكثافة باستخدام عائلة صواريخ "لونغ مارش".

وأعلن المعهد عن إجراء ثلاث عمليات اختبار ناجحة لمحركات صاروخية تعمل بالكيروسين والأكسجين السائل في منطقة اختبار باولونغيوي. وشملت الاختبارات محركين بسعة 120 طنا وأخر بسعة 18 طنا، حيث تم إجراء الاختبارات في الساعة 9:43 و 10:47 و 12:06 يوم 19 يناير على التوالي. وأكد المعهد أنه تم الانتهاء من جميع الاختبارات بنجاح.

وأكد فنيون من منطقة اختبار باولونغيوي، أن هذا الإنجاز يمثل المرة الأولى في الصين التي يتم فيها اختبار ثلاثة محركات صاروخية تعمل بالكيروسين والأكسجين السائل، بما في ذلك نموذجين رئيسيين من المحركات الصينية، في يوم واحد وضمن منطقة اختبار واحدة.

وقد تم بناء منطقة اختبار باولونغيوي ودخلت حيز التشغيل في يناير 2005. وتتمثل مهمتها الرئيسية في اختبار جودة المحركات الصاروخية التي تعمل بالكيروسين والأكسجين السائل، بالإضافة إلى التقييم الدقيق لأداء عمل المحرك.

والجدير بالذكر أنه في الصين، يخضع كل محرك صاروخي يعمل بالكيروسين والأكسجين السائل لسلسلة من الاختبارات الدقيقة قبل تسليمه إلى المستخدم لتنفيذ مهمة فضائية، وذلك بهدف التأكد من جودة تصنيع المحرك واستعداده للعمل. لذا تعد عملية اختبار المحرك جزءا مهما من عملية تطوير المحركات الصاروخية، حيث تشمل عشرات الأنواع من الاختبارات التي تُجري خلال جميع مراحل تطوير وإنتاج المحرك.

واستطرد المعهد أنه نفذ عددا من المشاريع في السنوات الأخيرة لتعزيز قدراته الشاملة، حيث ضاعف كفاءة عمله من خلال اعتماد سلسلة من تدابير الرقمنة والابتكار التكنولوجي، مما ساعد في خفض فترة اختبار جودة المحركات الصاروخية من 5 أيام إلى 3 أيام، ثم إلى يومين فقط.

وتتمثل التدابير الرئيسية التي اتخذها المعهد لتقصير فترة الاختبار في بناء وحدات اختبار متقدمة، وإرساء أساس متين لعمليات الاختبار الدقيقة والفعالة، وتسريع وتيرة الترقية والتحول للتكنولوجيا ذات الصلة، وتعزيز تحقيق التحسين الرقمي والذكي لأنظمة الاختبار، وتعزيز تحقيق التحكم الرقمي في عمليات الاختبار، وتعزيز تحقيق الابتكار في نمط تنظيم الاختبارات، ويرمي ذلك إلى توفير الدعم لتحويل وتطوير البحث العلمي ونمط الإنتاج.

وفي المستقبل، يخطط المعهد لمواصلة أعمال تطوير "القوى الإنتاجية الحديثة النوعية" المتمثلة في التكنولوجيات الجديدة وأساليب الإنتاج الجديدة، لتحسين عمليات اختبار محركات الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل.

وستركز هذه التكنولوجيات والأساليب بشكل أساسي على تعزيز توحيد تكنولوجيا الاختبار، وتحسين مستوى الإدارة المرئية في الموقع، وتحسين تكامل التكنولوجيا الرقمية، وتحسين عملية التشغيل والتحكم، ويهدف ذلك إلى تحسين جودة الاختبارات وضمان تسليم محركات الصواريخ الحديثة في الوقت المحدد.