share
arabic.china.org.cn | 22. 01. 2025

مقالة خاصة: فرحة السكان بوقف إطلاق النار في غزة تتبدد أمام مشهد الدمار

arabic.china.org.cn / 21:13:08 2025-01-22

غزة 22 يناير 2025 (شينخوا) في اليوم الرابع من وقف إطلاق النار الذي وضع نهاية لأطول جولة صراع بين إسرائيل وحركة (حماس) استمرت 15 شهرا، بدأ سكان غزة بالعودة إلى ما تبقى من حياتهم القديمة، لكن مع كل خطوة يخطونها نحو منازلهم، تتلاشى فرحة وقف القتال أمام مشهد الأنقاض والركام التي باتت كل ما تبقى من مدينتهم.

وتقول سميرة محمود (32 عاما) بينما تقف بجانب أطلال بيتها في حي الشجاعية، الذي كان واحدا من بين أكثر الأحياء تضررا خلال الحرب لوكالة أنباء ((شينخوا)) "كنت أحلم بالعودة إلى منزلي، لكني لم أجد سوى ركام".

وتتابع بصوت حزين "أطفالي يسألونني عن المنزل أين هو وعن ألعابهم وعن الحديقة التي اعتادوا اللعب فيها، لكن لم يتبق شيء حتى أنني لا أستطيع أن أعرف تفاصيل بيتي".

وفي شوارع مدينة غزة، بالكاد يتمكن الفلسطينيون التعرف على معالمها فالركام يغطي مساحات واسعة من المدينة بينما حاول السكان فتح ثغرات "أشبه بالأزقة" للمرور منها إلى حارات وأحياء المدينة.

ويقول عمر صرصور من سكان حي تل الهوا غرب مدينة غزة لـ((شينخوا)) "لطالما كانت مدينتنا تعج بالناس والمركبات والأضواء والحركة والحياة، ولكن اليوم حتى ما تبقى من ركام يحمل في تفاصيله الموت والخوف والمجهول".

ولا يختلف الحال كثيرا بأحياء مخيم البريج وسط قطاع غزة الذي تحولت أحيائه الشرقية إلى تلال من الركام، فعلى مدار أيام، يحاول أيمن عبيد (24 عاما) إزالة الأنقاض من منزله، بينما يخرج بين الحين والآخر قطعا صغيرة من ذكرياته.

ويقول أيمن وهو يمسح الغبار عن وجهه "وجدت صورة قديمة لعائلتي، كنت أعتقد أنني لن أراها ثانية، هذه الصورة تجسد حياتنا قبل الحرب وتحمل في طياتها آخر ابتساماتنا التي فقدناها".

بالقرب منه، تقف والدته، التي قضت الليلة الماضية في خيمة صغيرة نصبت بالقرب من أنقاض منزلهم "كنا نعيش حياة بسيطة لكنها كريمة، الآن، أصبحنا نبحث عن مكان يحمينا من البرد".

وبحسب تقديرات أممية، يحتاج القطاع إلى إزالة أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض التي خلفتها الحرب، وهي عملية قد تستغرق أكثر من عقدين من الزمن وتتكلف حوالي 1.2 مليار دولار.

وقال مكتب الإعلامي الحكومي في أول احصائية ينشرها منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار إن 88 % من قطاع غزة دمر، مشيرا إلى أن 161,600 وحدة سكنية دمرت كليا مقدرا الخسائر الأولية بأكثر من 38 مليار دولار.

ورغم إعلان وقف إطلاق النار بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، إلا أن التحديات أمام سكان غزة ما تزال هائلة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن ما يزيد عن 47 ألف شخص قتلوا خلال الحرب بينما شرد مئات الآلاف، وأصبحوا يعيشون بين أطلال منازلهم أو في مراكز إيواء مؤقتة.

ويعتقد جهاز الدفاع المدني في غزة أن مئات الفلسطينيين ما زالوا مفقودين تحت الأنقاض وفي الشوارع والطرق أو تحللت جثثهم.

وتمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال أكثر من 100 فلسطيني من بين وتحت الأنقاض منذ بدء وقف إطلاق النار في محافظتي غزة والشمال بحسب بيان الدفاع المدني.

ويقول سامي الحداد، أحد المتطوعين في فريق الإنقاذ "لا يمكننا الحديث عن عودة إلى الحياة الطبيعية بينما ما تزال الجثث مدفونة تحت الأنقاض"، ويوضح "انتشلنا يوم الثلاثاء 80 جثة من تحت ركام المنازل المدمرة، وما زال هناك عشرات العائلات التي لم نستطع الوصول إليها".

وعلى أطراف حي الزيتون، نصبت فاطمة السوافيري (45 عاما) خيمتها مع أطفالها الخمسة وتقول "كان لدينا منزل جميل وحديقة صغيرة، الآن نعيش في خيمة بالكاد تحمينا من البرد".

وتتابع وهي تشير إلى أطفالها "الصغار يستيقظون ليلا وهم يصرخون من الكوابيس، لا أشعر أنني أم لهم بعد الآن، لأنني لا أستطيع حمايتهم".

وأضافت أن الأطفال هم الأكثر تضررا من آثار الحرب، لقد فقدوا شعورهم بالأمان، الكوابيس تلاحقهم ليلا، والدمار يحيط بهم نهارا.

ورغم إعلان دخول حوالي 600 شاحنة مساعدات يوميا إلى القطاع عبر معبر رفح وكرم أبو سالم، إلا أن السكان يقولون إن ذلك لا يكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

ويتساءل محمد صلاح، أحد سكان مخيم النصيرات "المساعدات تأتي، لكننا لا نراها كل ما نحصل عليه هو القليل من الطعام، لكن ماذا عن منازلنا؟ من يعوضنا هل سيبنون لنا بيوتا أخرى؟ لقد دمرت حياتنا".

ويشير تقرير للأمم المتحدة نشر أخيرا إلى أن إعادة الإعمار ستتطلب مليارات الدولارات والتزاما دوليا طويلا، خاصة في ظل القيود الإسرائيلية التي قد تفرضها على إدخال مواد البناء إلى غزة.

ورغم كل هذا الألم، يحاول سكان غزة التمسك بالأمل "لن نستسلم"، يقول سامي الحداد، بينما يمسك مجرفته ويواصل العمل وسط أنقاض منزله المدمر في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

ويضيف سامي بينما يحاول منع نفسه من البكاء "هذه أرضنا، وسنعيش هنا مهما كان الثمن".

ويرى محللون سياسيون أن وقف إطلاق النار، الذي جاء بعد اتفاق على ثلاثة مراحل، قد يكون خطوة نحو هدنة طويلة الأمد، لكنه لن يحل جذور المشكلة.

ويقول المحلل السياسي عاهد فروانة لوكالة أنباء ((شينخوا)) "ما نراه الآن هو مجرد إطفاء لحرائق مستعرة، لكن لا يوجد حل سياسي واضح".

ويضيف "السلطة الفلسطينية مطالبة الآن بالعودة لإدارة معبري رفح وكرم أبو سالم، لكن هذا لن يكون كافيا إذا لم يتم حل القضايا العالقة وإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية وفق حل الدولتين". /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号