arabic.china.org.cn | 22. 01. 2025 |
جنين/ رام الله 21 يناير 2025 (شينخوا) قتل ثمانية فلسطينيين وأصيب أكثر من 35 آخرين في عملية عسكرية أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الثلاثاء) تنفيذها في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية.
وأوردت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب أن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 35 آخرين جراء "عدوان الاحتلال" على جنين.
وذكر البيان أن عدد القتلى مرشح للزيادة في ظل استمرار العمليات العسكرية ووجود مناطق محاصرة يصعب على طواقم الإسعاف الوصول إليها.
وقال مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر إن من بين المصابين ثلاثة أطباء وممرضين، مشيرا إلى أن عدد الجرحى الفعلي قد يتجاوز الرقم المعلن نظرا لتصاعد الاشتباكات وصعوبة الوصول إلى جميع المصابين.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت مدينة جنين ومخيمها من حاجز الجلمة العسكري بأعداد كبيرة من الآليات.
وأوضحت المصادر أن الجيش الإسرائيلي يحاصر المخيم، حيث تعتلي قناصته أسطح البنايات وتمنع السكان من الدخول والخروج.
وأشارت المصادر إلى أن العملية العسكرية تزامنت مع قصف طائرة مسيرة إسرائيلية استهدف مركبة داخل المخيم، إلى جانب إطلاق طائرات مروحية النار على المنازل.
من جهته، قال الناطق باسم قوى الأمن الفلسطيني أنور رجب إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار بشكل مباشر على المواطنين وأفراد الأمن الفلسطيني، ما أدى إلى إصابة عدد من أفراد الأمن، بينهم حالة خطرة.
وأدانت الحكومة الفلسطينية ما وصفته بـ"الإجراءات العدوانية" التي تنفذها القوات الإسرائيلية في جنين، ووصفتها بأنها "اعتداء على الشعب الفلسطيني وتهجير قسري للعائلات".
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في بيان إن الحكومة كلفت لجنة الطوارئ بتقديم الدعم للمناطق المتضررة وتعزيز صمود المواطنين، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق حملة عسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين ومخيمها، بهدف "إحباط الأنشطة الإرهابية".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قوات الجيش وحرس الحدود وجهاز الأمن العام (الشاباك) باشرت عملية أطلق عليها اسم "السور الحديدي" تهدف إلى "القضاء على البنية التحتية للإرهاب" وضمان حرية العمليات العسكرية في الضفة الغربية.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية (كان)، بدأت الحملة العسكرية بقصف جوي نفذته طائرة مسيرة على أهداف في المدينة.
وتشمل العملية، بحسب هيئة البث الإسرائيلية، مشاركة قوات كبيرة من الجيش، بما في ذلك وحدات خاصة من الشاباك والشرطة وحرس الحدود، ومن المتوقع أن تستمر لعدة أيام "طالما تطلب الأمر ذلك".
وأضافت أن الحملة جاءت بعد "فشل أجهزة الأمن الفلسطينية في فرض النظام في جنين ومخيمها"، بالإضافة إلى موافقة المجلس الأمني المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) على تحديث أهداف العمليات العسكرية، بهدف تعزيز الأمن في الضفة الغربية في أعقاب صفقة وقف إطلاق النار الأخيرة مع غزة.
وبرر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، العملية بأن "التهديدات على المستوطنات والمستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) تزداد خطورة"، معتبرا أن الضفة الغربية باتت "الجبهة الوحيدة المفتوحة" أمام أعداء إسرائيل.
وتابع كاتس أن "المحور الإيراني" يواصل دعم "الأنشطة الإرهابية" من خلال التمويل والتسليح والتوجيه، مؤكدا أن تعليماته للجيش تضمنت العمل بقوة للدفاع عن المستوطنات والمستوطنين، ومهاجمة "الإرهاب" لإحباطه بشكل فعال.
ووفقا للإذاعة العبرية، تشمل أهداف العملية تعزيز سيطرة الجيش الإسرائيلي على الضفة الغربية، ومنع تنفيذ عمليات مستقبلية تستهدف المستوطنات الإسرائيلية. كما تهدف إلى تفكيك البنية التحتية للفصائل المسلحة في جنين، التي وصفها المسؤولون الإسرائيليون بأنها "أحد معاقل الإرهاب في المنطقة".
وتشهد الضفة الغربية تصعيدا متواصلا منذ أكتوبر 2023، ما أدى إلى مقتل أكثر من 800 فلسطيني برصاص وقصف إسرائيلي، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وتزامنت هذه التطورات مع هجمات واسعة شنها مستوطنون إسرائيليون في عدة مناطق بالضفة الغربية، بما في ذلك قريتا الفندق وجينصافوط قرب قلقيلية.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها قدمت العلاج لـ12 مصابا تعرضوا للضرب المبرح، بينما أصيب تسعة آخرون باستنشاق الغاز المسيل للدموع.
وأفاد محافظ قلقيلية حسام أبو حمدة بأن المستوطنين أحرقوا مشتلا زراعيا ومحلا لبيع مواد البناء وثلاث مركبات، بالإضافة إلى تخريب منشآت تجارية في المنطقة، تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
واتهم الفلسطينيون إسرائيل بتصعيد الإجراءات العسكرية في الضفة الغربية، ما أدى إلى قطع أوصال مدنها وقراها من خلال نصب حواجز وبوابات حديدية جديدة، مما تسبب بمعاناة إنسانية واسعة النطاق للسكان.
ووفقا لمصادر أمنية فلسطينية، وضعت القوات الإسرائيلية حواجز وبوابات عسكرية جديدة في معظم الطرق الواصلة بين المدن، بما في ذلك الطرق الفرعية. وتسببت هذه الإجراءات في شل حركة التنقل بين المدن والقرى، حيث لم يتمكن الآلاف من الوصول إلى أماكن عملهم أو منازلهم.
وذكرت المصادر لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "الجيش الإسرائيلي شدد إجراءاته على الحواجز المنتشرة وأقام بوابات حديدية جديدة في محيط المدن والقرى، ما أدى إلى ازدحام واحتجاز آلاف المركبات في الطرقات".
وقال ممثل نقابة النقل العام الفلسطيني في جنين حسام الأطرش لـ ((شينخوا)) إن ما يجري "لم تشهده الطرق منذ سنوات طويلة"، مشيرا إلى أن مئات السائقين اضطروا إلى المبيت في أماكنهم نتيجة الإغلاقات المشددة.
وأضاف أن الأوضاع تفاقمت خلال اليومين الماضيين مع تشديد الجيش الإسرائيلي لإجراءاته.
واعتبر رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية مؤيد شعبان أن الإجراءات الإسرائيلية "هدية من رئيس الوزراء الإسرائيلي لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش"، وذلك لضمان موافقته على اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في غزة.
وأضاف شعبان أن عدد الحواجز والبوابات العسكرية في الضفة الغربية ارتفع من 863 إلى أكثر من 960 خلال الساعات الماضية، مما يعمق عزلة القرى والمدن الفلسطينية عن بعضها البعض.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية الإجراءات الإسرائيلية وهجمات المستوطنين، واصفة إياها بأنها "محاولة لجر الضفة الغربية إلى مواجهة شاملة".
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن الحكومة الإسرائيلية تسعى من خلال هذه الإجراءات إلى "خلق مناخ من التوتر والعنف في الضفة الغربية بما يهدد بإشعال مواجهة شاملة".
وأضاف أن قرار الإدارة الأمريكية الجديدة بإلغاء العقوبات على المستوطنين يشجعهم على تصعيد هجماتهم ضد الفلسطينيين، معتبرا أن هذه السياسات "لن تجلب السلام أو الأمن لأحد". /نهاية الخبر/
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |