21 يناير 2025 / شبكة الصين/ ذكر "تقرير المخاطر العالمية 2025" الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي مؤخرا أنه في الوقت الذي تدمج فيه أنظمة التعاون العالمي، تتزايد أهمية الصين في الاقتصاد والسياسة العالميين. ووصفت هذه النشرة السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي، الصين بأنها قوة لا غنى عنها في التخفيف من المخاطر العالمية، حيث يغطي نفوذها الاستدامة والنمو الاقتصادي والجغرافيا السياسية والعلوم والتكنولوجيا.

وفي حديثه عن الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025 الذي سيعقد في دافوس بسويسرا من 20 إلى 24 يناير الجاري، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون إن المنتدى الاقتصادي العالمي يُعرف بأنه "مقياس الاقتصاد العالمي" وهو الأكثر تأثيرا على المستوى الدولي بين المنتديات الاقتصادية غير الرسمية. و"تأمل الصين في تعزيز التبادلات والاتصالات مع جميع الأطراف، وتعزيز التفاهم والثقة، وبناء توافق في الآراء بشأن التعاون، والالتزام بالتعددية الحقيقية، والدعوة بشكل مشترك إلى عالم متعدد الأقطاب متساوٍ ومنظم وعولمة اقتصادية عامة المنفعة والشمول، والإسهام بطاقة إيجابية في تحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي من خلال حضور الاجتماع السنوي للمنتدى."

ويقول تقرير المخاطر العالمية المذكور إن الصين هي واحدة من أكثر اللاعبين تأثيرا في الديناميكيات العالمية. وسلط التقرير الضوء على أهمية الصين في مجالات مثل الجغرافيا السياسية، والتحوُّل في مجال الطاقة، وسلسلة التوريد، والابتكار التكنولوجي، والتعاون الدولي.

ويصف التقرير الصين بأنها قوة صاعدة تسهم في تشكيل المشهد العالمي، ويسلط الضوء أيضاً على نفوذ الصين في عالم متعدد الأقطاب على نحو متزايد، حيث تتحدى القوى الإقليمية الرئيسية مثل الصين هيمنة النموذج التقليدي الذي يقوده الغرب. وتشكل المنافسة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة عاملاً رئيسياً يؤثر على مجالات مثل التجارة والتكنولوجيا والسياسة الخارجية.

وعلاوة على ذلك، تمثل القاعدة الصناعية الواسعة التي تمتلكها الصين ودورها كمركز عالمي لسلسلة التوريد عوامل مهمة في تعزيز مكانتها الاقتصادية. وحذر التقرير من أنه على خلفية عالم منقسم بشكل متزايد، فإن اعتماد الاقتصادات الأخرى على المنتجات والموارد الصينية يمثل أيضا نقطة ضعف، حيث من المرجح أن يكون لانقطاعات الإمدادات أو التوترات التجارية تأثير غير متناسب على الاقتصاد العالمي.

وأكدت الصين في السابق التزاماتها المناخية، بما في ذلك أهداف الحد من انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060. وتبوأت الصين مكانة رائدة في مجال الطاقة المتجددة العالمية، بعد أن حققت تقدماً كبيراً في مجال تخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتخزين الطاقة. وفي عام 2023، ساعدت منتجات الصين في هذه المجالات بلداناً أخرى على تقليل كميات كبيرة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يسلط الضوء على التأثير العالمي لتقنيات البلاد المستدامة. ووُصف التحول الصيني في مجال الطاقة بأنه مثال لكيفية قدرة البلدان النامية على تولي زمام المبادرة في معالجة تغير المناخ.

وتشكل جهود الصين الرامية إلى ترسيخ مكانتها الرائدة في مجال التعدين ومعالجة المواد الرئيسية مثل المعادن النادرة جزءاً مهماً من استراتيجيتها لتحقيق اختراقات تكنولوجية متقدمة، حيث تعتبر هذه المواد حيوية للصناعات العالمية مثل الطاقة المتجددة وأشباه الموصلات. ويمثل التقدم الذي أحرزته الصين في مجال التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وشبكات الجيل الخامس أحد المصادر الرئيسية لقدرة البلاد التنافسية. وعززت قدرة الصين على وضع معايير عالمية في التقنيات المبتكرة ريادتها في مجال التكنولوجيا.

إن الصين مدافعة عن التعددية وتعمل على تعزيز المساواة بين البلدان المتقدمة والنامية. ويعكس نهج الصين في تعزيز حضورها في العديد من المنتديات والمؤتمرات الدولية جهودها الرامية إلى ترسيخ النظام العالمي المتعدد الأقطاب. ويُنظر إلى التعاون فيما بين بلدان الجنوب، الذي تعمل الصين على تعزيزه بنشاط، باعتباره محاولة لتحقيق التوازن في النفوذ التقليدي للقوى الغربية.