share
arabic.china.org.cn | 20. 01. 2025

تغطية حية: تدفق شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح مع بدء الهدنة

arabic.china.org.cn / 05:32:21 2025-01-20

غزة 19 يناير 2025 (شينخوا) عند مدخل معبر رفح، النقطة الحدودية الوحيدة بين قطاع غزة ومصر، تغير المشهد في جانبه الفلسطيني اليوم (الأحد) مع تدفق شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى القطاع إثر سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.

وتدفقت شاحنات المساعدات الإنسانية اليوم ببطء عبر طرق دمرت جنباتها جراء الهجمات الجوية والقصف الإسرائيلي والاشتباكات المسلحة بين القوات الإسرائيلية وعناصر حركة حماس والفصائل المسلحة، قادمة من الجانب المصري من معبر رفح.

ومنذ صباح اليوم دخلت 555 شاحنة مساعدات إنسانية عبر معابر قطاع غزة، منها 242 لشمال القطاع، وفق موظف فلسطيني في هيئة المعابر الفلسطينية.

وقال الموظف الذي طلب عدم ذكر اسمه إن من بين هذه الشاحنات، قدمت شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية من مصر إلى معبر كرم أبو سالم، تمهيدا لدخولها إلى القطاع مع سريان وقف إطلاق النار.

وأوضح أن المساعدات تضمنت وقودا ومستلزمات طبية ومواد غذائية، بالإضافة إلى الخضروات والفواكه، وأكد أن العمل جار لتسهيل دخول المزيد من المساعدات لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني في القطاع.

وقالت مصادر أمنية لوكالة أنباء ((شينخوا)) صباح اليوم إن الشاحنات بدأت الدخول من الجانب المصري من المعبر إلى معبر كرم أبو سالم لتفتيشها، ومن ثم توجهت إلى داخل قطاع غزة الذي يعاني أوضاعا إنسانية صعبة وشحا في المواد الغذائية والطبية.

وعبر معبر رفح دخلت 330 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، وفق ما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.

وقالت الهيئة إن الشاحنات، التي تضمنت 20 شاحنة وقود (سولار وغاز) عبرت إلى القطاع عبر معبري العوجة وكرم أبو سالم.

فيما ذكرت قناة ((القاهرة)) الإخبارية أنه من بين 330 شاحنة، تم تفتيش نحو 200 شاحنة وتدقيقها قبل دخولها إلى غزة.

ومن الأردن دخلت 100 شاحنة إلى غزة عبر معبر بيت حانون، وفق ما أعلنت الهيئة الخيرية الهاشمية مساء اليوم.

فيما تستمر مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية في الاصطفاف أمام معبر رفح في انتظار الدخول إلى القطاع خلال الأيام القادمة.

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن لديها 4000 شاحنة محملة بالمساعدات، نصفها يحمل مواد غذائية ودقيق جاهزة لدخول قطاع غزة.

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، على منصة ((إكس)) "إن الوكالة تواصل العمل في غزة رغم الحظر الإسرائيلي على عملياتها الذي سيدخل حيز التنفيذ في 30 يناير 2025".

وفي نفس السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن خططها لإدخال مستشفيات جاهزة لدعم قطاع الصحة المدمر في غزة خلال الشهرين المقبلين.

وتأتي هذه التطورات في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية أمريكية.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في تمام الساعة 11:15 قبل ظهر اليوم بالتوقيت المحلي (9:15 توقيت جرينتش)، وذلك بعد تأخير دام ما يقارب ثلاث ساعات عن الموعد المقرر سابقا عند الساعة 8:30 صباحا.

ويشمل الاتفاق إدخال 600 شاحنة يومياً محملة بالغذاء والدواء والوقود، بما في ذلك 50 شاحنة محملة بالوقود الضروري للمستشفيات ومحطات الكهرباء التي دمرت جزئياً أو شبه معطلة.

وتمت عملية نقل المساعدات بآلية معقدة: حيث كانت شاحنات المساعدات تنتظر أمام معبر رفح المصري منذ ساعات الفجر، قبل أن يسمح بدخولها للجانب الفلسطيني ومرورها في طريق حدودي إلى معبر كرم ابو سالم الذي تشرف عليه السلطات الاسرائيلية لفحصها وتفتيشها، قبل السماح لها بالعبور إلى القطاع بعد إجراءات أمنية دقيقة.

ولم يعرف على وجه التحديد الآلية التي سيعمل بها المعبر والجهة التي ستشرف على جانبه الفلسطيني، حيث تعارض إسرائيل أي مسؤولية لحركة حماس في المعبر، فيما تجرى محادثات لتولي السلطة الفلسطينية الإشراف على المعبر بمساعدة مراقبين دوليين.

من جهته، قال أحد منسقي شحنات المساعدات في معبر رفح مكتفيا بذكر اسمه الأول رامي، إن شاحنات المساعدات تحتوي على مساعدات أساسية مثل الدقيق، المياه، الفراش، الخيام، والكرفانات من مصر، حيث تقوم الحكومة المصرية بتسليمها عبر معبر رفح.

وأشار إلى صعوبة الوضع على المعبر بسبب غياب التنسيق مع الأطراف داخل القطاع لتسهيل مرور الشاحنات خشية تعرضها للسرقة وضرورة تأمينها بشكل جيد إلى مستحقيها.

ومن المرتقب أن يشهد يوم غد دخول 600 شاحنة إضافية من معبر رفح المصري إلى معبر كرم أبو سالم، وفق رامي، الذي أشار إلى أن المساعدات كان قد تم تجميعها على المعبر منذ حوالي تسعة أشهر.

وأعرب رامي عن أمله في أن تسير الأمور بسلاسة في الأيام المقبلة، مؤكدًا أن الوضع في غزة صعب للغاية وأن السكان المحليين يعانون من نقص حاد في المواد الأساسية.

وتأتي هذه المساعدات محملة بأمل جديد لسكان غزة بعد حرب دموية دامت أكثر من 15 شهراً. إذ تأمل الأسر الفلسطينية في أن تكون بداية لمرحلة من الراحة بعد شهور من الألم.

وقال محمود، وهو رجل في الخمسينيات من عمره من سكان رفح، اكتفى بذكحر اسمه الأول "نرى أملاً صغيراً، هذه الشاحنات ليست مجرد مساعدات، إنها بداية حياة جديدة بعد أشهر من الألم والموت".

وتقول سهى، وهي أم لأربعة أطفال "لقد انتظرنا كثيراً ( ..) هذه المساعدات تعني أن أطفالي يمكنهم الدفء في الليالي الباردة، وربما يتمكن زوجي الجريح من الحصول على العلاج الذي يحتاجه".

ورغم وصول المساعدات، لا يزال خروج الجرحى والمرضى للعلاج في مصر مسألة صعبة، ويشير مسؤولو الصحة في غزة إلى أن الآلاف بحاجة ماسة إلى الخروج، خاصة في ظل انهيار النظام الصحي في القطاع.

ويشكل معبر رفح النافذة الوحيدة على العالم للفلسطينيين في غزة.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يفتح فيها معبر رفح من الجانب الفلسطيني منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي عليه في مايو الماضي، ما أدى إلى توقف إدخال المساعدات من مصر إلى قطاع غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي أعاد انتشاره في وقت سابق في محيط المعبر الحدودي الذي يربط القطاع مع مصر وانسحب مئات الأمتار وفقا لخرائط اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال أحمد، أحد سكان غزة الذين كانوا يراقبون الشاحنات التي دخلت القطاع من خلال معبر رفح "نأمل أن يصمد الاتفاق، ولكننا تعلمنا من التجارب السابقة أن هذا الاحتلال قد يخرق الاتفاق في أي لحظة".

ورغم بدء نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة، تبقى التحديات كبيرة، فالشوارع المدمرة والمنازل المهدمة بفعل الحرب، تبرز حقيقة أن الحرب لم تنته بعد، وفق ما يرى سكان فلسطينيون.

وفي أحد الشوارع المتضررة في طريق العودة من المعبر، كانت الفلسطينية أم أحمد، وهي امرأة في الأربعينيات من عمرها، تحدق في الأفق بصدمة.

وتقول السيدة وهي تشير الى الأطلال "كان منزلي هنا، وكل شيء كان عاديًا. الآن أصبح مجرد ركام"، مضيفة "أطفالنا في حالة صدمة، ما حدث لا يُصدق".

وتابعت "منذ يومين كان زوجي يبحث عن أمل في الخروج لتلقي العلاج، ولكن للأسف، ما زالت الطرق مغلقة، وها نحن نعيش بين الأنقاض، ننتظر المساعدات فقط".

ويقول حسين، وهو شاب في العشرينات من عمره، بينما يعبر عبر إحدى المناطق المدمرة: "كنت أظن أنني رأيت كل شيء في الحياة، ولكن ما شاهدته في الأيام الماضية كان أكبر من قدرتي على التحمل. الدمار في كل مكان، الناس ليس لديهم حتى مكان ليختبئوا فيه".

فيما يقول محمود، وهو يراقب الشاحنات المارة عبر الطرق المتأثرة بالقصف "هذه خطوة صغيرة، نحن نحتاج إلى الكثير لنعود إلى الحياة". /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号