الأمم المتحدة 15 يناير 2025 (شينخوا) رحبت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والعاملون في المجال الإنساني، بقيادة الأمين العام أنطونيو غوتيريش، يوم الأربعاء باتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، داعية إلى زيادة تكثيف العمليات الإنسانية.

وقال غوتيريش إن أولوية المنظمة الدولية يجب أن تكون تخفيف المعاناة الناجمة عن الصراع بمجرد أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، والمقرر يوم الأحد، داعيا إلى إيصال الإغاثة الإنسانية بسرعة ودون عوائق وبشكل آمن إلى جميع المدنيين المحتاجين.

وأضاف أنه "من الضروري أن يزيل وقف إطلاق النار هذا العقبات الأمنية والسياسية الكبيرة التي تحول دون إيصال المساعدات إلى جميع أنحاء غزة حتى نتمكن من دعم زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية العاجلة المنقذة للحياة. فالوضع الإنساني في مستويات كارثية".

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر، رئيس الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، في بيان إن اتفاق وقف إطلاق النار يوفر بصيص أمل تشتد الحاجة إليه لملايين الأشخاص الذين دُمرت حياتهم بسبب الصراع.

وأشار إلى أنه مع الترقب للاتفاق، تعمل الوكالات الإنسانية على تعبئة الإمدادات خارج غزة لتوسيع نطاق إيصال المساعدات في جميع أنحاء القطاع.

وقال فليتشر "سنبذل قصارى جهدنا للاستجابة بالطموح والإبداع والعجلة التي تتطلبها هذه اللحظة، رغم التحديات الأمنية والسياسية الكبيرة التي تواجه عملنا"، مضيفا أنه "لمساعدتنا في إنقاذ الأرواح، نحث جميع الأطراف على الالتزام الكامل بالقانون الإنساني الدولي".

وأكد أن ذلك يعني حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، والسماح لعمال الإغاثة بالوصول الآمن وغير المقيد إلى المحتاجين، أيا كانوا وأينما وجدوا، وإزالة جميع العقبات التي تحول دون إدخال المساعدات الأساسية.

وبيّن فليتشر أنه سيكون من الأهمية بمكان للإسرائيليين السماح بإيصال الإمدادات التجارية بالإضافة إلى السماح بالعاملين في المجال الإنساني التابع للأمم المتحدة وشركائهم بالدخول إلى غزة.

ورحبت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، بالإعلان عن وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره بالنسبة لأطفال غزة وعائلاتهم الذين عانوا من أكثر من عام من القصف والحرمان، وكذلك بالنسبة للرهائن في غزة وعائلاتهم في إسرائيل.

وقالت إن "اليونيسف وشركاؤها مستعدون لتكثيف استجابتنا"، مضيفة "يجب أن يتيح وقف إطلاق النار، أخيرا، للجهات الفاعلة في المجال الإنساني فرصة تنفيذ استجابة واسعة النطاق داخل قطاع غزة والتي تشتد الحاجة إليها".

وشددت راسل على أن الاستجابة يجب أن تشمل الوصول دون عوائق إلى جميع الأطفال والأسر بالمساعدات الأساسية، كالغذاء والتغذية والرعاية الصحية والدعم النفسي الاجتماعي والمياه النظيفة والصرف الصحي والتعليم والتعلم والمساعدات النقدية واستئناف عمليات النقل بالشاحنات التجارية.

ولدى إشارتها إلى انهيار الخدمات الأساسية في جميع أنحاء غزة، أوضحت راسل أن ذلك يجعل من الملح اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الأرواح ومساعدة الأطفال على التعافي.

وقالت إن "أقل من نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى تعمل، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض المعدية ويعرض الأطفال للخطر"، مضيفة أن "إنتاج المياه أقل من 25 في المائة من طاقته. ويواجه تقريبا جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي. و95 في المائة من المباني المدرسية في غزة تضررت أو دُمرت".

وأضافت راسل أن البيئة الآمنة ضرورية لتمكين اليونيسف من زيادة فحص وعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وتسهيل التطعيم التداركي لـ420 ألف طفل دون سن الخامسة، ودعم الوقاية من تفشي الأمراض، بما في ذلك شلل الأطفال والحصبة والكوليرا.

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في وقت سابق من يوم الأربعاء أن هناك جهودا مستمرة لتوسيع نطاق عمليات الإغاثة رغم التحديات المستمرة. وقد اشتكى العاملون في المجال الإنساني منذ فترة طويلة من قيام السلطات الإسرائيلية في غزة بمنع أو إعاقة إيصال المساعدات.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام، للصحفيين في إفادة دورية إن السلطات الإسرائيلية تواصل منع الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للوصول إلى محافظة شمال غزة، حيث يخضع الفلسطينيون هناك للحصار منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

ولفت إلى أن المحاولات التي بُذلت يومي الثلاثاء والأربعاء للوصول إلى المناطق المحاصرة لإيصال المساعدات الإنسانية الحيوية قد تم منعها، مبينا أنه في عموم غزة، خططت الأمم المتحدة لإرسال 21 بعثة إنسانية منسقة. تم تسهيل وصول أقل من النصف، فيما تم رفض 7 بشكل صريح وعرقلة 4 أخرى.