share
arabic.china.org.cn | 15. 01. 2025

تحليل إخباري: هل يمكن تحويل اتفاق وقف إطلاق النار الذي يلوح في الأفق بين إسرائيل وحماس إلى خطوة ملموسة نحو السلام؟

arabic.china.org.cn / 21:07:42 2025-01-15

غزة، 15 يناير 2025 ( شينخوا) يلوح في الأفق اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس كأمل مؤقت لتهدئة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، إلا أن التساؤلات حول استدامته تظل قائمة، فالاتفاق الذي يدخل مرحلة حساسة في مفاوضاته، يثير شكوكا كبيرة في ظل استمرار الخلافات حول بنوده ومدى التزام الأطراف به.

وفي مقابلات منفصلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، قال محللون فلسطينيون إن هناك العديد من العقبات التي لا تزال تواجه مستقبل الصفقة التي من المزمع الإعلان عنها قريبا، خاصة في ظل "انعدام الثقة بين الطرفين"، وتساءلوا هل ستتمكن الأطراف من تحويل هذا الاتفاق إلى خطوة ملموسة نحو السلام؟.

-- الأبعاد السياسية للاتفاق

يعتقد عصمت منصور، الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي أن اتفاق وقف إطلاق النار قد يفتح المجال لتهدئة ووقف إطلاق نار مبدئي، ويشكل خطوة أولى نحو تخفيف المعاناة الإنسانية المتصاعدة في غزة، إلا أن الكثير من الغموض سيبقى يكتنف مستقبل الاتفاق في ظل انعدام الثقة بين الأطراف المعنية.

ويقول منصور، أن الهدف الرئيسي للفلسطينيين من الاتفاق هو "وقف القتل والدمار"، وهو ما من شأنه أن يخفف من معاناة المدنيين، ويضيف أن "تحرير الأسرى قد يكون من المكاسب الرئيسية، ولكن تبقى التحديات الكبيرة في ضمان استدامة التهدئة".

ويوضح منصور أن الأوضاع على الأرض تبقى رهينة "حسن النوايا" و"اعتبارات الحكومة الإسرائيلية" برئاسة بنيامين نتنياهو، مما يزيد من تعقيد آفاق الحلول المستقبلية.

-- الالتزام بشروط الاتفاق

من جانبه، يرى هيثم ضراغمة، أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة النجاح، أن نجاح الاتفاق يعتمد بشكل كبير على قدرة الأطراف المعنية على الالتزام بشروطه، مشيرا إلى أن "الضغوط الأمريكية كانت عاملاً حاسما في دفع إسرائيل للقبول به".

ووفقا لضراغمة، "الفلسطينيون هم الذين سيتحملون تبعات أي خرق للاتفاق، بينما إسرائيل قد تحصل على ضمانات أمنية أمريكية دون تقديم التزامات حقيقية بشأن القضايا الأخرى".

وتابع أن "المكسب الأكبر سيكون وقف القتل والتجويع، لكن من الصعب تصديق أن إسرائيل ستلتزم التزاما كاملاً بالتعهدات".

-- التحدي الأكبر بعد الحرب

بالرغم من الآمال التي يعلقها الفلسطينيون على التهدئة، تبقى الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة التحدي الأكبر ونقطة الانطلاق الأكثر إلحاحا الذي يواجهه الاتفاق.

فعلى مدار 15 شهرا من القصف المستمر، دمر الجيش الإسرائيلي غالبية مباني قطاع غزة والبنية التحتية والمرافق الخدمية للسكان المحليين، مما أجبر أكثر من مليوني فلسطيني على النزوح من منازلهم والعيش في خيام تفتقر لأدنى مقومات الحياة الأساسية.

ووفقا لمنظمات فلسطينية وأممية، يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة من الحصول على أدنى حقوقهم الإنسانية، من مأكل ومشرب ودواء وأمن وهو ما يضاعف من معاناتهم اليومية بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمر.

ففي اليوم التالي لوقف القتال، ستظهر الحاجة العاجلة لإعادة بناء البنية التحتية التي دمرت جراء الحرب، بما في ذلك المرافق الصحية والتعليمية، بالإضافة إلى ذلك، سيكون توفير المواد الأساسية مثل الغذاء والمياه أولوية ملحة.

وفي هذا السياق، يدعو ضراغمة إلى "انعقاد مؤتمر أممي" يهدف إلى ضمان إعادة إعمار غزة وتقديم المساعدات اللازمة لتحسين الوضع المعيشي للسكان، معتبرا أنه بدون ذلك، فإن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يهدد استقرار المنطقة بشكل أكبر.

-- ضمانات الأطراف

ويعتقد غسان الخطيب، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت، أن الضغوط الدولية كانت عاملا رئيسيا في دفع الأطراف نحو التهدئة".

وأشار إلى أن "الضغط الدولي كان محركا أساسيا للهدنة"، قائلا إن "إسرائيل لم تتمكن من تحقيق أهدافها العسكرية بالدرجة التي كانت تأملها، في حين أن حماس وجدت نفسها في موقف حرج بسبب الأوضاع المتدهورة والدمار الذي لحق في غزة من كل الجوانب".

ويرى الخطيب أن "التحديات الحقيقية ستبرز بعد أن تتكشف حجم المأساة بشكل جلي مع بدء تنفيذ الاتفاق وانسحاب القوات الاسرائيلية، مشددا على "عدم وجود ترتيبات واضحة بشأن الجوانب السياسية والإدارية لقطاع غزة وهو ما سيزيد من تعقيد الأمور".

ويعتقد الخطيب أن "غياب هذه الترتيبات قد يؤدي إلى تجدد الصراع إذا فشلت الأطراف في تنفيذ التزاماتها، خاصة فيما يتعلق بإعادة الإعمار وبقاء معاناة الفلسطينيين في غزة".

ويعتقد الخطيب أن السؤال الأهم: هل ستتمكن الأطراف من تحويل هذا الاتفاق إلى خطوة ملموسة نحو السلام؟

وتابع : "رغم التفاؤل الحذر إلا أن التحديات المتعلقة بالترتيبات المستقبلية والسياسية قد تجعل هذا الاتفاق مجرد محطة أخرى في مسار صراع طويل".

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري صرح أمس بأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل وصل إلى مراحله النهائية، مشيرا إلى أن المحادثات الجارية في الدوحة مثمرة وإيجابية وتركز على التفاصيل الأخيرة.

وقال الأنصاري، في مؤتمر صحفي أمس بالدوحة، "ما يمكن تأكيده أنه تم تسليم المسودات إلى الطرفين، وتم تذليل الصعوبات أمام القضايا الرئيسة العالقة بين الطرفين، وتجري الآن المحادثات حول التفاصيل النهائية".  





   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号