القاهرة 15 يناير 2025 (شينخوا) أضفت مبادرة "المليون الكتاب"، التي أعلنها الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة المصري، على المشهد الثقافي في مصر حالة من السعادة البالغة، حيث اعتبرها مثقفون وأدباء مصريون بمثابة "خطوة في الاتجاه الصحيح نحو بناء مجتمع مثقف ومتعلم".

وأوضحوا أن مبادرة "المليون كتاب"، تأتي في إطار حرص الدولة المصرية على الاهتمام والإعلاء من شأن الإنسان المصري، معتبرين إياها نافذة نور وإطلالة مهمة لنشر الثقافة والمعرفة على نطاق واسع.

وطالبوا بأن تركز المبادرة أكثر على القرى والمناطق المهمشة، حيث إن الوصول إليها يمثل تحديًا كبيرًا، ولكنه في الوقت ذاته يمثل فرصة ذهبية لإشراك الجميع في عملية التحول الثقافي.

وأعلن هنو أخيرا، عن إطلاق مبادرة "المليون كتاب"، والتي التي تُنفذها وزارة الثقافة عبر مختلف قطاعاتها المعنية بالنشر، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، بهدف تعزيز الوعي الثقافي والمعرفي بين أبناء الوطن.

وأكد أن المبادرة تسعى لتفعيل استراتيجية بناء الإنسان المصري، قائلا "تهدي وزارة الثقافة مصر مليون كتاب في شتى مجالات المعرفة ولجميع الفئات العمرية، سعيًا نحو نشر الوعي وتعزيز الثقافة الوطنية".

وأوضح أن جميع القطاعات المسؤولة عن النشر بالوزارة تُشارك في تنفيذ هذه المبادرة، ومنها، المركز القومي للترجمة والهيئة العامة لقصور الثقافة وصندوق التنمية الثقافية والهيئة المصرية العامة للكتاب ودار الكتب والوثائق القومية والمجلس الأعلى للثقافة.

وأشار هنو إلى أن الكتب سيتم توزيعها على الوزارات والمؤسسات التي تُعنى ببناء الإنسان ونشر الوعي، ومنها، وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الشباب والرياضة ووزارة التضامن الإجتماعي وجامعة الأزهر والكنيسة المصرية ونقابة الصحفيين، وغيرها.

وشدد على أن هذه المبادرة تعد خطوة مهمة في سبيل نشر المعرفة وإثراء المجتمع المصري بالثقافة والوعي، وتعكس التزام وزارة الثقافة بدورها المحوري في تحقيق التنمية الفكرية.

واعتبر محمد مندور مستشار وزير الثقافة السابق، مبادرة "المليون كتاب" فرصة ذهبية لتعزيز مكانة القراءة في المجتمع المصري، من خلال التعاون والعمل الجاد.

وأكد مندور، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن مبادرة "المليون كتاب" تعد خطوة في الاتجاه الصحيح نحو بناء مجتمع مثقف ومتعلم، حيث إن توفير الكتب مجاناً وتنظيم الفعاليات الثقافية سيساهم بلا شك في نشر الثقافة والمعرفة.

واستطرد قائلا "ومع ذلك، فإن نجاح هذه المبادرة يتوقف على عدة عوامل، من بينها جودة الكتب، حيث يجب إن تكون الكتب المقدمة متنوعة ومناسبة لجميع الفئات العمرية، وأن تتميز بجودة عالية من حيث المحتوى والطباعة، أيضا الاستمرارية فيجب أن تكون المبادرة مستمرة على المدى الطويل، وليس مجرد حملة مؤقتة أو محدودة".

وأضاف "كما يجب أن تكون طريقة العمل خاضعة للتقييم المستمر بحيث يتم تقييم المبادرة بشكل دوري لتحديد نقاط القوة والضعف، وإجراء التعديلات اللازمة لتحسين الأداء".

ولفت إلى ضرورة عدم إغفال الشراكة المجتمعية، من خلال إشراك المجتمع المدني والمؤسسات الثقافية في تنفيذ المبادرة.

وأوضح أنه يمكن من خلال هذه المبادرة تحقيق عدة أهداف أساسية، من بينها نشر الثقافة والمعرفة، وتوفير كتب متنوعة ومجانية للجمهور لزيادة الوعي الثقافي المعرفي، معربا عن أمله في أن تسهم المبادرة في بناء مجتمع قارئ تشجيع القراءة لدى مختلف الفئات العمرية وتعزيز حب الكتاب.

وطالب مندور بأن يتم الاستفادة من التكنولوجيا من خلال استخدام التطبيقات الرقمية لتسهيل الوصول إلى الكتب الرقمية المجانية لتشملها المبادرة، وكذلك التوسع في التعاون مع القطاع الخاص من خلال إشراك دور النشر الخاصة في دعم المبادرة والمشاركة فيها.

وأعرب مستشار وزير الثقافة السابق أن تحقق مبادرة "المليون كتاب" تأثيراً إيجابياً على المجتمع المصري، من خلال زيادة معدلات القراءة وتشجيع الأفراد على القراءة، منوها بأن المبادرة سيكون لها تأثيرا كبيرا على المدى البعيد من خلال رفع مستوى الوعي الثقافي وتوسيع آفاق المعرفة لدى الأفراد وتنمية مهارات التفكير النقدي.

من جانبه، أكد الدكتور عزوز علي إسماعيل أستاذ الأدب والنقد والبلاغة بجامعة القاهرة، أن الإعلان عن مبادرة "المليون كتاب" جاء متزامنا مع الاستعداد لاقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال الفترة من 23 يناير الجارى إلى 5 فبراير المقبل، مشيرا إلى أنه في مثل هذه الأيام من كل عام نرى مبادرات حول الفكر والإبداع والقراءة.

وقال إسماعيل لـ((شينخوا)) إن المبادرة تأتي من أجل توسيع المدارك والسعي للنهوض بالفكر والعقل للمواطن المصري، من خلال توفير مليون كتاب، على عدة مراحل للتوزيع على الجمهور.

ولفت إلى أن المبادرة تأتي في إطار حرص الدولة المصرية على الاهتمام والإعلاء من شأن الإنسان المصري، منوها بأن المهمة لن تكون سهلة حيث إن المبادرة تعمل على وصول هذه الكتب إلى جميع الفئات العمرية وفي مختلف المناطق وصولا إلى أقصى نقطة في مصر، على أن تغطي مختلف الثقافات والفنون.

بدوره، أكد الكاتب الروائي مصطفى عبيد، سعادته البالغة بإطلاق مبادرة "المليون كتاب"، قائلا إن "أي مبادرة لنشر الثقافة والمعرفة تعد نافذة نور وإطلالة مهمة على الجمال، وقطعًا فإننا نرحب بمثل هذه المبادرات".

وأعرب عبيد لـ((شينخوا)) عن أمله في أن تركز المبادرة أكثر على القرى والمناطق المهمشة، لافتا إلى أن الوصول إليها يمثل تحديًا كبيرًا، ولكنه في الوقت ذاته فرصة ذهبية لإشراك الجميع في عملية التحول الثقافي.

وشدد على أهمية أن يتسم اختيار الكتب داخل المبادرة بالتنوع الشديد، حتى يتسع نطاق الاستفادة، وتلبي كل الاحتياجات والأذواق والثقافات، منوها بأهمية وجود برنامج ثقافي مكثف يتضمن العديد من الأنشطة الثقافية والإبداعية التي يتم تنظيمها بالتعاون مع الوزارات والهيئات والمؤسسات المشاركة في المبادرة.