الأمم المتحدة 14 يناير 2025 (شينخوا) دفع عنف العصابات في هايتي أكثر من مليون شخص للنزوح من منازلهم العام الماضي، وفق ما ذكرته الأمم المتحدة يوم الثلاثاء.

قالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إن هذه الإحصائية تشير إلى زيادة في النزوح تقدر بـ3 أضعاف خلال عام واحد فقط، وذلك مقارنة بشهر ديسمبر 2023 الذي كانت فيه الاحصائية 315 ألف نازح.

وفي عاصمة هايتي بورت أو برنس فقط، تضاعفت نسبة النزوح الناجمة عن العنف وانهيار الخدمات الأساسية، ولاسيما الرعاية الصحية، وتدهور الأمن الغذائي تقريبا، لتزيد بـ 87 بالمائة.

وأفادت المنظمة بأن العديد من النازحين أجبروا على النزوح أكثر من مرة، وأن معظم الضحايا كانوا أطفالا. وكان أغلبية النازحين من منطقة بورت أو برنس الحضرية، ولجأ العديد من بينهم إلى مقاطعات داخل هايتي.

وقالت إن 83 بالمائة من النازحين يعتمدون على مجتمعات مضيفة منهكة بالفعل كالمعارف والأصدقاء والعائلات للحصول على مأوى، بينما يعاني بقية النازحين للتكيف في مواقع عشوائية.

لجعل الوضع أكثر سوءا، تم ترحيل 200 ألف شخص إلى هايتي العام الماضي، ما شكل عبئا أكبر على الخدمات الاجتماعية المنهكة بالفعل في البلاد، بحسب المنظمة.

وفي معرض تعليقه على الترحيل في مؤتمر صحفي دوري، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "إن ترحيل الهايتيين إلى بلد في وضع كهذا، يعاني من العنف المتفشي والخدمات الأساسية شبه معدومة، ليس اتجاها يجب أن ينتهجه أي بلد."

وأشارت المنظمة الدولية للهجرة أيضا إلى أن الفيضانات التي شهدتها البلاد في شهري نوفمبر وديسمبر 2024، أثرت على أكثر من 315 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد.

ومن جهتها، قالت المديرة العامة للمنظمة إيمي بوب "هايتي بحاجة إلى مساعدة إنسانية مستدامة الآن لإنقاذ وحماية الأرواح،" مضيفة "يجب أن نعمل معا لمعالجة الأسباب الجذرية للعنف وعدم الاستقرار الذي أدى إلى الكثير من الموت والدمار."

وردا على سؤال بشأن تغيير قوة الدعم الأمني متعددة الجنسيات في هايتي من قوة تتألف من وحدات شرطة من بلدان مختلفة إلى قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في ضوء العنف الذي تشهده البلاد، قال دوجاريك إن ذلك القرار يرجع إلى مجلس الأمن.

ومن جانبه، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية (اوتشا) إنه رغم التحديات الإنسانية التي تشهدها هايتي، تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها أعمال الاستجابة.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي بمساعدة 1.7 مليون شخص في جميع أنحاء هايتي في 2024 من خلال تقديم المساعدات الطارئة والوجبات المدرسية والحماية الاجتماعية. وأتاحت المنظمة الدولية للهجرة العام الماضي الوصول إلى 18 مليون لتر من المياه النظيفة للنازحين في المخيمات، وقامت بإعادة تأهيل مضخات المياه في المجتمعات المتضررة، ما عاد بالنفع على آلاف الأسر.

ومع ذلك، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية إن تلبية احتياجات هايتي تتطلب المزيد. في 2025، ستحتاج الأمم المتحدة وشركاؤها إلى 900 مليون دولار أمريكي لدعم 4 ملايين شخص.