الخرطوم 14 يناير 2025 (شينخوا) بعد أربعة أيام من استعادة الجيش السوداني السيطرة على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بوسط السودان، ماتزال شوارع المدينة تبدو خالية، إلا من بعض المحتفلين.

فيما تقف بعض المباني المدمرة شاهدة على عنف المعارك التي شهدتها المدينة الاستراتيجية، وفي الطرق المؤدية إلى مدينة ود مدني، كما في طرقاتها الداخلية ، تتبدي مظاهر الانتشار العسكري للجيش السوداني.

وأمام المقر الرئيسي لحكومة ولاية الجزيرة، تجمع عشرات من المواطنين للاحتفال مع بعض الجنود باسترداد المدينة، بعد أن كانت لما يزيد عن عام تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

وقال المواطن السوداني عبد القادر حسين، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "من حقنا أن نحتفل بهزيمة ميليشيا الدعم السريع وخروجها من مدينتنا".

وأضاف، وسط إطلاق الجنود النار في الهواء، "لقد عانينا لما يزيد عن عام، وتعرضنا لكل أنواع العذاب والانتهاكات والجوع والمرض وفقدان الأمن، الآن انتهي كل ذلك".

وغالبت المواطنة زهراء محمد، دموعها، وهي تتحدث لـ ((شينخوا)) عن فرحتها باستعادة الجيش لمدينة ود مدني.

وقالت " لقد عانينا وتعبنا وجعنا، وتعرضنا لكل أنواع الذل والاضطهاد، ولم نكن نرتاح داخل منازلنا، ولكن الحمد لله انتصرنا أخيرا".

ومن جانبها روت المواطنة عفراء التوم، ما تعرضت له وأسرتها خلال بقائها بالمدينة طوال سيطرة الدعم السريع على ود مدني.

وقالت لـ ((شينخوا)) " نحن من الأسر التي بقيت بالمدينة منذ دخول الدعم السريع في ديسمبر 2023، وتمت مداهمة منزلنا".

وأضافت " تعرض أخي للضرب المبرح، وعندما دافعت عنه والدتي، تعرضت أيضا للضرب".

وتابعت " لم يسمحوا لنا بالحصول على المياه الصالحة للشرب، وكنا نقوم باحضار المياه من النهر القريب من منزلنا، وكذلك منعونا من الذهاب إلى الأسواق وحتي الخروج من المنزل".

وأعلن الجيش السوداني في 11 يناير الجاري، دخول مدينة ود مدني، بعد أكثر من عام من سيطرة قوات الدعم السريع عليها.

وتكتسب المدينة أهمية استراتيجية، إذ أنها عاصمة ولاية الجزيرة التي تضم أكبر مشروع زراعي بالبلاد، كما أنها تقع بالقرب من العاصمة السودانية الخرطوم، وتربط بين خمس ولايات سودانية.

ويري الخبير العسكري السوداني عبد الجليل أسماعيل أن استعادة الجيش السيطرة على مدينة ود مدني يمثل تحولا في مسار الصراع المسلح بين الجيش والدعم السريع.

وقال أسماعيل لـ ((شينخوا)) " منذ اندلاع الحرب، فإن استعادة ود مدني تشكل أكبر انتصار للجيش السوداني، وبالتالي فهناك تغير في خارطة السيطرة".

وأضاف "أن مدينة ود مدني ذات موقع استراتيجي مهم، وهي أقرب مدينة للخرطوم، ومن الناحية العسكرية فإنها تشكل جبهة متقدمة في مسار تحرك الجيش لاستعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم".

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت 29683 قتيلا، وفقا لأحدث تقرير صادر عن موقع ((ACLED))، وهي منظمة عالمية غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة.

وفي أحدث تقرير لها، أعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، ارتفاع عدد الفارين من النزاع الدائر في السودان إلى قرابة 15 مليون شخص.