13 يناير 2025 / شبكة الصين/ قال موقع "أنغولا ديلي" إن صعود الصين كقوة عالمية يتميز بسياسات خارجية براغماتية وحقيقية تجمع بين تقاليدها التي تعود إلى آلاف السنين والابتكار. وفي العقود الأخيرة، سمحت السياسات الخارجية الصينية للبلاد باكتساب المزيد من الأصدقاء وتوسيع نفوذها الإقليمي والعالمي بشكل كبير.

وأضاف الموقع في مقال نشره مؤخرا بعنوان "كيف تعيد الصين تعريف الدبلوماسية العالمية بالسياسات البراغماتية الحقيقية"، أن الدبلوماسية البراغماتية الصينية تتميز بالمرونة، مما يمكّن الحكومة الصينية من التكيف مع البيئات الدولية المختلفة. ويسلط هذا الضوء أيضا على قدرة الصين على التعامل مع العلاقات مع دول مختلفة عنها، خاصة عندما لا يكون لبعض الدول الموقف السياسي نفسه مثل الصين بشأن بعض القضايا، وتكون الصين قادرة على تطوير شراكات اقتصادية دون الإضرار بأيديولوجية كل طرف.

وجاء في المقال أن الإجراءات الدبلوماسية التي اتخذها العملاق الآسيوي تشكل مثالاً واضحاً على جهود الصين لتوسيع نفوذها الاقتصادي. وعلى سبيل المثال، تهدف مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقت في عام 2013، إلى ربط آسيا وأوروبا وأفريقيا من خلال شبكة من البنية الأساسية، وتعزيز التجارة، وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدان في هذه القارات. وبحلول عام 2024، وقعت الصين أكثر من 200 وثيقة تعاون بشأن بناء مبادرة الحزام والطريق بشكل مشترك مع 155 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية، مما يدل على التأثير العالمي للدبلوماسية الصينية.

وذكر المقال أن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة معقدة ومتعددة الأوجه، وقد اتسمت تقليديا بالتعاون والمنافسة. وقد شكلت التوترات التجارية والنزاعات التكنولوجية تحديا للعلاقات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. ولكن في مواجهة الاختلافات الأيديولوجية والمصالح الثانوية، اتخذت الصين دائما موقفا حذرا، وتجنبت المواجهة المباشرة، وسعت بنشاط إلى إيجاد حلول غير قتالية.

ويرى المقال أنه مع دخول القرن الحادي والعشرين، تظل الصين لاعباً رئيسياً على رقعة الشطرنج الجيوسياسية العالمية من خلال سياساتها الخارجية البراغماتية، وبالتالي إعادة تعريف الدبلوماسية العالمية. وقد ثبت أن السياسات الخارجية الصينية قادرة على تحقيق التوازن بين المنافسة والتعاون، سواء مع الشركاء أو مع الدول ذات الأيديولوجيات المختلفة، مما يؤدي دورا حاسما في استقرار وتطور العلاقات الدولية.

وأكد المقال في خاتمته أن التحديات التي تواجهها الصين حاليا، مثل تغير المناخ والتوترات الجيوسياسية، سوف تتطلب من بكين الحفاظ على سياستها الخارجية البراغماتية الطويلة الأمد من أجل مواصلة الاضطلاع بدورها على الساحة العالمية.