القاهرة 12 يناير 2025 (شينخوا) تواصل مصر تكثيف مشاركتها الدبلوماسية مع الدول الأفريقية سعيا إلى تعزيز الأمن في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر ذات الأهمية الاستراتيجية، حيث أدت الصراعات المستمرة في هذه المنطقة إلى انخفاض حاد في عائدات قناة السويس الحيوية.

ويأتي الجهد الدبلوماسي في الوقت الذي تواجه فيه مصر انخفاضا بنسبة 60 في المائة في عائدات القناة على مدى الـ 11 شهرا الماضية، وهي خسارة كبيرة بلغت 7 مليارات دولار أمريكي، وفقا للرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمة يوم الجمعة الماضي، بسبب اضطرابات الشحن الناجمة عن هجمات جماعة الحوثي اليمنية على السفن المارة بالبحر الأحمر.

واستضافت القاهرة يوم أمس السبت الاجتماع الأول للجنة الوزارية الثلاثية المشتركة بين وزراء خارجية مصر والصومال وأريتريا، وذلك لمتابعة مخرجات القمة الثلاثية التي عقدت بين قادة الدول الثلاث في أكتوبر الماضي في العاصمة الإريترية أسمرة، بشأن دعم أمن واستقرار منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر.

وقالت وزارة الخارجية المصرية اليوم الأحد أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عقد مباحثات هاتفية مع نظيره الجيبوتي محمود على يوسف مساء أمس، "حيث أكد الوزيران على أهمية تكثيف التعاون بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر من أجل حماية مصالحها وأمنها القومي والتنسيق لمواجهة التهديدات المختلفة".

كما ناقش الوزيران أهمية دعم استقرار الصومال، الذي يعد مصدر قلق رئيسي في منطقة طالما مثلت الاضطرابات السياسية والأنشطة المسلحة فيها تحديا للأمن البحري.

وامتد الدفع الدبلوماسي المصري في الأسابيع الأخيرة ليشمل مباحثات بين مسؤولين مصريين مع نظرائهم من موزمبيق وغينيا بيساو وجمهورية الكونغو وكينيا، بالإضافة إلى تشاد التي زارها عبد العاطي في ديسمبر الماضي لمناقشة التعاون في مكافحة الإرهاب والعلاقات التجارية.

ويؤكد هذا النشاط الدبلوماسي المكثف على تركيز مصر المتجدد على بناء تحالفات مع الدول الأفريقية في وقت يهدد فيه عدم الاستقرار الإقليمي مصالحها الأمنية و الاقتصادية، حيث تعد قناة السويس التي تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط مصدرا حيويا للنقد الأجنبي للاقتصاد المصري المتعثر.

وقالت أماني الطويل، الخبيرة في الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، إن "التهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي تشكل دافعا وراء زيادة الاهتمام المصري بكل القضايا الأفريقية"، مشيرة إلى أن التطورات في شرق أفريقيا تؤثر على الأمن المائي لمصر ومصالحها الاقتصادية في البحر الأحمر.

وأضافت الطويل لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن هذه التوجهات الدبلوماسية المصرية المكثفة نحو الدول الأفريقية "توجهات منطقية ومطلوبة".