طرابلس 10 يناير 2025 (شينخوا) جددت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) اليوم (الجمعة) التأكيد على تأييدها لاستكمال انتخابات المجالس البلدية الليبية التي كانت مرحلتها الأولى قد جرت يوم 16 نوفمبر الماضي في 58 بلدية، فيما أكد فوزي النويري النائب الأول لرئيس البرلمان رفضه الاعتماد على بعثة الأمم المتحدة كوسيط لحل الأزمة الليبية.

وقالت وكالة الأنباء الليبية (وال) إن هذا التأكيد جاء خلال لقاء جمع اليوم بين بدر الدين التومي وزير الحكم المحلي بحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وستيفاني خوري القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وأضافت أن هذا اللقاء عُقد بالعاصمة طرابلس، وحضره نائب الممثل الخاص للأمين العام المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية إينس شوما، ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للإدارة المحلية، ومديرة مكتب التعاون الدولي ومستشار الوزير وعدد من مدراء الإدارات بوزارة الحكم المحلي.

وتم خلال اللقاء، استعراض برامج التعاون بين وزارة الحكم المحلي الليبية، والمؤسسات الدولية العاملة بليبيا في مجالات بناء القدرات والإغاثة ودعم التحول الديمقراطي في البلاد.

كما تم خلاله أيضا التطرق إلى "تفعيل اللامركزية عبر تسهيل كافة الإجراءات الإدارية، بالإضافة إلى مناقشة الإجراءات المتخذة في نقل الاختصاص للبلديات والتقدم المتحقق في ملف الإيرادات المحلية، وتحسن أداء البلديات في تقديم الخدمات للمواطنين".

وأشارت إلى أن القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني خوري، "أبدت خلال اللقاء تأييد البعثة لاستكمال انتخابات المجالس البلدية، وأن يتواصل العمل بين البعثة والوزارة في كافة المجالات المتعلقة بدعم الإدارة المحلية، ودعم مبادرات بعثة الأمم المتحدة لإنهاء المراحل الانتقالية وبناء القدرات وإرساء السلام".

وكان عماد السايح رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، قد أعلن في وقت سابق، أن المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية ستُنظم في نهاية شهر يناير الجاري.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن السايح قوله قبل أربعة أيام، إن "المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أكملت كافة التحضيرات اللازمة لتنظيم الانتخابات وفق أعلى معايير الشفافية والنزاهة"، مؤكدا في الوقت نفسه أن "جميع الإجراءات الفنية والإدارية قد فُعِّلت لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة".

وقبل يومين، أعلن مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أنه اعتمد الدوائر الانتخابية ضمن المرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية، التي ستجري في 63 بلدية، منها 13 بلدية بالمنطقة الشرقية، وتسع بلديات في المنطقة الجنوبية، بالإضافة إلى 42 بلدية في المنطقة الغربية.

يُشار إلى أن المرحلة الأولى من هذه الانتخابات كانت قد جرت يوم 16 نوفمبر 2024 في 58 بلدية، وقد شهدت إقبالا كبيرا، حيث بلغت نسبة المشاركة فيها 74 % من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت، بحسب بيانات المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.

على صعيد متصل، أكد فوزي النويري النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي (البرلمان) الذي يتخذ من طبرق بشرق ليبيا مقرا له اليوم(الجمعة)، رفضه الاعتماد على بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) كوسيط لحل الأزمة الليبية.

واعتبر النويري، في بيان له نشره عبد الله بليحق، المتحدث باسم مجلس النواب الليبي ونقلته مساء اليوم وكالة الأنباء الليبية (وال)، أن "التعويل على بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كوسيلة لحل الأزمة الوطنية مجرد استنزاف للوقت واستمرارا لمعاناة الليبيين".

وأضاف أنه "لا أمل في أن تقدم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حلا لأزمتنا، فهي لم تسهم إلا في تدوير الأزمات وإطالة أمدها"، معتبرا في هذا الصدد أن تسمية مبعوث جديد لبعثة الأمم المتحدة "ليست إلا حلقة جديدة في سلسلة الفشل التي واجهها الليبيون طيلة السنوات الماضية".

ورفض النويري "الاعتماد على بعثة الأمم المتحدة كوسيط للأزمة الليبية، حيث إن الفشل المتكرر للمبعوثين الأمميين دليل قاطع على أن الحل لن يأتي من الخارج، بل يتحقق بإرادة الليبيين وحدهم".

وقال إن "هذا النهج العقيم يجب أن ينتهي، والحل لا يمكن أن يكون إلا ليبيا خالصا ينبع من إرادة أبناء الوطن"، مطالبا في المقابل بالتوجه "نحو مسار وطني خالص وضرورة التركيز على إجراء انتخابات حرة ونزيهة وبناء دستور دائم يعيد القرار للشعب الليبي".

وشدد النويري على "ضرورة تحقيق مصالحة وطنية حقيقية شاملة، لأنها السبيل الوحيد لاستعادة الوحدة الوطنية وقطع الطريق أمام أي تدخل خارجي"، داعيا الشعب الليبي إلى التكاتف والعمل من أجل بناء مستقبل ليبيا بعيدًا عن عبث التدخلات الدولية".

يُشار إلى أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا المعروفة اختصارا بـ (أونسميل) تأسست في شهر سبتمبر من العام 2011 بقرار من مجلس الأمن الدولي حمل الرقم 2009، وذلك لدعم جهود السلطات الانتقالية الجديدة للبلاد في مرحلة ما بعد الصراع المسلح الذي اندلع في أعقاب سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.

/نهاية الخبر/