ناننينغ 9 يناير 2025 (شينخوا) نجح فريق بحث صيني من جامعة قوانغشي في فك شفرة جينوم صنف قصب السكر حديث الزراعة "شينتايتانغ رقم 22" (إكس تي تي 22)، ما ألقى الضوء على جينوم قصب السكر متعدد الصبغيات شديد التعقيد وآلياته التطورية.

ويلعب قصب السكر دورا حيويا في إنتاج السكر والكحول والطاقة الحيوية، ما يوفر قيمة اقتصادية وزراعية كبيرة. وكان "إكس تي تي 22" في يوم من الأيام صنف قصب السكر الرائد من حيث مساحة الزراعة في الصين لمدة 15 عاما متتالية. وتم تطوير أكثر من 90 في المائة من أصناف قصب السكر من الجيلين الرابع والخامس في البلاد باستخدامه كأحد الوالدين.

وفي هذا السياق، قال ليو ياو قوانغ، أكاديمي في الأكاديمية الصينية للعلوم، إن جينوم "إكس تي تي 22" الذي تم فك تشفيره في هذه الدراسة هو التجميع الأكثر اكتمالا والأعلى جودة لجينوم قصب السكر حديث الزراعة حتى الآن.

ومن جانبه، أشار هان بين، أكاديمي آخر في الأكاديمية الصينية للعلوم، إلى أنه منذ إطلاق مشروع علامة التسلسل الجيني لقصب السكر في تسعينيات القرن الماضي، تعمل دول مثل البرازيل وفرنسا والصين وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية بشكل مشترك على تطوير علم جينوم قصب السكر.

ومع ذلك، واجهت مسودات الجينوم السابقة لقصب السكر مشكلات بارزة، بما في ذلك الكروموسومات غير المكتملة والتسلسلات المجزأة للغاية. ونتيجة لذلك، ظل الحصول على جينوم كامل ودقيق لقصب السكر حديث الزراعة بعيد المنال.

وبدوره، قال تشانغ جي سن، قائد فريق البحث من جامعة قوانغشي: "هذه الدراسة تشبه رسم "خريطة" مفصلة لجينوم قصب السكر، مشيرا إلى أنه " في الماضي، كانت الخريطة غامضة للغاية لدرجة أننا لم نتمكن من التنقل فيها إلا بصعوبة".

وأضاف تشانغ قائلا: "الآن، ومع ذلك، يتم وضع علامة واضحة على كل "شارع" وحتى كل "غرفة" على "الخريطة".

واعتمدت تربية قصب السكر في المقام الأول على طرق التهجين التقليدية، حيث تم اختيار النباتات الأم بناء على الخبرة لمراقبة أداء نسلها. ومع ذلك، ثبت أن هذا النهج يستغرق وقتا طويلا وغير فعال.

ومن خلال الاستفادة من التطورات في علم الجينوم، يمكن للعلماء الآن استخدام "الخريطة الجينومية" لتحديد الجينات المرتبطة ارتباطا وثيقا بإنتاجية قصب السكر ومحتوى السكر بدقة، ما يتيح إجراء تحسينات أكثر استهدافا وتحسينات أكثر دقة.

وقال تشانغ:" مع التطبيق الواسع النطاق لعلم الجينوم في تربية قصب السكر، من المتوقع أن يشهد قصب السكر مزيدا من التحسينات من حيث المحصول ومحتوى السكر ومقاومة الأمراض".

وقد تم نشر نتائج البحث مؤخرا في مجلة "نيتشر جينيتكس".