9 يناير 2025 / شبكة الصين / قال لي شياو شيان، رئيس معهد الصين للدراسات العربية التابع لجامعة نينغشيا، أثناء مشاركته في ندوة خاصة بالشؤون الدولية، إن نيران الحرب التي تواصل اشتعالها تسببت في عدد كبير لا مثيل له من الضحايا والإصابات بالشرق الأوسط في عام 2024، وقد تواجه أوضاع المنطقة مزيدا من عوامل عدم اليقين والأخرى غير القابلة للتنبؤ في عام 2025، واصفا أوضاع المنطقة في عام 2024 بـ"غير المسبوقة في ثلاثة المجالات".

أولا، أمد الحرب غير مسبوق. فرغم اشتعال حروب بالمنطقة في القرن الماضي بسبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أن هذه الجولة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تتواصل منذ قرابة 15 شهرا، بكونها غير مسبوقة في تاريخ الصراع.

وثانيا، الخسائر في الأرواح التي تخلفها الحرب غير مسبوقة. فقد تجاوز عدد الضحايا والإصابات في غزة حتى الآن 150 ألفا، من بينهم 45 ألف قتيل. كما تسببت الصراع اللبناني الإسرائيلي في أكثر من 20 ألف قتيل وإصابة، من بينهم 4000 قتيل.

أما الأخير، فهو تبادل إسرائيل وإيران شن هجمات على أرض الطرف الآخر بشكل غير مسبوق.

وقال لي إنه رغم أن المنطقة شهدت إطلاقا كثيفا للنيران في عام 2024، لكنها قابلة للسيطرة على وجه العموم. وقد تواجه الأوضاع مزيدا من عوامل عدم اليقين والأخرى غير القابلة للتنبؤ.

فعلى الصعيد الأول، تجلب السياسات الخارجية الأمريكية عوامل عدم اليقين للمنطقة. فقد جلبت السياسات الأمريكية الموجهة لاحتواء وقمع إيران مزيدا من عوامل عدم اليقين لأوضاع الخليج العربي والعلاقات بين الدول العربية وإيران.

ثانيا، يضفي تغيير الخريطة السياسية في سوريا عوامل متغيرة على المنطقة. فداخليا، توجد قوى متعددة. وخارجيا، تشهد سوريا تنافسا شديدا بين القوى الدولية. وإذا لم تستطع سوريا، بوصفها "قلب" المنطقة في الماضي، الحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها واستقلال سيادتها، فسوف يؤدي ذلك إلى تأثير كبير على المنطقة.

وثالثا، من غير المتوقع مدى الاضطرابات التي ستجلبها السياسات الإسرائيلية. فقد بذلت إسرائيلية جهودا متواصلة لفرض ضغوط على فلسطين. وبالنظر إلى التطور السياسي في البلاد، فلا يوجد مجال لتحقيق حل الدولتين.