arabic.china.org.cn | 07. 01. 2025 |
بكين 7 يناير 2025 (شينخوا) في بداية العام الجديد، بدأ وزير الخارجية الصيني وانغ يي أول زيارة خارجية له في عام 2025 بجولة في قارة أفريقيا، مواصلا تقليدا دبلوماسيا متبعا منذ 35 عاما.
وتؤكد الجولة التزام الصين الدائم بتوطيد التعاون مع إفريقيا وتعزيز التضامن بين بلدان الجنوب العالمي.
وتبنى الزيارة على الأساس الذي أرسي في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك) في العام الماضي، عندما اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ رفع العلاقات الثنائية بين الصين وجميع الدول الأفريقية التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الصين إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية.
كما اقترح شي رفع الوصف العام للعلاقات الصينية الأفريقية إلى مجتمع مصير مشترك في كل الأحوال بين الصين وإفريقيا في العصر الجديد.
وشكلت هذه الخطوة علامة فارقة في العلاقات الصينية الأفريقية، وأكدت عزم الصين الراسخ على مواصلة الارتقاء بالتعاون الصيني الأفريقي إلى مستويات جديدة.
واستنادا لمبدأ الإخلاص والنتائج الحقيقية والصداقة وحسن النية، ساهمت مشاريع التعاون بين الصين وأفريقيا بشكل كبير في التنمية المستدامة للقارة.
وعلى مدى ربع القرن الماضي، ساعدت الشركات الصينية الدول الأفريقية في بناء أو تحديث أكثر من 10 آلاف كيلومتر من السكك الحديدية، وما يقرب من 100 ألف كيلومتر من الطرق السريعة، و1000 جسر، و100 ميناء، و66 ألف كيلومتر من خطوط نقل وتوزيع الطاقة، وكلها مشاريع خلقت شرايين اتصال عبر القارة الأفريقية.
وإلى جانب البنية التحتية، تعمل الصين أيضا مع أفريقيا لدفع التحول الأخضر في القارة من خلال الاستثمارات في الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، والتصدي للتحديات الرئيسية في التكنولوجيا الزراعية والأمن الغذائي.
وعلى مدى العقد الماضي، أنشأت الصين 24 مركزا إرشاديا للتكنولوجيا الزراعية في أفريقيا، وعممت أكثر من 300 تقنية زراعية متقدمة، التي أدت إلى زيادة غلة المحاصيل المحلية بمعدل 30 إلى 60 في المائة، مما عاد بالنفع على أكثر من مليون مزارع في البلدان الأفريقية.
ولم تعزز هذه المبادرات البنية التحتية والتكنولوجيا والنمو الصناعي في أفريقيا فحسب، بل عززت أيضا وصول المجتمعات المحلية إلى التعليم والرعاية الصحية والطاقة، ودعمت جهود القارة في مجالات حيوية مثل الحد من الفقر والاستجابة لتغير المناخ والتنويع الاقتصادي.
ومع تعزيز الصين لتعاونها مع الدول الأفريقية، يظل التركيز على تحقيق نتائج رابحة للجميع وطويلة الأجل تماشيا مع الأهداف الإنمائية لكلا الجانبين. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الالتزام الدائم إلى دفع المزيد من التقدم والتعاون في السنوات المقبلة.
وفي عالم يكتنفه عدم استقرار سياسي واقتصادي، تبرز وحدة الجنوب العالمي كحجر زاوية لتعزيز الاستقرار ودفع التنمية المشتركة. وفي هذا السياق، يمتد التعاون الصيني الأفريقي إلى ما هو أبعد من العلاقات الثنائية، ويقدم نموذجا للشراكات بين الدول النامية.
وبصفتهما عضوين رئيسيين في الجنوب العالمي، تضافرت جهود الصين وأفريقيا لتعزيز المبادرات التنموية الكبرى، ومواءمة مبادرة الحزام والطريق الصينية مع منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية. وقد وفر هذا التعاون فرصا غير مسبوقة لدول الجنوب العالمي للاندماج بشكل أفضل في سلاسل القيمة العالمية، وفتح مسارات للتصنيع، وتوفير فرص العمل وتطوير البنية التحتية.
ويمتد التعاون بين الصين وأفريقيا إلى ما هو أبعد من القضايا الاقتصادية، حيث يلتقي الجانبان في رؤية تعزيز نظام حوكمة عالمي أكثر إنصافا وشمولا، نظام يزيد من صوت دول الجنوب العالمي على المسرح الدولي.
وقد انعكس هذا الهدف المشترك في العديد من الجهود المشتركة الرامية إلى تعزيز تمثيل وتأثير الدول النامية في المؤسسات العالمية الرئيسية.
وكانت الصين أول دولة تعرب صراحة عن دعمها لعضوية الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين. ومن خلال دعم انضمام أفريقيا إلى مجموعة العشرين، فإن الصين لا تعزز مكانة أفريقيا العالمية فحسب، بل تعزز أيضا صوت الجنوب العالمي في القضايا الحاسمة مثل تغير المناخ والصحة العالمية والحد من الفقر وإصلاح التجارة.
وفي عالم تشوبه سياسات القوة والهيمنة، تصبح أهمية الشراكة الصينية الأفريقية أكثر وضوحا، وتقف كمنارة للمساواة والتنمية المشتركة والرخاء المشترك.
هذه الشراكة ليست بأي حال من الأحوال صفقة تجارية، بل تجسد رؤية لنظام عالمي أكثر عدلا وإنصافا. وتتمتع الصين وأفريقيا معا بوضع أفضل للدعوة إلى العدالة الدولية والتعددية الحقيقية ومصالح بلدان الجنوب العالمي.
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |