share
arabic.china.org.cn | 07. 01. 2025

((أهم الموضوعات الدولية)) تحقيق إخباري: من مطعم "القدر الساخن الصيني" بدبي إلى "متحف الطعام الشرق أوسطي" بكونمينغ... الصداقة تجمعها نكهة شهية

arabic.china.org.cn / 11:00:44 2025-01-07

بكين 7 يناير 2025 (شينخوا) تسلط الفوانيس الحمراء ومنحوتات التنين في مطعم "القدر الساخن" الصيني بدبي الضوء على سحر الطراز الصيني، حيث قالت إحدى المشاهير على الإنترنت إن "المطعم يجمع بين نكهة سيتشوان التقليدية المميزة ونمط الديكور الزخرفي الصيني المذهل..." وفي نفس المدينة، يوجد حوالي 20 من المطاعم الصينية التي تشكل جسرا فريدا يتيح للمواطنين المحليين والدوليين فرصة الاستمتاع بثقافة الطعام الصينية.

ومن ناحية أخرى، أصبحت المأكولات العربية أكثر شعبية في الصين. ففي بكين، تستقبل السيدة الصينية ليو جيا يان زجاجة زيت زيتون من مدينة إدلب في مطعم سوري بشمال بكين، حيث يقول زوجها، بهاء كامل رضوان، الذي يلتزم الدقة عند انتقاء مكونات ما يصنعه من أكلات وكذلك في طرق طهيها، "أريد تقديم المذاق السوري الأصيل وما وراء ذلك من ثقافات سورية، حيث تذخر الدول العربية، ومن بينها سوريا، بمنتجات طبيعية وثقافات متنوعة فضلا عن العديد من الأطباق اللذيذة، مثل الفلافل والبامية باللحمة والكبة..."

وقالت ليو إنه لم يخطر ببالها من قبل أن حياتها ستكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بسوريا، وأن يكون هذا الرابط هو الأطعمة التقليدية السورية. فبعد زواجها من رضوان، استقالت ليو من إحدى الشركات الكبرى في الصين من أجل تحقيق حلمها هي وزوجها بفتح مطعم للمأكولات السورية. وبذل فريق المطعم قصارى جهدهم لخلق بيئة ساحرة تجعل الزبائن يشعرون كما لو كانوا يجلسون في مطعمٍ بأحد الأزقة السورية. وقال رضوان "عندما شاركت هذه الأطعمة التقليدية مع أصدقائي الصينيين في بكين، شعرت حينها بسعادة غامرة وكأنني أجلس معهم في بيتي بسوريا، تحت شجر زيتون عمره 50 عاما..."

وبفضل نجاحهما في إدارة المطعم، قاما بفتح فرع له في "الميناء الأزرق" وهو أحد أشهر المناطق التجارية وأكثرها حداثة في بكين. وعلى برنامج "دا تشون ديان بينغ" ويعني (تعليقات من العامة) وهو من أشهر برامج الهواتف المحمولة المعنية بتقييم المتاجر والمطاعم وغيرهما من الأماكن الترفيهية في الصين، نشر أحد الزبائن تعليقا يقول فيه "لا بد لك من تجربة الكباب والبقلاوة، مذاقهما رائع وساحر للغاية!"

ولاحظ رضوان أن المطعم صار يحظى بشعبية كبيرة بين الزبائن الصينيين في العامين الماضيين، بل وأصبح عدد زبائنه الصينيين يتجاوز بكثير عدد رواده من العرب الذين كانوا هم أهم زبائنه في الماضي، ويرجع ذلك إلى زيادة إطلاع الصينيين والعرب على ثقافة بعضهما البعض علاوة على تزايد أواصر الصداقة عمقا بين الجانبين. فقد تم بنجاح تنظيم ست دورات من المعرض الصيني-العربي، الذي حظيت فيه سلع البلدان العربية، بما في ذلك التمور السعودية والبن اليمني والورد السوري، بقبول كبير. أما "الحوار بين الحضارات"، الذي جاء ضمن "الأعمال الثمانية المشتركة" للتعاون العملي الصيني-العربي التي طُرحت في القمة الصينية العربية الأولى عام 2022، فمن شأنه تعزيز التعاون بين 500 مؤسسة ثقافية وسياحية صينية وعربية وتدريب 1000 موهبة ثقافية وسياحية للجانب العربي.

فـ"المأكولات هي ناقل هام للحضارة" هكذا قالت تشانغ يينغ، مديرة قسم الاستثمار بشركة ((وان شيانغ تشنغ))، المتخصصة في إدارة مراكز التسوق العملاقة في الصين، مشيرة إلى أنه مع تعزيز انفتاح الصين واستضافتها لسلسلة من المعارض والمنتديات والفعاليات مثل معرض الصين الدولي للاستيراد، استطاع المستهلكون الصينيون معرفة الكثير عن المنتجات الزراعية والأطباق الشهيرة في البلدان العربية، لدرجة أن المزيد من مجموعات المراكز التجارية بدأت تُفكر في إطلاق تعاون مع المطاعم العربية وزيادة استثماراتها في هذا الصدد.

وعلى منصة الفيديوهات "بي لي بي لي"، قال "وانغ في الصين"، وهو شاب عراقي مشهور يُعرّف المشاهدين على مأكولات متنوعة ولديه 2.5 مليون متابع، "لم أتوقع أن أجد المأكولات العربية الأصيلة بسهولة في الصين!" حيث قدم في أحد الفيديوهات، التي صنعها، الكباب والكفتة وسلطة الحمص وغيرها من الأطباق العربية التقليدية، وحصل على مشاهدات بلغ عددها أكثر من 1.6 مليون مشاهدة.

من ناحية أخرى، اكتسبت فتاة صينية تدعى آسا نجاحها في مهنتها أيضا من خلال إدارة مطاعم عربية. فقد ولدت في التسعينيات، ولم يُخيل لتلك الفتاة الصينية العادية أنها ستتولى إدارة أكثر من 10 مطاعم لعشاق المذاق العربي في الصين.

في عام 2016، جذبت مدينة ييوو بمقاطعة تشجيانغ العديد من الأصدقاء من الدول العربية للقيام بأنشطة أعمال تجارية. وحينها شعرت آسا، التي كانت تعمل هناك، بمدى ارتباط أصدقائها بمسقط رأسهم ورغبتهم في تناول الطعام العربي التقليدي. وبعد التنسيق مع صديق جاء من اليمن، قررت آسا فتح مطعم عربي صغير. وعلى الرغم من أن المطعم كان يحوي 10 طاولات طعام صغيرة ويقدم أطباقا عربية عادية سهلة، إلا أن صيته ذاع تدريجيا وصار يفد إليه المزيد من الأصدقاء العرب حيث يلتقون لتناول العشاء ومناقشة الأعمال وأصبح المطعم المتواضع مركزا للتبادلات التجارية والترفيهية.

وبإلهام من تجربتها الناجحة في مدينة ييوو، توجهت آسا مع زوجها إلى كونمينغ حاضرة مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين، وفتحت مطعما عربيا ثانيا في وسط المدينة. "إن هدفي لا يقتصر على إدارة مطاعم عربية، بل ينشد أيضا تقديم الثقافة العربية الغنية والجميلة إلى الشعب الصيني"، هكذا قالت آسا، مشيرة إلى أنها نظمت فعاليات لتقديم الرقصات والعطور والزخارف العربية في تلك المطاعم.

وبعد 5 أعوام، فتحت آسا 10 مطاعم عربية، ليست في ييوو وكونمينغ فحسب، وإنما امتدت لتصل إلى شانغهاي وقوييانغ وتشانغشا وغيرها من المدن الصينية. وأطلقت آسا على مطاعمها الجديدة، اسم "متحف الطعام الشرق أوسطي". من الكباب إلى الحمص، ومن الكسكسي إلى الخبز، خرج مطعم "آسا" من شوارع ضيقة في ييوو إلى مراكز التسوق الكبرى في وسط المدينة النابض بالحيوية.

ورأت آسا أن الانفتاح المستمر للصين على الثقافات العالمية يُتيح لها فرصة نادرة، مؤكدة أن "ثقافة الدول العربية أصبحت أكثر شعبية بين الصينيين خاصة بعد انعقاد القمة الصينية العربية الأولى في نهاية عام 2022". ومن سلسلة مطاعم "الشورما" في مدينة ووهان، والمطعم اللبناني في شانغهاي، إلى مقهي العربيسك في قوانغتشو... أصبحت الأكلات العربية اللذيذة أكثر انتشارا في الصين، وهذا يبنى "جسرا شهيا" بين الشعوب.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号