الخرطوم 6 يناير 2025 (شينخوا) بدأت اليوم (الإثنين) لأول مرة جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم عملية توزيع مساعدات إنسانية مقدمة من برنامج الأغذية العالمي لدعم أكثر من 80 ألف شخص من المتأثرين بالحرب، وفق متطوعين سودانيين.

وتستمر عملية توزيع المساعدات الإنسانية لمدة ثلاثة أيام تحت إشراف غرف الطوارئ بجنوب الخرطوم.

وقال الناطق باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام محمد كندشة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "تم تخصيص ثمانية مراكز لتوزيع الإغاثة لما يزيد عن 80 ألفا من المتأثرين في مناطق الأزهري، الإنقاذ، عد حسين ومايو" جنوبي العاصمة.

وأضاف كندشة "أن سكان هذه المناطق يعانون أوضاعا إنسانية حرجة، وهذه أول مرة يتم توزيع مثل هذه المساعدات منذ اندلاع الحرب" في البلاد قبل أكثر من عام ونصف.

وأكد أن غرف الطوارئ بجنوب الخرطوم بذلت جهدا كبيرا حتى تمكنت من إيصال شاحنات المساعدات الإنسانية إلى المنطقة التي تدور بها اشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وأوضح كندشة "تمكنا نهاية ديسمبر الماضي وبعد تنسيق محكم مع الجيش والدعم السريع والمنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة من إيصال المساعدات الإنسانية".

وكان برنامج الغذاء العالمي قد تمكن في 28 ديسمبر الماضي ولأول مرة منذ اندلاع الحرب في السودان من إيصال قافلة مكونة من 28 شاحنة محملة بمساعدات غذائية، من بينها خمس شاحنات تحتوي على أدوية حيوية إلى جنوبي الخرطوم.

فيما تتولي غرف الطوارئ بمدينة الخرطوم مهمة توزيع المساعدات على سكان المنطقة.

وغرف الطوارئ، هي مبادرات محلية منتشرة في أرجاء السودان أنشأها شباب متطوعون بهدف تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين الذين يواجهون نقصا فيها خلال الحرب.

وقال السوداني آدم عيسي، وهو مواطن بحي الأزهري "هذه أول مرة تصلنا إغاثة دولية".

وتابع عيسى "أن الوضع صعب جدا على من يقيمون في هذه المنطقة، ويكاد يكون الغذاء معدوما".

وتشكل منطقة جنوب الخرطوم أكثر من ثلث المساحة الإجمالية للعاصمة السودانية.

وتخضع المنطقة لسيطرة قوات الدعم السريع، مما يجعلها عرضة لمواجهات مستمرة ومركزا لإطلاق القذائف الصاروخية من قبل قوات الدعم السريع، فيما يرد الجيش السوداني بقصف جوي من خلال الطائرات الحربية والمسيرات.

ووفق إحصاءات رسمية سودانية، فان 28.9 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية بسبب تأثيرات الحرب في السودان.

فيما قالت الأمم المتحدة في الثاني من يناير الجاري إن حوالي 30 مليون شخص في البلاد بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، مشيرةً إلى أن النسبة تشكل 64% من السكان.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت 29683 قتيلا، وفق أحدث تقرير صادر عن موقع (ACLED)، وهي منظمة عالمية غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة.

وبحسب إحصائية صادرة عن منظمة الهجرة الدولية في جنيف في 29 أكتوبر الماضي، بلغ عدد الفارين بسبب الحرب في السودان أكثر من 14 مليون شخص، هم 11 مليون نازح داخل البلاد، و3.1 مليون شخص عبروا الحدود إلى دول مجاورة.