رام الله 6 يناير 2025 (شينخوا) شهدت مدن الضفة الغربية تصعيدا عسكريا اليوم (الإثنين) في أعقاب هجوم مسلح أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين بالقرب من مستوطنة كدوميم شمال الضفة الغربية.

وجاء الهجوم الذي استهدف حافلة ومركبات إسرائيلية في وقت حساس، حيث تتزايد التوترات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى فرض إجراءات أمنية مشددة في عدة مدن ومناطق في الضفة الغربية.

-- تفاصيل الهجوم

ووقع الهجوم بالقرب من مستوطنة كدوميم في شمال الضفة الغربية، حيث استهدفت حافلة ومركبات إسرائيلية بإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين.

وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة إسرائيليين، بينهم سيدتان في الستينات من العمر ورجل في الأربعينات، بينما أصيب سبعة آخرون بجروح متفاوتة، من بينهم سائق الحافلة وركاب آخرون، بعضهم في حالات حرجة، بحسب ما ذكرت الإذاعة العبرية العامة.

من جهتها قالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية في بيان إن المصابين تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، مشيرة إلى وجود حالات حرجة وخطيرة بين المصابين.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الهجوم وقع بالقرب من منطقة الفندق التابعة للواء إفرايم، حيث فتح مسلحون النار على حافلة ومركبات مدنية.

وأضاف البيان أن قواته باشرت ملاحقة المهاجمين وقامت بتفعيل حواجز أمنية وحصار على القرى المحيطة بالمنطقة.

-- ردود فعل إسرائيلية

وهدد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، بمعاقبة الجناة، حيث قال في بيان: "سنصل إلى القتلة ومن ساعدهم، ولن نستثني أحدا".

بدرره أشار وزير الدفاع يسرائيل كاتس إلى أن الجيش الإسرائيلي سيتحرك "بقوة" ضد أي مكان يتواجد فيه المهاجمون، مؤكدا أن "كل من يقدم الدعم للهجمات ضد اسرائيليين سيدفع ثمنا باهظا".

كما طالب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بتغيير الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، داعيا إلى القضاء "الحقيقي على الإرهاب في "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية) وتعزيز الإجراءات الأمنية في المناطق الفلسطينية.

-- إجراءات أمنية مشددة

في أعقاب الهجوم، شددت القوات الإسرائيلية من إجراءاتها الأمنية في عدة مدن فلسطينية بالضفة الغربية، بما في ذلك قلقيلية، وطولكرم وسلفيت وطوباس وجنين ونابلس.

وقال شهود عيان ومصادر محلية فلسطينية إنه تم نصب حواجز عسكرية على المداخل الشرقية لهذه المدن، مما أدى إلى إعاقة حركة المرور وتسبب في أزمة مرورية خانقة.

كما تم إغلاق مدخل قرية كفر لاقف شرق قلقيلية، وأغلقت القوات مدخل قرية إماتين وفرعتا، حيث داهمت القوات الإسرائيلية عدة منازل ومحلات تجارية، واستولت على تسجيلات كاميرات المراقبة في محاولة للحصول على معلومات حول المهاجمين.

-- تنديد بالإجراءات الإسرائيلية

وفي ردود فعل فلسطينية، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الهجوم على الحافلة والمركبات الإسرائيلية "ردا بطوليا" على الهجمات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.

وقالت الحركة في بيان إن الهجوم يمثل "رسالة واضحة لحكومة الاحتلال بأن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة لن يتخلى عن حقوقه".

من جهته قال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، إن "الرهانات على كسر المقاومة في الضفة الغربية أو تحييدها لن تنجح".

وأضاف في بيان أن "الاحتلال سيدفع ثمنا غاليا من دماء جنوده ومستوطنيه طالما استمرت المجازر ضد غزة والضفة".

-- احتجاز وزير الحكم المحلي

من جانب آخر، أفادت مصادر فلسطينية في وقت لاحق اليوم، باحتجاز القوات الإسرائيلية والمستوطنين وزير الحكم المحلي الفلسطيني سامي حجاوي عند حاجز عسكري في مسافر يطا جنوب مدينة الخليل.

وأوضح راتب الجبور، منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، أن القوات الاسرائيلية والمستوطنين احتجزوا الوزير حجاوي والوفد المرافق له أثناء زيارة ميدانية للمنطقة.

-- آثار مستقبلية

يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه الضفة الغربية توترا متزايدا منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.

ووفقا لإحصائيات فلسطينية، أسفرت الهجمات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية عن مقتل أكثر من 800 فلسطيني في الضفة الغربية وشرق القدس.

ورأى مراقبون فلسطينيون أن الإجراءات الأمنية المشددة التي تقوم بها إسرائيل قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، مع زيادة احتمالية تصاعد المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في الأيام المقبلة.

ويحذر مراقبون من أن التصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة قد يعمق الأزمة في المنطقة، ويزيد من الضغوط على الفلسطينيين الذين يعانون من التدابير الأمنية الإسرائيلية المشددة.