2 يناير 2025 / شبكة الصين/ بالقرب من مبنى وزارة الخارجية التونسية يقع مجمع بنايات جديد وحديث. إنه أكاديمية تونس الدبلوماسية الدولية التي شيدت بمساعدة الصين، والذي افتتحه الرئيس قيس سعيد شخصيا ووصفه بأنه "نموذج للتعاون التونسي الصيني".

وجرى تنفيذ المشروع من قبل شركة المجموعة الصينية للهندسة المدنية المحدودة، على مساحة بناء إجمالية تزيد عن 12 ألف متر مربع. وقد أكملت الصين أعمال البناء بأعلى المعايير وقدمت مساهمات إيجابية في تعميق العلاقات الودية والتعاون العملي بين البلدين.

وفي عام 2016، توصلت الصين وتونس إلى توافق في الآراء بشأن المساعدة في بناء أكاديمية تونس الدبلوماسية الدولية. وبفضل الجهود المشتركة للطرفين، تحولت الأكاديمية من مجرد مخطط إلى واقع. وبعد افتتاحها في عام 2024، أصبحت الأكاديمية المكان الذي بدأ فيه الدبلوماسيون التونسيون حياتهم المهنية، وأصبحت أيضًا رمزًا جديدًا ومنصة جديدة للصداقة بين الصين وتونس.

وقالت ليليا لويدي، كبيرة مهندسي مشروع أكاديمية تونس الدبلوماسية الدولية، إن الصين احترمت بشكل كامل متطلبات تونس وعاداتها الثقافية في تصميم المشروع، ودمجت العناصر المميزة للمدن التونسية فيه. مضيفة أن المشروع يعتمد المعايير الصينية ومفاهيم التصميم الحديثة، كما تم تجهيز المبنى التعليمي بنظام ذكي للتحكم في الحرائق ونظام الشبكة والتهوية والتحكم في الوصول ونظام إعادة تدوير مياه الأمطار، مما يسلط الضوء على مفاهيم البيئة الخضراء وتوفير الطاقة وحماية البيئة.

وصادف عام 2024 الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس. وعلى مدار الستين عاما الماضية، أسفرت التبادلات والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات عن نتائج مثمرة. وتعد أكاديمية تونس الدبلوماسية الدولية نتيجة هامة أخرى للتعاون المتعمق بين الجانبين. وقال وزير الخارجية التونسي السابق نبيل عمار إن أكاديمية تونس الدبلوماسية الدولية شهادة على الصداقة العميقة بين تونس والصين ونتيجة ملموسة للبناء المشترك العالي الجودة لـ"الحزام والطريق"، وأعرب عن امتنانه للصين على مساعدتها المتفانية والدعم.

وأوضح المندوب التونسي الدائم السابق لدى الجامعة نجيب منيف، أن مشروع أكاديمية تونس الدبلوماسية الدولية يعكس تماما الدرجة العالية من الثقة المتبادلة والعلاقات الثنائية المستقرة والجيدة بين تونس والصين، وأن بلاده ستواصل تعزيز التعاون العملي مع الصين، وإثراء التبادلات الشعبية والثقافية، والعمل بشكل مشترك على تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك بين الدول العربية والصين ومجتمع مصير مشترك بين إفريقيا والصين. 

وبحسب التقارير، فإن الأكاديمية تجري حاليا تدريبا للدبلوماسيين العاملين والمسؤولين الأجانب، وستغطي تدريب الدبلوماسيين من الدول العربية والدول الإفريقية في المستقبل. ومنذ افتتاحها، نظمت العديد من الأنشطة التدريبية للدبلوماسيين.

وقال دبلوماسي تونسي شارك في التدريب في الأكاديمية الدبلوماسية الدولية العام الماضي، إن "مشاريع البناء المدعومة من الصين ساهمت في تطوير المواهب الدبلوماسية التونسية". وأضاف أن تونس تمر بفترة حرجة من التنمية وهناك حاجة ملحة لتحسين الإدارة العلمية وتعزيز التفكير الإستراتيجي وقدرات الموظفين العموميين. معتبرا أن الخبرة التنموية التي راكمتها الصين منذ الإصلاح والانفتاح، وخاصة تجربتها في حوكمة الدولة، لها أهمية كبيرة ومرجعية بالنسبة لتونس، وقال "آمل أن تشهد الفترة المقبلة من العلاقات بين البلدين إجراء تبادلات وتعاون أوثق في مجالات التدريب والبحث العلمي والاستشارات وغيرها من المجالات، ومواصلة إثراء أشكال التدريب والتبادل، وتقديم المزيد من المساهمات لتعزيز التنمية المشتركة بين تونس والصين".