share
arabic.china.org.cn | 01. 01. 2025

مقالة خاصة: الغزيون الفارون من الحرب يأملون أن يكون 2025 عام السلام والعودة

arabic.china.org.cn / 09:30:55 2025-01-01

القاهرة 31 ديسمبر 2024 (شينخوا) "مع اقتراب العام الجديد، نصلي من أجل السلام في غزة"، بهذه الكلمات عبر باسم مدحت اللاجئ الفلسطيني الذي فر من الحرب الدائرة في القطاع، عن مشاعر عدد كبير من الفلسطينيين الذين يلتمسون الأمان في العاصمة المصرية القاهرة.

ومع بزوغ فجر العام الجديد، تبدو الآمال لدى مدحت، كشعلة هشة تغذيها أحلام العودة والشوق إلى حياة خالية من الصراع الدائر في القطاع.

وكان مدحت، البالغ من العمر 50 عاما، يمتلك سلسلة مطاعم ناجحة في غزة، والآن يدير مطعما متواضعا في قلب القاهرة يقدم المأكولات الفلسطينية.

واضطر مدحت إلى ترك أعماله التجارية المزدهرة وفيلته المريحة وسياراته الفارهة، ووصل إلى مصر في مارس مع زوجته وأطفاله السبعة حاملين معهم قليلا من الأمل لمستقبل أكثر إشراقا.

وقال مدحت بنبرة حزينة لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد تركنا كل شيء وراءنا، لكننا لم نفقد الأمل. عشية العام الجديد، نصلي من أجل وقف الحرب، ومن أجل فرصة العودة إلى غزة وإعادة بناء حياتنا".

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل هجوما واسع النطاق على قطاع غزة للرد على هجوم نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل وأودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة 1200 شخص إضافة إلى احتجاز رهائن.

فيما أسفرت الهجمات الإسرائيلية المستمرة على غزة عن مقتل ما يزيد على 45 ألف فلسطيني حتى الآن، وفق وزارة الصحة في القطاع.

وبحسب وزارة الخارجية الفلسطينية، بلغ عدد الفلسطينيين الذين وصلوا من قطاع غزة إلى مصر منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من 100 ألف، بالإضافة إلى آلاف آخرين كانوا موجودين بالفعل في مصر قبل بدء الحرب.

وبثت الأخبار عن احتمالية التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة روحا متجددة من التفاؤل في نفوس الجالية الفلسطينية في القاهرة.

ويتمسك مدحت، مثله مثل كثيرين غيره، بإمكانية العودة إلى القطاع، آملا رؤية غزة مكانا يكبر فيه أطفاله في أمان وتحل أصوات الضحكات محل أصداء القنابل.

وقال مدحت وعيناه مليئتان بالحنين إلى الحياة التي عرفها في غزة قبل اندلاع الحرب "نحلم بغزة حيث يمكن لأطفالنا أن يعيشوا طفولة طبيعية ويمكنهم الذهاب إلى المدرسة دون خوف واللعب في الشوارع دون تهديد القنابل".

وترتبط آمال مدحت وآلاف من الفلسطينيين الآخرين في مصر، بمصير وطنهم، ويتوقون إلى عام من السلام يحمل معه العودة ومستقبلا أكثر إشراقا لغزة.

ويشارك عبد القادر حمدونة الفلسطيني من غزة، البالغ من العمر 58 عاما، هذا الشوق إلى مستقبل يسوده السلام.

وقال حمدونة لـ ((شينخوا)) إنه سافر إلى مصر هربا من جحيم الحرب في غزة في فبراير من العام الجاري تاركا خلفه ويلاتها وآثار الدمار.

وأضاف حمدونة أنه فر إلى مصر بصحبة زوجته وابنه البالغ من العمر 24 عاما، ليبدأ رحلة جديدة في القاهرة، بعيدا عن رائحة البارود ودوي الانفجارات.

وكان حمدونة يمتلك مصنعا لصناعة المراتب الطبية ومنزلا فاخرا في مدينة غزة لكن الحرب حولت مصنعه وبيته إلى ركام.

ويعيش حمدونة في شقة مستأجرة في القاهرة، ويقضي أيامه في القلق والترقب، حيث ينفق من مدخراته التي تتضاءل يوما بعد يوم بينما هو عاطل عن العمل.

وينتظر الرجل الخمسيني فرصة للعودة إلى وطنه وإعادة بناء حياته في غزة، حيث ابناه الآخران محاصران مع زوجتيهما وأطفالهما.

ويخشى حمدونة أن ينفد ما تبقى من مدخراته قبل أن ينتهي هذا الكابوس، لكنه لا يزال متمسكا بالأمل ويؤمن بأن لكل حرب نهاية، وأن العام الجديد سيحمل معه بشرى السلام والعودة إلى الديار.

أما شادي محمد، وهو مهندس كمبيوتر يبلغ من العمر 35 عاما، فقد استطاع الوصول إلى مصر في ديسمبر من العام الماضي، تاركا خلفه حياة كانت مليئة بالذكريات الجميلة والنجاحات في حياته المهنية.

وبدأ محمد فصلا جديدا في مصر، بعد أن حصل على وظيفة في محل لبيع الأجهزة الكهربائية ليعيش في شقة مستأجرة في حي متواضع في القاهرة رفقة زوجته وأطفاله الثلاثة.

وقال محمد إنه يحاول جاهدا أن يؤمن قوت يومه ويوفر لعائلته أبسط متطلبات الحياة الكريمة بعد أن انقلبت أحواله رأسا على عقب، لكنه يؤمن بأن سلامة عائلته أغلى من أي شيء تركه في غزة.

وأكد محمد لـ ((شينخوا)) أنه يتشبث بالأمل، وينتظر بفارغ الصبر أن تضع الحرب أوزارها، وأن تعود الحياة إلى غزة ليتمكن من إعادة بناء حياته من جديد. 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号