الأقصر، مصر 30 ديسمبر 2024 (شينخوا) في قرية البغدادي بمحافظة الأقصر، جنوب مصر، تعد الطماطم من المحاصيل الشائعة بين المزارعين الذين اتجهوا لتصديرها مجففة لزيادة دخل الأسر وتعويض خسائر ما بعد الحصاد مع تقلب أسعارها على مدار العام.

وتتقلب أسعار الطماطم على مدار العام خاصة في أشهر ذروة الإنتاج، عندما يكون العرض وفيرا، وغالبا ما تنخفض الأسعار بشكل حاد، مما يجبر المزارعين على بيعه بأسعار منخفضة جدا ويكون هناك كمية كبيرة فائضة معرضة للهدر.

قال المزارع بكر صدقي الذي يعمل في قرية البغدادي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن زراعة الطماطم معرضة للمخاطر، معربا عن قلقه من أن جزءا كبيرا من محصوله قد يتعرض للتلف.

ولتعويض خسائر ما بعد الحصاد، اتجه صدقي إلى سوق تصدير الطماطم المجففة لزيادة دخل أسرته.

وقال الرجل البالغ من العمر 56 عاما "لقد تعلمت تجفيف الطماطم عندما أدركت أن هناك طلبا كبيرا عليها في الخارج"، مضيفا أن تجفيف الطماطم أعطى المزارعين فرصة جديدة لزيادة الدخل.

ويقوم صدقي بتقطيع الطماطم إلى نصفين بالطول، بعد مرحلة الغسيل والتنظيف، ثم يقوم برشها بمواد كبريتية بكميات معينة، حسب درجة حرارة الشمس حتى لا تتعرض للتلف، وأخيرا ينشرها على قطع بلاستيكية بيضاء، ثم يتركها لتجف لمدة ثلاثة أيام على سطح منزله.

ويبلغ سعر كيلو الطماطم الطازجة 7 جنيهات مصرية (الدولار يساوي 50.79 جنيه)، بينما يبلغ متوسط سعر كيلو الطماطم المجففة 170 جنيها، وبحسب صدقي، نحتاج إلى 10 كيلوجرامات طماطم طازجة لإنتاج كيلو طماطم مجففة.

وفي يوليو الماضي، قام صدقي بتصدير 250 كيلوجراما من الطماطم المجففة إلى إيطاليا، ما ساهم في زيادة دخل عائلته بنسبة 30 %.

وقال هاني فتح الله، الخبير الزراعي بالمركز القومي للبحوث في مصر، إن مشاريع الطماطم المجففة بالشمس في المناطق الريفية بجنوب مصر اجتذبت أعدادا كبيرة من المزارعين وربات البيوت.

ومن خلال تعلم كيفية صناعة الطماطم المجففة بالشمس على أسطح منازلهم أو في ساحاتهم الخلفية، تمكن العديد من أهالي قرى الأقصر، خاصة الجزء الغربي من المحافظة، في تحقيق مكاسب اقتصادية.

وفي مارس 2024، صدرت قرى غرب الأقصر 350 طنا من الطماطم المجففة في 14 حاوية إلى دول في أوروبا وشرق آسيا، بالإضافة إلى الإمارات العربية المتحدة والبرازيل وسلطنة عمان، بحسب الخبير.

ووفقا لبيانات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية، فإن صادرات البلاد من الطماطم المجففة تتجاوز 100 مليون دولار سنويا، وكشفت البيانات أيضا أن الفدان الواحد ينتج 35 طنا من الطماطم المجففة، تباع بمبلغ 350 ألف جنيه مصري.

وانضمت عدلية محمد، ربة منزل في الأربعينيات من عمرها، إلى مشروع تجفيف الطماطم في قرية الحميدات، وهي قرية أخرى في الأقصر، مما أكسبها مهارة جديدة ودخلا ثابتا يبلغ 12 ألف جنيه مصري في ستة أشهر.

وتعمل ابنتها، وهي خريجة جامعية، مع أفراد آخرين من العائلة في وظائف مماثلة بدوام جزئي، وأضافت عدلية أن "هذا المشروع يوظف العديد من الأفراد ويسمح للنساء بتحدي الفقر".