القاهرة 27 ديسمبر (شينخوا) قال الدكتور أحمد السعيد، الخبير المصري في الشؤون الصينية والرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة، إن منطقة ماكاو الإدارية الخاصة في الصين تعد نموذجا فريدا للتنوع الثقافي في ظل مبدأ "دولة واحدة ونظامان" الذي لا يظهر فقط على المستوى المؤسسي، بل يتجذر بعمق في الحياة اليومية للناس.

وأضاف السعيد، في حوار أجرته معه وكالة أنباء ((شينخوا))، "كما أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ (في زيارته مؤخرا إلى ماكاو)، فإن الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي حققتها ماكاو منذ عودتها إلى الوطن الأم قبل 25 عاما، ترجع إلى المزايا المؤسسية الحيوية والقوية لسياسة 'دولة واحدة ونظامان'".

وقال إن "دولة واحدة ونظامان" هي سياسة جيدة يجب الالتزام بها لمدة طويلة، لافتا إلى أن الإنجازات التي حققتها ماكاو منذ عودتها إلى الوطن الأم تثبت أن هذه السياسة تتمتع بقوى مؤسسية بارزة وحيوية هائلة.

وأردف أن "الانجازات التي تحققت في ماكاو خلال الـ25 عاما الماضية، سواء على المستوى الاقتصادي أو الثقافي أو الحفاظ على الهوية، تؤكد ما قاله الرئيس شي".

وذكر السعيد، الذي درس في الصين ويتحدث الصينية بطلاقة، أنه زار ماكاو لأول مرة في 2019 للمشاركة في أول معرض كتاب دولي يقام فيها، وقال "مكثت في ماكاو لمدة شهر تقريبا وتجولت فيها وتعرفت عليها عن قرب واستمتعت جدا بهذه الزيارة والوقت الذي أمضيته في ماكاو"، مضيفا "لقد انبهرت بالذي رأيته في ماكاو، من الازدهار والعصرنة مع الاحتفاظ في نفس الوقت بھویتھا الأصلية."

وقال إنه رأى في ماكاو مدى تداخل الثقافتين البرتغالية والصينية، لافتا إلى أن المباني ذات الطراز البرتغالي والمعابد الصينية تتواجد جنبا إلى جنب، حتى المأكولات في ماكاو فريدة وتجمع بين التأثيرات المختلفة للثقافتين. هذا يعكس اندماج الثقافتين الشرقية والغربية. وأضاف "لقد حافظت سياسة 'دولة واحدة ونظامان' على التنوع الثقافي في ماكاو".

وأضاف أنه خلال إقامته في ماكاو انبهر أيضا بالعدد الكبير من الفعاليات والمؤتمرات الدولية التي تستضيفها ماكاو بشكل مستمر والتي يحضرها ضيوف من كل مكان في العالم.

ومن الناحية الاقتصادية، قال السعيد "لا يمكنني التحدث عن الحالة الاقتصادية لماكاو بمعزل عن الحالة الاقتصادية للصين التي استطاعت أن تحقق معجزة اقتصادية في العالم، وماكاو جزء من هذه المعجزة".

وتابع أن ما حققته ماكاو من نمو اقتصادي لا تستطيع دول كثيرة في أوروبا أن تحققه، ولاسيما في ظل الأزمات العالمية المتلاحقة وآثارها الاقتصادية الكبيرة.

منذ تأسيسه لمجموعة بيت الحكمة للثقافة، وهي دار نشر معنية بشكل كبير بترجمة الكتب الصينية إلى العربية، كرس السعيد جهوده على مر السنوات لتعزيز انتشار الكتب الصينية في مصر وتعزيز التبادل الثقافي بين الجانبين.