الخرطوم 27 ديسمبر 2024 (شينخوا) بعد توقف حركة القطارات بسبب الحرب المستمرة في السودان، أعادت السلطات السودانية نشاط قطار الشرق الرابط بين مدينتي بورتسودان بشرقي السودان وعطبرة بولاية نهر النيل بشمالي السودان.

وانطلق القطار مساء أمس (الخميس) من مدينة بورتسودان ووصل إلى مدينة عطبرة نهار اليوم (الجمعة)، ليكون بذلك أول خط للسكك الحديدية بالسودان يستعيد نشاطه منذ إندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.

وقال والي البحر الأحمر الفريق الركن مصطفى محمد نور، في تصريحات صحفية، إن عودة نشاط قطار عطبرة بورتسودان يعد انجازا حقيقيا عقب توقفه بسبب الحرب.

وأضاف إن استئناف نشاط القطار يحمل البشري لجميع ولايات السودان، وخاصة لسكان ولايتي البحر الأحمر ونهر النيل.

وتعهد وزير النقل السوداني أبوبكر أبو القاسم بمواصلة العمل من أجل استئناف خطوط أخري للقطارات للربط بين مختلف المدن السودانية.

وقال أبو القاسم في تصريحات صحفية "هذه بداية فقط، ونعمل علي أن تعود القطارات للعمل في كل خطوط السكك الحديدية وربط المدن المختلفة".

وكشف عن توقيع اتفاق بشأن تشغيل خط السكك الحديدية الرابط بين السودان ومصر، فضلا عن تأهيل خط شرق السودان الرابط بين مدن بورتسودان، هيا، كسلا، سنار، القضارف والدمازين.

من جانبه أعلن مدير عام هيئة سكك حديد السودان موسي القوم عن تسيير رحلة كل أسبوعين بين مدينتي عطبرة وبورتسودان.

وأشار إلى أن قطار عطبرة بورتسودان يسع 432 راكبا، يتوزعون علي 6 عربات، ويقطع القطار المسافة بين عطبرة و بورتسودان (نحو 600 كيلو متر) في 12 ساعة، بسرعة 50 كلم في الساعة.

وأعرب مواطنون عن ارتياحهم لاستئناف نشاط قطار بورتسودان عطبرة، كونه يقلل من تكاليف السفر بين المدينتين.

وقال المواطن محمد عاطف في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم "القطار هو شريان حياة بالنسبة لنا، وللشعب السوداني ارتباط وجداني بالقطار".

وأضاف "كما أن القطار يقلل تكلفة السفر بين مدينتي بورتسودان وعطبرة، وتبلغ تذكرة السفر عبر القطار نحو 40 ألف جنيه سوداني، بينما تبلغ بالاتوبيسات نحو 80 الفا (الدولار الأمريكي الواحد يساوى نحو 2000 جنيه سوادني)".

من جانبها، قالت المواطنة أمل الشيخ "أنا سعيدة أن أكون في أول رحلة بين بورتسودان وعطبرة، واتمني أن يتم تعميم التجربة علي مدن أخري".

وأضافت أمل لـ((شينخوا)) "نتمني أن يعم السلام بلادنا، وأن تكون الرحلة القادمة إلى مدينة الخرطوم بحري".

وتعدّ السكك الحديدية السودانية من أطول خطوط السكك الحديدية في أفريقيا، وتم إنشاؤها عام 1897، وتربط جميع أجزاء البلاد، وكانت تعمل بالاساس في نقل البضائع، مع خدمة الركاب بأسعار زهيدة.

ووفقا لإحصاءات رسمية، يمتلك السودان نحو 4,725 كيلو مترا من السكك الحديدية ذات المسار الواحد، وكانت تربط بين العاصمة السودانية الخرطوم، ومدن رئيسة أبرزها عطبرة بشمالي السودان، ومدني وسنار (وسط) والأبيض ونيالا (غرب) وبورتسودان (شرق).

وألحقت الحرب المستمرة بالسودان أضرارا بالغة بقطاع السكك الحديدية، وتوقفت نحو 80 بالمئة من قطارات الركاب والبضائع عن العمل، فضلا عن عمليات السلب والنهب التي تعرضت لها المحطات والفلنكات الخشبية لقضبان الحديد، وفقا لتقديرات صادرة عن هيئة سكك حديد السودان.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت 29,683 قتيلا، وفقا لأحدث تقرير صادر عن موقع ((ACLED))، وهي منظمة عالمية غير حكومية متخصصة في جمع بيانات النزاعات المفصلة.

ووفقا لإحصائية حديثة لمنظمة الهجرة الدولية، فإن عدد النازحين واللاجئين في السودان بلغ أكثر من 14 مليون شخص.