رام الله 23 ديسمبر 2024 (شينخوا) خلت مدينة بيت لحم "مهد المسيح" جنوب الضفة الغربية للعام الثاني على التوالي من أي مظاهر احتفالية بأعياد الميلاد، مقتصرة على الطقوس الدينية الداخلية بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.

وتأتي احتفالات أعياد الميلاد هذا العام فيما تشن إسرائيل حربا دموية واسعة في قطاع غزة أدت إلى مقتل أكثر من 45 ألف شخص وإصابة أكثر من 107 آلاف أخرين ودمار كبير في المباني والبنية التحتية، تزامنا مع توتر متصاعد في الضفة الغربية.

وتوقفت السياحة الدينية في جميع مرافق المدينة التي تعتبر مزارا دينيا لملايين الحجاج المسيحيين من حول العالم، بسبب الظروف التي تمر بها الأراضي الفلسطينية.

وقال إلياس العرجا رئيس جمعية أصحاب الفنادق في المدينة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المدينة التي تعتبر مزارا دينيا لملايين الحجاج المسيحيين من حول العالم أصيبت بحالة من الشلل، مشيرا إلى أن الفنادق باتت خالية من السياح والوافدين للعام الثاني على التوالي، بسبب توقف حركة الطيران والحرب على غزة والإغلاقات على مدن الضفة الغربية وبسبب الإجراءات الإسرائيلية.

وتابع أن الأمر لم يقتصر على السياحة الخارجية، حيث انخفض أيضا مستوى السياحة الداخلية إلى أرقام قياسية بسبب الإغلاقات على المدن وغياب مظاهر الاحتفالات.

وتعتمد مدينة بيت لحم التي يعتقد أنها شهدت مولد المسيح على السياحة بنسبة تزيد عن 70 بالمئة من دخلها المحلي، والآن فقدت هذا الدخل، حيث أن معظم فنادقها البالغ عددها 75 فندقا وتتسع لعشرة آلاف زائر أصبحت خاوية.

بدوره أفاد رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان أن احتفالات الميلاد هذا العام ستقتصر على الصلوات والشعائر الدينية، بسبب الظروف الصعبة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وكل فلسطين ورفضا "للظلم والقهر الذي يتعرضون له".

وقال سلمان في مؤتمر صحفي سنوي في مقر البلدية اليوم إن جوهر الميلاد يكمن في الإيمان، وتجديد الأمل بالحرية والعدالة.

ودعا سلمان شعوب العالم المحبة للسلام إلى تبني قيم المحبة والعدل والسلام"، مطالبا إياهم أن "يكونوا صوتاً للحق والإنسانية، ومتضامنين مع كل من يعاني الألم والجوع والاضطهاد".

من جهته قال وزير السياحة والآثار الفلسطيني هاني الحايك خلال المؤتمر إن وزارته تواصل جهودها للحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وتعزيز مكانة فلسطين السياحية عالميا في ظل التحديات خاصة التي يواجهها قطاع السياحة.

وأوضح أنه بسبب توقف السياحة الأجنبية يتكبد قطاع السياحة خسائر فادحة تقدر بأكثر من مليار دولار منذ بداية السابع من أكتوبر 2023، مشيرا إلى أن حوالي 600 مليون دولار خسرتها مدينة بيت لحم وحدها.

وأشار الحايك إلى أن ذلك تسبب في ارتفاع نسبة البطالة وتزايد حالات الفقر وانعدام فرص الدخل.

وسبق أن زار أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون سائح الأراضي الفلسطينية عام 2019، حيث زار غالبيتهم مدينة بيت لحم بحسب الحايك.