دمشق 17 ديسمبر 2024 (شينخوا) قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون اليوم (الثلاثاء) إن البلاد دخلت "واقعا جديدا تماما" بعد انهيار نظام الأسد السابق، لكنه حذر من أن العقبات الكبيرة والتوترات المتصاعدة تهدد التقدم الهش.

فيما زار وفد دبلوماسي وأمني فرنسي العاصمة دمشق اليوم، في خطوة مهمة في تحسين العلاقات بين سوريا وفرنسا، حسبما ذكر مصدر مقرب من الوفد الفرنسي لوكالة أنباء ((شينخوا)).

وقال بيدرسون في تصريح للصحفيين من دمشق "يشعر السوريون بأن هذا الواقع الجديد ينتمي إليهم"، مؤكدا أن المواطنين لديهم الآن شعور بالملكية لمستقبل بلادهم، محذرا في الوقت ذاته من أن التحديات المقبلة هائلة، وتتراوح من قضايا الحكم والاقتصاد إلى استعادة الخدمات الأساسية.

وأعرب المسؤول الأممي عن قلقه إزاء وجود مجموعات مسلحة جديدة تعمل خارج هيكل القيادة للسلطات العسكرية الجديدة.

وقال بيدرسون "أنا قلق من أن أي تصعيد عسكري قد يكون كارثيا"، مؤكدا على أهمية معالجة الثغرات الأمنية بسرعة لمنع تجدد العنف.

وأشار بيدرسون أيضا إلى أن إسرائيل نفذت أكثر من 350 غارة على منشآت ومعدات عسكرية منذ سقوط النظام.

ومع وجود سوريا عند مفترق طرق، دعا بيدرسون جميع الأطراف إلى العمل نحو بيئة مستقرة وشاملة لضمان السلام والتنمية في البلاد على المدى الطويل، مشددا على أن الأمم المتحدة تظل ملتزمة بدعم العملية السياسية التي تعكس تطلعات الشعب السوري.

وقال المصدر المقرب من الوفد الفرنسي إن الوفد دخل مقر السفارة الفرنسية بدمشق، ورفع العلم وغادر المبنى الواقع في منطقة المهاجرين.

وأشار المصدر إلى أن الوفد الفرنسي اجتمع مع مسؤولين من الحكومة السورية المؤقتة.

وقال المبعوث الخاص إلى سوريا، جان فرنسوا غيوم، في تصريحات للصحفيين، في وقت سابق اليوم بعد وصوله إلى دمشق إن " فرنسا تستعد للوقوف إلى جانب السوريين" خلال الفترة الانتقالية، بحسب وسائل إعلام سورية.

وأشار إلى أن الوفد الفرنسي جاء " لإجراء اتصالات مع سلطات الأمر الواقع" في دمشق.

ولأول مرة منذ عام 2012، يتم رفع العلم الفرنسي فوق السفارة الفرنسية في العاصمة السورية، في إشارة إلى تطور دبلوماسي كبير.

وتأتي زيارة الوفد في أعقاب وصول وفد بريطاني في الليلة السابقة.

فيما لم تصدر وزارة الخارجية الفرنسية ولا السلطات السورية الجديدة بيانا عاما حول ذلك.

ويرى مراقبون أن الوفود المتعاقبة من الدول الأوروبية الكبرى تشير إلى استعداد متزايد في المجتمع الدولي لإعادة التعامل مع سوريا في أعقاب انهيار النظام السابق مؤخرا.

وكان أحمد الشرع قائد هيئة تحرير الشام الملقب بأبو محمد الجولاني، بحث يوم الأحد الماضي مع بيدرسون، ضرورة مناقشة إعادة النظر في القرار 2254 نظرا للتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي مما يجعل من الضروري تحديث القرار، وفقا لوسائل إعلام سورية محلية.

ويشار إلى أن هذه هي أول زيارة لبيدرسون إلى سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد. / نهاية الخبر/