share
arabic.china.org.cn | 17. 12. 2024

تعليق شينخوا: لماذا تعتبر الخطوط الحمراء الأربعة مهمة للعلاقات الصينية-الأمريكية

arabic.china.org.cn / 12:07:19 2024-12-17

بكين 16 ديسمبر 2024 (شينخوا) خلال اجتماعه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن على هامش الاجتماع الحادي والثلاثين لقادة اقتصادت منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا-الباسيفيك (أبيك) في العاصمة البيروفية ليما، ذكر الرئيس الصيني شي جين بينغ الخطوط الحمراء الأربعة للصين بشأن العلاقات الثنائية، والتي لا يجب تحديها.

هذه الخطوط الحمراء، وهي قضية تايوان، والديمقراطية وحقوق الإنسان، ومسار الصين ونظامها، وحق الصين الإنمائي، لا تؤكد عزم وثبات الصين على حماية مصالحها الأساسية فحسب، بل تخدم أيضا كأهم سياج حماية وشبكة أمان للجانبين لإدارة الخلافات بينهما بشكل صحيح والحفاظ على استقرار العلاقات الثنائية.

إن الخلافات والاختلافات وارد أن تقع بين البلدين باعتبارهما دولتين كبيرتين، لكن يجب ألا يسمح لها بأن تقوض المصالح الأساسية للبلدين أو تصعد الأمور بينها إلى حدة المواجهة.

لقد أظهر التاريخ أن السبب الأساسي لاضطراب العلاقات بين الصين والولايات المتحدة هو استفزازات الولايات المتحدة بشأن المصالح الأساسية للصين. فقد دفعت مثل هذه الإجراءات العلاقات الثنائية إلى أدنى مستوياتها التاريخية. وهذا الدرس لا بد من عدم تجاهله.

وبما أن الولايات المتحدة تمر بعملية انتقال للسلطة، فمن الضروري احترام الخطوط الحمراء الأربعة من أجل الحفاظ على زخم الاستقرار الذي تحقق بشق الأنفس في العلاقات الثنائية وإرساء أساس متين للتفاعلات بينهما في المستقبل.

وتوجد قضية تايوان في صميم المصالح الأساسية للصين، وهي الخط الأحمر الأول الذي لا يمكن تجاوزه في العلاقات الصينية-الأمريكية. ويخدم مبدأ صين-واحدة جنبا إلى جنب مع البيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة كأساس سياسي للعلاقات بين البلدين. وفيما يتعلق بمسألة تايوان، ليس لدى الصين أي مجال للتسوية أو التنازل.

وإذا كانت الولايات المتحدة تهدف حقا إلى الحفاظ على السلام عبر مضيق تايوان، فيجب عليها أن تعترف بالطبيعة الانفصالية للحزب التقدمي الديمقراطي التايواني وأن تتعامل مع القضية بأقصي درجات الحذر. ويتعين عليها أن ترفض صراحة "استقلال تايوان" وتدعم إعادة توحيد الصين سلميا. ويجب أن تعرف أن أي تجاوز لهذا الخط الأحمر سيكون له ثمن.

وفيما يتعلق بقضية الديمقراطية وحقوق الإنسان، يمكن للبلدين أن ينخرطا في مناقشات لمعالجة خلافاتهما من خلال الحوار على قدم المساواة، وإن كان من غير المقبول استخدام سرديات مثل "الديمقراطية مقابل الاستبداد" لإثارة الانقسام أو التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين بذريعة حقوق الإنسان.

وحول المسار الإنمائي والنظام السياسي، يتعين على الدولتين احترام المسار الذي اختارته الأخرى، وتجنب أي محاولة لتغيير أو حتى الإطاحة بنظام الأخرى. فليس بمقدور الجانبين تغيير الآخر بشكل جذري.

وبالنسبة لحق الشعب الصيني في التنمية، فلا يمكن حرمانه منه أو تجاهله. وفي هذا الصدد، يتعين على الولايات المتحدة أن تنظر إلى نمو الصين من منظور موضوعي وعقلاني. الحروب التجارية أو الحصار التكنولوجي أو "فك الارتباط" الجبري لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية، وإلحاق الضرر بالآخرين دون أي نفع على الولايات المتحدة نفسها. فتنمية الصين فرصة وليست تهديدا للولايات المتحدة والعالم أجمع.

إن هذه الخطوط الحمراء الأربعة بمثابة تذكير للولايات المتحدة بعدم إساءة تقدير عزم الصين. وفي الوقت الذي لا تزال فيه الصين ملتزمة بتعزيز علاقات مستقرة وصحية ومستدامة مع الولايات المتحدة، فإنها لن تتنازل عن مصالحها الأساسية.

أو كما أكد شي في اجتماعه مع بايدن، فإن موقف الصين المتمثل في حماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية لم يتغير.

وفي الوقت نفسه، فإن النظر إلى الصين باعتبارها منافسا إستراتيجيا رئيسا والتحدي الجيوسياسي الأكثر أهمية هو أمر مضلل بشكل خطير ولن يؤدي إلا إلى نبوءة ذاتية التحقق.

إن أي شكل من أشكال الصراع-- سواء كان باردا أو ساخنا، اقتصاديا أو تكنولوجيا-- من شأنه أن يلحق الضرر ليس فقط بكلا البلدين ولكن أيضا بالعالم الأوسع، مع عواقب وخيمة للغاية بحيث لا يمكن لأي شخص تحملها.

وخلال الاجتماع، قال بايدن إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة، ولا تسعى إلى تغيير النظام الصيني، وتحالفاتها لا تستهدف الصين، ولا تدعم "استقلال تايوان"، ولا تسعى إلى الصراع مع الصين، ولا ترى في سياستها تجاه تايوان وسيلة للتنافس مع الصين.

وهذه الالتزامات بالطبع إيجابية للعلاقات الثنائية، لكن المهم هو ترجمتها إلى أفعال. ويجب على كلا البلدين تجنب المزالق التاريخية لصراعات القوى العظمى وبدلا من ذلك إظهار قيادة حقيقية من خلال تعزيز الاستقرار العالمي ودفع الزخم الإيجابي.

وبالنظر إلى المستقبل، من الضروري أن تظل الولايات المتحدة ملتزمة التزاما شديدا باحترام هذه الخطوط الحمراء الأربعة، وتنضم إلى الصين في اختيار الحوار والتعاون بدلا من المواجهة والصراع، من أجل إبقاء العلاقات الثنائية على المسار الصحيح.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号