share
arabic.china.org.cn | 14. 12. 2024

تحقيق إخباري: موجة نزوح جديدة بإتجاه لبنان على خلفية التحولات المستجدة في سوريا

arabic.china.org.cn / 19:53:13 2024-12-14

مرجعيون، جنوب لبنان 14 ديسمبر 2024 (شينخوا) مشهد مقلق يوحي بمعاناة إنسانية عميقة عند معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا، حيث تتوافد يوميا مئات العائلات السورية، همها العبور إلى الجانب اللبناني ناشدين الأمان.

بخطى متثاقلة ووجوه قلقة تحتضن الأمهات أطفالهن بإحكام، في حين يجر الصغار أقدامهم بتعب واضح، فيما تولت الفئة الشبابية حمل ما أمكن من الحقائب والأمتعة والأكياس البلاستيكية.

وقال النازح عبد الرزاق عبد الحي الذي أنهى إنجاز معاملات المرور الروتينية في مكاتب الأمن العام اللبناني عند معبر المصنع، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بكلمات ممزوجة بالدهشة والصدمة: "لم نكن نتوقع ما حصل، انهيار النظام كان أسرع مما تخيلنا".

وأضاف "كل شيء حدث فجأة، فقدنا الأمان ولم يعد لدينا خيار سوى الهروب، متسائلا إلى أين نتجه، فعيناه عكستا شعورا بالعجز والضياع".

وقالت زوجته ليلى والتي كانت تحمل حقيبة صغيرة تحتوي ما غلى ثمنه وخف وزنه "تركنا كل شيء خلفنا المنزل، والجيران، وحتى الذكريات".

وتابعت "لم يكن لدينا الوقت لنفكر سوى بالهرب إلى لبنان البلد الذي نأمل أن يستقبلنا ويؤمن لنا الضروري من حاجيات التهجير".

من جهتها قالت الفتاة العشرينية جومانة أبو عسلي والتي كانت برفقة عائلتها لـ ((شينخوا)) "أشعر بالخوف على آلاف العائلات التي فوجئت بما حدث من انهيار سريع للنظام".

وتابعت "وأشعر أيضا بالأسى على وطني الذي يعاني الحروب منذ أكثر من 13 عاما، بحيث كنا نحلم بعيش كريم آمن، والآن أصبحنا نازحين لا نعرف ما ينتظرنا في المستقبل".

وبصوت هادئ خنقه البكاء، أضافت "سنحاول أن نبدأ من جديد، لاخيار آخر لدينا".

وكانت المعارضة السورية المسلحة قد أعلنت فجر 8 ديسمبر الجاري دخول قواتها العاصمة السورية دمشق و"إسقاط" حكم بشار الأسد الذي امتد 24 عاما وبدء "عهد جديد" في البلاد .

ولاحقا أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الأسد غادر سوريا وتنحى عن منصبه كرئيس للبلاد ودعا إلى إجراء انتقال سلمي للسلطة.

وفي هذا السياق قال مصدر مسؤول عند معبر المصنع لـ ((شينخوا)) إن "العدد اليومي للداخلين بشكل قانوني من سوريا إلى لبنان، يتراوح بين 1000 إلى 1200 نازح منذ الأحد الماضي".

وتابع "جميع الذين عبروا يستوفون الشروط القانونية المعتمدة من قبل الأمن العام اللبناني وهي حيازتهم إقامات في لبنان أو بحوزتهم بطاقات سفر عبر مطار بيروت".

ولفت المصدر إلى أن "هذه الأرقام هي البيانات الرسمية الموجودة عند الأمن العام، لكنها لا تشمل آلاف النازحين الذين دخلوا عبر معابر غير شرعية، والمقدر عددهم ما بين 90 إلى 100 ألف لاجئ".

وأشار إحصاء لوزارة الشؤون الإجتماعية نقلته ((الوكالة الوطنية للإعلام)) الرسمية إلى أن "النازحين الذين دخلوا لبنان منذ الأحد الماضي توجهوا إلى منطقة بعلبك الهرمل شرق لبنان، حيث استحدث حالياً 133 مركز إيواء غير رسمي، داخل حسينيات وجوامع وقاعات ومقاهي".

وتابع "أن حوالي 52600 نازح يقيمون في منازل مضيفة، وبلغ عدد النازحين في مراكز الإيواء حتى 13 من الشهر الجاري حوالي 33 ألف نازح".

وأضاف أن التقارير تشير إلى" استمرار تدفق النازحين إلى لبنان مما يساهم في زيادة الأعداد بشكل مستمر".

وقال مصدر إعلامي مسؤول في اتحاد بلديات بعلبك الهرمل لـ ((شينخوا)) إن "غالبية النازحين سلكوا معابر غير شرعية، ويتجمع مئات النازحين خلف معبر المصنع، بعدما منعوا من العبور بسبب عدم حيازتهم على الوثائق المطلوبة وحل مشكلتهم بموافقة الجهات الرسمية اللبنانية".

وأشار عفيف شومان رئيس جمعية "وتعاونوا"، وهى جمعية خيرية خاصة تعنى بالنازحين والطبقة المعوزة، إلى أن "الإحصاء الأولي للعائلات النازحة إلى بلدات شرق لبنان تجاوز 22 ألف عائلة (أي حوالي 90 ألف شخص)".

وقال عفيف لـ ((شينخوا)) إن "هذا العدد مرشح للارتفاع مع الانتهاء من تسجيل كافة العائلات والذين دخلوا إلى الجانب اللبناني خلسة عبر محور القصير ليصل عددهم إلى حوالي 25 الف عائلة".

ووفق هذا الإحصاء فإن "معظم العائلات النازحة هى من مدن نبل والزهراء وريف حمص".

وأضاف "أننا نعمل على توزيع حصص غذائية على تجمعاتهم ومعظمها في الحسينيات و النوادي والجمعيات الخيرية، ونسعى في وقت قريب لتجهيز وتأمين 3 مطابخ ميدانية توفر وجبات غداء ساخنة، كما نعمل على توزيع مدافئ وتأمين مادة المازوت لمواجهة برد الشتاء".

وصدر عن وزارة الصحة العامة بيان جاء فيه "تتابع الوزارة أوضاع آلاف السوريين الذين نزحوا إلى لبنان ولاسيما المناطق القريبة من الحدود، حيث يفترش هؤلاء المساجد والحسينيات والعديد من مراكز الإيواء غير الرسمية".

وأضاف البيان أن الوزارة بدأت البحث مع شركائها ولاسيما المنظمات الأممية، متابعة شؤون النازحين وفي مقدمها المفوضية السامية لتوفير وتأمين احتياجاتهم الإنسانية ومراقبة الوضع الميداني الصحي على الأرض.

ووفق تقديرات الأمن العام اللبناني يتجاوز عدد اللاجئين السوريين في لبنان 2 مليون لاجئ، فيما يبلغ عدد المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 825 ألفا. /نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号