share
arabic.china.org.cn | 10. 12. 2024

تحقيق إخباري: عودة الحياة تدريجيا إلى غالبية المحافظات السورية بعد سقوط نظام الأسد

arabic.china.org.cn / 23:58:11 2024-12-10

دمشق 10 ديسمبر 2024 (شينخوا) عادت الحياة تدريجيا اليوم (الثلاثاء) إلى غالبية المحافظات السورية ، بعد أيام من الفوضى عاشوها قبل وبعد سقوط نظام بشار الأسد، وعاد الهدوء إلى تلك المحافظات.

وفي العاصمة السورية دمشق، شهدت الأسواق حركة نشطة وفتحت أغلب المحلات التجارية أبوابها أمام الجمهور، لشراء ما يلزمهم من مواد غذائية وتموينية، وفقا لمراسل وكالة أنباء ((شينخوا)).

كما شهدت شوارع العاصمة الرئيسية حركة مماثلة للسيارات العامة والخاصة التي كانت تتجول في الشوارع، وسط وجود بعض الاختناقات المرورية في بعض الشوارع الرئيسية، بالتزامن مع انتشار شرطة الفصائل السورية المسلحة في الشوارع والتي عملت على تنظيم حركة السير.

ولأول مرة يرى السوريون رجال الشرطة يرتدون زيا مختلفا لم يعتادوا عليه طيلة السنوات الماضية إبان نظام بشار الأسد.

وبين موقع ((صوت العاصمة)) المقرب من الفصائل السورية المسلحة أن الموظفين بدأوا اليوم العودة إلى عملهم في معظم الدوائر الرسمية، بالتزامن مع انتشار دوريات للأمن العام في أغلب مناطق دمشق، إضافة لافتتاح شركات الحوالات المالية والمصرفية بعد أيام من الإغلاق.

وأعرب سليم الحلبي (64 عاما) وهو موظف حكومي سابق، ومن سكان العاصمة دمشق عن سعادته بعودة الحياة إلى طبيعتها في دمشق، لافتا إلى أن دمشق هي مدينة لها تاريخ عريق.

وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) "اليوم خرجت إلى السوق بكل اطمئنان واشتريت بعض ما يلزم لبيتي وعائلتي، وسررت برؤية الناس وهي تتجول بدمشق".

وأشار الحلبي إلى أن حالة الفوضى التي عاشتها سوريا خلال الأيام الماضية كانت مؤقتة والناس تترقب الأفضل.

ولاتزال ساحة الأمويين بالعاصمة دمشق تشهد اكتظاظا بالناس الذين يرفعون العلم الأخضر ذو النجمات الثلاث.

وفي مدينة حماة (وسط سوريا) شهدت الأسواق عودة تدريجية وحالة من الاستقرار بعد عمليات من القتال خلال الأيام الماضية ، بحسب موقع ((صوت العاصمة)).

كما نقلت وسائل إعلام محلية مقربة من الفصائل السورية المسلحة عن وزير الداخلية بحكومة الإنقاذ محمد عبد الرحمن قوله إن "وحداتنا الشرطية والأمنية عملت على تأمين المباني الحكومية والمرافق العامة والخاصة، بالإضافة لتسيير دوريات لضبط الأمن في المدينة".

وبدورها أفادت صحيفة ((الوطن)) السورية اليوم أن جميع الفعاليات التجارية في مدينة حلب شمال سوريا تمارس عملها بالشكل المعتاد.

في مدينة السويداء (جنوب سوريا) كان المشهد ذاته في الأسواق فكانت غالبية المحلات قد فتحت أبوابها أمام المواطنين لشراء حاجياتهم، بأسعار مختلفة، دون رقابة على الأسعار، وسط حالة من الترقب لما سيكون عليه شكل البلاد في الأيام القادمة، بحسب مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)).

وسائط النقل العامة والخاصة استأنفت عملها منذ ساعات الصباح داخل مدينة السويداء، وبعض موظفي الدولة خرجوا باتجاه مؤسساتهم لممارسة عملهم داخل المؤسسات وخاصة المؤسسات الخدمية، مثل المياه والهاتف والكهرباء والبلديات، إضافة إلى ذلك فإن شركات الصرافة والحولات استأنفت عملها.

كما قام عمال في محافظة السويداء بإزالة كافة الصور والأعلام والشعارات التي تخص نظام الأسد.

وقالت أم ريبال (45 عاما) أن عودة الحياة لسوريا عموما ولمحافظة السويداء التي عاشت أياما صعبة، تؤكد أنه لا يصح إلا الصحيح في النهاية.

وأضافت وهي ترتدي الزي الشعبي لمحافظة السويداء، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "بعد أيام من الخوف والترقب لما ستؤول له البلاد، اليوم عادت الحياة إلى مدينة السويداء".

وأعربت عن تمنياتها بأن يكون القادم من الأيام أفضل، مشيرة إلى أن سوريا عاشت ظروفا اقتصادية صعبة خلال السنوات الماضية من ظلم وقهر وغياب للأمن والسلام.

وأضافت "هناك فوضى بالأسعار وهذا طبيعي، لأن بعض التجار في الفترة الماضية قاموا برفع الأسعار نتيجة شراء الناس كميات كبيرة من المواد الغذائية قبل خروج المحافظة عن سيطرة نظام الأسد.

أبو شريف، وهو رجل ستيني بالعمر من ريف محافظة السويداء، أوضح أن المحلات فتحت أبوابها اليوم، ولم تحتكر أي سلعة، مشيرا إلى أن الأسعار كانت مرتفعة عما كانت عليه قبل أيام، وهذا طبيعي، حسب رأيه.

وقال أثناء وجوده في أحد أسواق الخضار بوسط مدينة السويداء إن "الحركة طبيعية وأن الناس تتجول بكل حرية في الأسواق".

وبدوره قال رئيس مجلس مدينة السويداء المهندس أدهم جربوع لـ ((شينخوا)) إن "عمال مجلس مدينة السويداء، قاموا اليوم بإزالة الحواجز الأسمنتية حول مبنى محافظة السويداء، وأمام المقرات الأمنية والجيش في قلب المدينة"، مؤكدا أن سيارات النظافة تجولت في معظم الشوارع وأفرغت حاويات القمامة من النفايات.

وأشار إلى أن نقص الوقود في مادة المازوت شكل عائقا أمام عمل بعض مؤسسات الدولة في السويداء.

من جانبه أكد قيادي في الفصائل المسلحة المحلية، فضل عدم الكشف عن اسمه لـ (( شينخوا)) أن هناك مجموعات محلية تقوم بحماية المنشآت الحيوية في المدينة من التخريب والنهب، لافتا إلى أن الفصائل استطاعت أن تسترجع أكثر من 170 أسطوانة أوكسجين تم سرقتها من مشفى السويداء الوطني، وكذلك سيارة تابعة له.

وأوضح أن الحياة في المدينة تعود إلى طبيعتها تدريجيا، وأن الناس ارتاحت بعد سيطرة الفصائل المسلحة على دمشق.

كما وصلت اليوم عدة صهاريج من مادتي المازوت والبزين إلى محافظة السويداء بعد توقف دام لأكثر من أسبوع، وسيتم توزيعها على المواطنين وفق بطاقة الكترونية موجودة لدى كل عائلة وصاحب سيارة بكميات محددة.

وكان سعر ليتر المازوت في السوق السوداء، وصل خلال الأيام القليلة الماضية لأكثر من 25 ألف ليرة سورية أي ما يعادل واحد دولار وأجزاء منه، وليتر البنزين إلى 27 الف ليرة سورية.

ومنذ بدء الاحتجاجات في سوريا بمارس 2011، حيدت السويداء نفسها عن الاحتجاجات التي عمت غالبية المحافظات السورية، بالرغم من أن عددا من أبنائها سقطوا قتلى أثناء تأدية الخدمة الإلزامية بالجيش أثناء الحرب التي شملت المحافظات السورية.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号