arabic.china.org.cn | 09. 12. 2024 |
مرجعيون، جنوب لبنان 8 ديسمبر 2024 (شينخوا) عند معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا، غصت حافلات مختلفة الأحجام والأنواع بنازحين سوريين سارعوا للعودة إلى بلدهم وهم يحلمون بـ"سوريا جديدة" بعد الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد.
وبمشاعر مختلطة بين فرح وحذر وقلق، حمل العائدون ما خف من أمتعتهم البسيطة وتكدسوا عند نقاط التفتيش من أجل العودة إلى سوريا.
وخلال محاولته بحماس حشر أفراد عائلته الثمانية مع أمتعتهم داخل سيارته الصغيرة، قال رب العائلة جلال أبو عمر لوكالة أنباء ((شينخوا)) "في سيارتي الضيقة والتي بالكاد تتسع لأربعة أشخاص، فرضت على عائلتي التكدس فوق مقاعدها وربط الأمتعة بحبل على السطح، مع أكياس معلقة من النوافذ، للانطلاق إلى منزلنا في ريف حلب مهما كانت الصعوبات والتحديات".
وتابع أن "المشهد برمته مجرد مغامرة لا يمكن التكهن بمستقبلها".
وكحال أبو عمر، تكدست حشود العائدين عند نقاط التفتيش في المعبر، حيث يتم تسجيل الأسماء والتأكد من الوثائق في ظل مشاعر متضاربة ما بين الشوق للعودة والخوف من المجهول، وفق الشاب أجود العامري.
وقال العامري الذي أمضى 11 عاما من النزوح في لبنان إن "وجوه العائدين إلى سوريا تعكس مزيجًا من مشاعر عميقة ومتناقضة تجسد لحظة فارقة في حياتهم".
وأضاف "المشهد يعكس معاناة سنوات الحرب والنزوح، ولكنه يحمل في طياته بصيص أمل بإمكانية إعادة بناء حياة جديدة في وطننا بعد طي صفحة النظام السابق".
وأعلنت المعارضة السورية المسلحة فجر اليوم دخول قواتها العاصمة دمشق و"إسقاط" حكم بشار الأسد، الذي امتد 24 عاما، وبدء "عهد جديد" في البلاد.
ولاحقا، أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الأسد غادر سوريا وتنحى عن منصبه كرئيس للبلاد، ودعا إلى إجراء انتقال سلمي للسلطة.
ووفق تقديرات الأمن العام اللبناني، يتجاوز عدد اللاجئين السوريين في لبنان مليوني لاجئ، فيما يبلغ عدد المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 825 ألفا.
وبإبتسامة تحمل بين طياتها آلامًا مضت وأحلامًا بدأت تنمو من جديد، قالت الأربعينية سعاد كوثري، وهي تحتضن طفلها الرضيع، إنه "مع اجتيازنا هذا المعبر الحدودي إلى سوريا سنشعر بإنطلاقة نحو حياة جديدة تحمل وعودًا بالخلاص".
وأضافت "عودتنا وإن طالت كانت منتظرة يوما، نلاقيها بمشاعر ثقيلة وقلقة، مع إعتقادي بأن الأوقات الصعبة قد ولت، ونأمل أن تكون بغير رجعة".
وبالنسبة للشاب العشريني عبد نور الدين، تمثل لحظة العودة "صفحة جديدة" في حياة آلاف العائدين، لكنها أيضًا "فصل معقد يحمل في طياته الأمل والتحديات معًا".
وتابع "رغم المخاوف وعدم اليقين، فإن هذه العودة ليست مجرد انتقال جغرافي، بل إعلان رمزي عن الرغبة في بدء حياة جديدة وإعادة بناء وطن مزقته الحرب".
وأضاف "هذه اللحظة تحمل معها أحلامًا جديدة، خاصة لجيل الشباب الذي يريد المساهمة في كتابة فصل جديد لسوريا".
وتأمل الخمسينية إنعام فرح، التي بدت مشغولة تمامًا براحة طفلها البالغ من العمر خمس سنوات، أن يتعرف ابنها على وطنه.
وقالت السيدة لـ((شينخوا)) "إن طفلها ولد في لبنان، وللمرة الأولى ستطأ قدماه بلده سوريا".
وأضافت "نأمل أن يتعرف هذا الطفل على وطنه، ويعيش حياة أفضل مما عشناه من حروب وقتل ودمار".
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |