share
arabic.china.org.cn | 08. 12. 2024

رئيس مؤسسة الشراكة الأمريكية الصينية يؤكد أن مفهوم "الانسجام" يمر عبر تفاعلات الصين مع العالم

arabic.china.org.cn / 15:06:57 2024-12-08

8 ديسمبر 2024 / شبكة الصين/ قال رئيس مؤسسة الشراكة الأمريكية الصينية جون ميليغان وايت في مؤتمر "فهم الصين" الدولي لعام 2024 الذي اختتم أعماله مؤخرا بمدينة قوانغتشو، إن إصرار الصين على طريق التنمية السلمية يظهر الدلالة العميقة للفلسفة الصينية وينقل مفاهيم السلام والوئام والانسجام إلى العالم.

ويرى ميليغان الذي التزم بتعزيز التنمية السليمة للعلاقات الصينية الأمريكية لسنوات عديدة أن "الانسجام" هو الجين الثقافي للصين. وأوضح أن التحديث الصيني النمط الذي يتبع طريق التنمية السلمية يقدم صورة جديدة تختلف عن نموذج التحديث الغربي ويقدم خيارا جديدا للبشرية لتحقيق التحديث. وفي السياق الدولي الحالي، فإن إصرار الصين على التنمية السلمية يؤدي إلى تشجيع البلدان في جميع أنحاء العالم على العمل معا من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع، وبناء التوافق والقوة للتعاون والتنمية في العالم. وفي الوقت نفسه، يعتقد أن فكرة "الانسجام" الراسخة في الحضارة الصينية توفر مصدر إلهام مهم للدولتين الرئيسيتين، الولايات المتحدة والصين، لإيجاد الطريق الصحيح للتوافق.

وقال رئيس المؤسسة: "في السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك، زرتُ العديد من المقاطعات والمناطق الذاتية الحكم والبلديات والبلدات والقرى في الصين. وتعتبر التنمية والتغيرات في الصين، وثقة المجتمع الصيني بنفسه وحيويته أمرا مثيرا." ومن وجهة نظره، فإن الصين عازمة على التمحور حول الشعب، مع التركيز على ضمان وتحسين معيشة الشعب، وتحقيق سعادة الشعب والوئام الاجتماعي، وهو ما يوضح التراث العميق الذي منحته الحضارة الصينية للتحديث الصيني النمط.

"وتتحلى ثقافة 'التناغم' الصينية بتاريخ طويل وتحتوي على نظرة الشعب الصيني للعالم ونظرته الاجتماعية ونظرته الأخلاقية. وقد اتبعت الأمة الصينية دائما مفاهيم السلام والوئام والانسجام وورثتها." وأوضح ميليغان أن فكرة الانسجام في الفلسفة الصينية التقليدية أثرت بشكل عميق على فلسفة الحوكمة في الصين وامتدت إلى ممارسة التحديث الصيني النمط.

وقال رئيس المؤسسة إن الصين انتشلت 800 مليون نسمة من الفقر وحققت أهداف الحد من الفقر الواردة في أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 قبل الموعد المحدد، مما حقق إنجازا فريدا في تاريخ التنمية البشرية. وفي عام 1978، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للصين 149.5 مليار دولار أمريكي، ومثَّل ذلك 1.7% من الاقتصاد العالمي. ومنذ الإصلاح والانفتاح، واصل الإجمالي الاقتصادي للصين توسعه، ليصل إلى 17.8 تريليون دولار أمريكي في عام 2023، وشكل ذلك 16.9% من الإجمالي العالمي، وارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 12 ألف دولار أمريكي.

وأكد ميليغان أن عملية التحديث في الصين غير مسبوقة من حيث الحجم والسرعة والتأثير العالمي، وغير مسبوقة أيضا في تاريخ البشرية، وحققت الصين إنجازات تاريخية في مسيرة الإصلاح والانفتاح والتحديث وتنمية اقتصادية سريعة واستقرارا اجتماعيا طويل الأجل.

وقال رئيس المؤسسة إن "الحزب الشيوعي الصيني قاد الشعب الصيني إلى استكشاف مسار تنمية حديث وفريد من نوعه، مما أدى إلى تحسين معيشة الشعب الصيني ورفاهيته بشكل مستمر. وباعتبارها أكبر دولة نامية في العالم، فإن أفكار وخبرات الصين ثمينة للغاية." وأضاف ميليغان إن الصين لم تُقلِّد نموذج التحديث الغربي، بل شرعت في السير على طريق التحديث الذي يناسب ظروفها الوطنية. وقد دخل عدد سكان الصين الذي يزيد على 1.4 مليار نسمة إلى المجتمع الحديث ككل، ويتجاوز ذلك مجموع سكان الدول المتقدمة الحالية. وسوف تعيد الصين كتابة خريطة العالم للتحديث البشري. 

ووفقا لرئيس المؤسسة، فإن التركيز على الانسجام هو سمة مهمة لنموذج تطوير التحديث الصيني النمط. ونجحت الصين في الجمع بين مفهوم الانسجام في الكونفوشيوسية والنظرية الماركسية للرخاء المشترك. ولا يجلب التحديث الصيني النمط الذي يختلف عن النموذج الغربي فوائد لشعب الصين الذي يزيد عدده عن 1.4 مليار نسمة فحسب، بل يتسم بأهمية كبيرة أيضا لسكان العالم البالغ عددهم 8 مليارات نسمة، وأشار ميليغان إلى أن التحديث الصيني النمط يوفر خيارا جديدا للتنمية العالمية، وقد اضطلعت الصين بدور فريد في ريادة العالم.  

وأوضح رئيس المؤسسة أن المجتمع الغربي كان يري في الأصل أن الدول النامية سيكون من المستحيل عليها تحقيق التنمية إذا لم تنسخ النموذج الغربي. ومع ذلك، فقد أثبتت الصين من خلال الإجراءات العملية أن هناك أكثر من طريق واحد للتنمية. وتتبع الصين طريق التنمية الاشتراكية وأصبحت واحدة من الدول التي تتمتع بأسرع نمو اقتصادي في العالم. ويعتقد ميليغان أن الصين تشكل نموذجا للدول النامية. ويختلف نموذج التنمية الذي تقدمه الصين عن الغرب وله تأثير ملهم على عدد كبير من البلدان النامية. ولهذا السبب فإن خيارات التعاون التي تقترحها الصين، مثل البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وبنك التنمية الآسيوي، من المرجح أن تحظى بإعجاب البلدان النامية.

وفي معرض حديثه عن الفرص التي يجلبها التحديث الصيني النمط للتنمية العالمية، قال رئيس المؤسسة إن مفاهيم "الانسجام والتكافل" و"الدعم المتبادل" تمر عبر تفاعلات الصين مع العالم. وأولت الصين دائما اهتماما لتنمية الدول النامية الأخرى، وترغب في تبادل خبرات التنمية وفرص التنمية معها. ولا يأخذ القادة الصينيون في الاعتبار الرخاء المشترك للشعب الصيني وتحقيق المثل الأعلى المشترك للاشتراكية فحسب، بل يقترحون أيضًا خطة الصين لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وهذا هو التحديث الصيني النمط، وهو نموذج تحديث اشتراكي يختلف تماما عن مسار التحديث الرأسمالي. ويعتبر التحديث الصيني النمط هدية الصين للعالم.

وزوجة ميليغان وايت، السيدة داي مين، هي أمريكية من أصل صيني. وقال ميليغان "في عام 1997، التقيتُ بزوجتي في نيويورك، ومنذ ذلك الحين أتيحت لي الفرصة لتكوين صداقات من جميع مناحي الحياة في الصين. وأصبحتُ على اتصال بعدد أكبر من الصينيين، وبعض خصائصهم، مثل العمل الجاد والذكاء والاستعداد للتعاون، وجعلني ذلك أكثر حرصا على فهم الصين حقا. وفي الوقت نفسه، أثناء تقديم استشارات الأعمال لبعض الشركات الأمريكية المتعددة الجنسيات، وجدتُ أن العديد من الشركات الأمريكية تفتقر إلى فهم كيفية التعاون مع الصين.  

وفي عام 2008، أسس ميليغان وزوجته مؤسسة الشراكة الأمريكية الصينية، وألفا سلسلة كتب "الشراكة الأمريكية الصينية" المخصصة لتعزيز التفاهم المتبادل بين الولايات المتحدة والصين. وأوضح رئيس المؤسسة أنهم يحاولون الشرح للناس لماذا يمكن ويجب على أكبر اقتصادين في العالم التنسيق والتعايش بسلام. 

وبعد دراسة متعمقة للثقافة الصينية التقليدية، يرى ميليغان أن فكرة "الانسجام" الواردة في الحضارة الصينية لها آثار مهمة على العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. وقال إن "الثقافة الصينية تدعو إلى الوئام، والحضارة الصينية تتحلى بالسلام المتميز. وتلتزم الصين بطريق التنمية السلمية وتنقل مفاهيم السلام والوئام والانسجام إلى العالم."

ويعتقد رئيس المؤسسة أن صراع الحضارات ليس حتميا، بل إن الصين توفر طريقة جديدة للتفكير في كيفية التعايش بين الصين والولايات المتحدة. وهذا يعني أن البلدين ليسا مجرد لعبة محصلتها صفر، ولكن يمكن أيضًا التعاون من أجل التنمية المشتركة والمربحة للجانبين. وطرح أيضا في كتابه "استراتيجية جديدة للعلاقات الصينية الأمريكية: مسار مربح للجانبين الصين والولايات المتحدة ما بعد اللعبة الصفرية"، أن الولايات المتحدة لا تستطيع تحقيق أهدافها في التنمية الاقتصادية والأمن القومي من خلال احتواء أو قمع الصين. ولن تتمكن الولايات المتحدة والصين من التعاون بشكل أفضل في الشؤون الدولية والعلاقات الثنائية إلا من خلال فهم ثقافة وتقاليد كل منهما والتعايش السلمي.

وقال ميليغان إن "المجموع الاقتصادي للولايات المتحدة والصين يمثل أكثر من 40% من المجموع الاقتصادي العالمي. وبحسب توقعات صندوق النقد الدولي، في السنوات الخمس المقبلة، سيصل معدل إسهام الاقتصاد الصيني في النمو الاقتصادي العالمي إلى حوالي 21%. وسوف تقترب نسبة إسهام الولايات المتحدة من 12%. وإذا كان هناك خلاف بين أكبر اقتصادين في العالم، فلن يكون ذلك مفيداً لأحد. وقد أثبتت العديد من الأمثلة السابقة ذلك، فمن خلال التعاون فقط، وليس المواجهة، يمكن للولايات المتحدة والصين التغلب على الخلافات والمضي قدمًا معًا."


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号