share
arabic.china.org.cn | 08. 12. 2024

الصين تستطيع أداء دور أكبر في التوسط في الصراعات العالمية

arabic.china.org.cn / 14:51:27 2024-12-08

8 ديسمبر 2024 / شبكة الصين/ ذكرت صحيفة "نيكي آسيا" اليابانية أن الصين قادرة على الاضطلاع بدور أكبر في التوسط في الصراعات العالمية. وفي الوقت الذي يعاني فيه العالم من تهديد ما يقرب من 60 حربا وصراعا، يبدو أن الإرادة والوسائل لإنهائها لم يعد من الممكن قصرها على قنوات الوساطة العامة التي توفرها الأمم المتحدة أو أوروبا أو الولايات المتحدة، وربما حان الوقت لكي يتقدم لاعبون جدد يؤدون دور الوساطة، بما في ذلك الصين.

وقالت الصحيفة اليابانية في مقال نشرته مؤخرا إن العالم من الواضح يحتاج إلى مسارات أخرى للسلام. وباتت أدوات الوساطة العامة حاليا غير ذات فعالية أكثر من أي وقت مضى. وقد وصل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي من المفترض أن يحافظ على الأمن العالمي، إلى طريق مسدود، حيث عادة ما يُستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار رئيسي من قبل بعض القوى الكبرى. ولم تكن جهود الوساطة على المستوى الإقليمي أو بقيادة منظمات المجتمع المدني فعالة.

وترى الصحيفة أن بعض الصراعات الأكثر خطورة، مثل تلك الدائرة في الشرق الأوسط، تمتد عبر خطوط صدع من العداء التاريخي العميق. وهناك صراعات تهدد باستخدام الأسلحة النووية، مثل الصراع بين روسيا وأوكرانيا. وتجعل المنافسة الجيوسياسية المكثفة بين القوى الكبرى الصراعات عرضة لأداء دور وكلاء في المنافسة الجيوسياسية. ولم تحقق الولايات المتحدة نجاحا يذكر في حل الأزمات الإنسانية في غزة والسودان. ويبدو أن أوروبا، التي أصيبت بالشلل بسبب الخوف من روسيا، غير راغبة في الدفع باتجاه إجراء مفاوضات لإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

واستعرض مقال الصحيفة أداء الصين، مشيرا إلى أن الصين أطلقت في العامين الماضيين عمليتين للوساطة في الشرق الأوسط. ورغم أن هذه التصرفات ليست مثيرة للدهشة، فقد يكون الآن هو الوقت المناسب للصين لإبراز نفسها كصانع سلام معتدل، بينما تتبنى الولايات المتحدة وأوروبا موقفاً أكثر حمائية وعدوانية للدفاع عن مصالحهما.

وأوضحت الصحيفة أن النهج الذي تتبناه الصين في إدارة النقاط الساخنة في العالم يختلف بشكل تام عن نهج الغرب. وتقول الصين إنها تسعى إلى تحقيق المنفعة المتبادلة بدلا من المطالبة بتغييرات سياسية داخلية كبيرة في الدول المعنية. ولم تعتبر الصين قط التدخل العسكري في البلدان البعيدة استراتيجية مفيدة. وتتخذ الصين نهجا حذرا يتجنب المخاطرة تماما بشأن الوساطة في النزاعات، لكن يبدو أن هذا النهج يحظى بشعبية لدى العديد من الأطراف. وفي العام الماضي، توسطت الصين في المصالحة بين السعودية وإيران. وفي حوار المصالحة الذي عُقد بالعاصمة بكين في يوليو من هذا العام، ووقعت الفصائل الفلسطينية إعلانا لتعزيز الوحدة الوطنية.

وذكر مقال الصحيفة أن أسلوب الوساطة الصينية يجمع بين المبادئ والمثالية. وتعتبر الصين نفسها دولة طرف ثالث وتدعو إلى إعطاء الأولوية للمصالح الأوسع. وفي حين تواصل الصين توسيع بصمتها التجارية والاستثمارية وتصبح أكثر حرصا على تأمين الوصول إلى طرق تجارية آمنة وخالية من الصراعات، فإنها لم تستثمر في المغامرات العسكرية، وهو ما يساعدها على الحفاظ على درجة من الحياد في الصراعات الإقليمية.

ويرى باحثون صينيون أن تمسك الصين بمبدأ عدم التدخل هو أفضل وسيلة للحفاظ على ضبط النفس والإيثار إلى أقصى حد ممكن. وفي نهاية المطاف، أظهرت الصين استعدادها للجمع بين جميع الأطراف المعنية بالصراع، وهو أمر لم تتمكن أوروبا والولايات المتحدة من تحقيقه بسبب العقوبات المفروضة على دول أخرى أو سياساتها الداخلية.

وقالت الصحيفة "صحيح أن الصين لن تحل مكانة الولايات المتحدة. وتفتقر الصين إلى الوسائل العسكرية الخارجية ونظام التحالف الذي أنشأته واشنطن لدعم التدخل في الخارج. ومع ذلك، فمن الواضح أن الولايات المتحدة فقدت قدرتها في العديد من النقاط الساخنة حول العالم، حيث اختارت واشنطن أحد الجانبين، وبالتالي يُنظر إليها على أنها طرف صراع وليس وسيطًا نزيهًا. 

وأكد مقال الصحيفة أنه ليس من الصعب رؤية كيف تضع الصين نفسها كشريك ملتزم بتعزيز السلام والرخاء، وليس كمنافس. وتفضل الصين التعاون، كما يتضح من توافق النقاط الست الذي تُوصل إليه بين الصين والبرازيل بشأن تعزيز الحل السياسي للأزمة الأوكرانية. وفي الشرق الأوسط، قد يكون الدور الذي تؤديه الصين كوسيط "أضعف" ظاهريا مفيدا لأنه يعزز صورة الصين كوسيط محايد وبنّاء.

ومع ذلك، يعتقد آخرون أن اهتمام الصين بالوساطة مدفوع برغبتها في حماية مصالحها وكبح القوة والنفوذ الغربيين. ومن أجل تهدئة هذه المخاوف وضمان نجاح الوساطة، هناك حاجة إلى قدر أكبر من التنسيق بشكل خاص بين الولايات المتحدة وأوروبا والصين في إدارة النقاط الساخنة الخطيرة مثل الصراعات في الشرق الأوسط.

وترى الصحيفة أن عالم اليوم متعدد الأقطاب حقاً وتتزايد خطورته. وتتطلب إدارة الصراع مجموعة من الأدوات والجهود. وإذا كان النهج الذي تبنته الصين موضع ترحيب من جانب كافة أطراف الصراع، فلماذا لا تقدم الدول الأخرى الدعم، أو على الأقل عدم الوقوف في طريقها.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号