6 ديسمبر 2024 / شبكة الصين/ نشرت صحيفة "بيزنس فايننشال تايمز" الغانية مقالا تحليليا بعنوان "التعلم من نموذج الصين المستهدف لتخفيف حدة الفقر.. الآثار المترتبة على غانا وإفريقيا" للباحث في معهد غانا للشؤون الاقتصادية، صموئيل كوفي داركوا، تناول فيه التدابير التي اتخذتها الصين فيما يتعلق بالتخفيف من حدة الفقر، واستعرض الدروس المهمة التي توفرها تجربة الصين الناجحة في الحد من الفقر لغانا وحتى عموم القارة الإفريقية.

وأشار المقال إلى أن الفقر يشكل تهديدا كبيرا لبقاء الإنسان وتطوره، ويجب على الحكومات والمنظمات الدولية اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة هذا التحدي. وقد أدرجت أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 القضاء على الفقر باعتباره الهدف الأساسي. وفي حين أن معظم البلدان النامية لا تزال تعمل بجد لتحقيق هذا الهدف، فقد حققته الصين قبل عشر سنوات من الموعد المحدد وأكملت التخفيف الشامل من الفقر في عام 2020.

وذكر المقال أن معهد غانا للشؤون الاقتصادية انجذب بشدة إلى إنجازات التنمية في الصين وأجرى أبحاثا مستهدفة لمحاولة استكشاف تجربة الحد من الفقر في العينات الصينية التي يمكن تكرارها أو استخدامها كمرجع. 

واستنادا إلى هذا المشروع البحثي، اقترح المقال أن تركز البلدان الإفريقية على التعلم من عدة نقاط أساسية في عمل الصين للحد من الفقر، وهي "تنفيذ مشاريع مستهدفة لتخفيف حدة الفقر" و"تحسين كفاءة تخصيص الموارد" و"التتبع والتقييم على المدى الطويل" و"تعزيز المشاركة الواسعة".

ويرى المقال أن أحد مفاتيح نجاح الحد من الفقر في الصين هي القدرة على تنفيذ مشاريع لتخفيف حدة الفقر على أساس احتياجات الفئات المستهدفة والظروف المحلية. ويمكن لغانا وغيرها من البلدان الأفريقية أن تحذو حذوها وتصيغ وتنفذ تدابير الرقابة المقابلة على أساس الظروف المحلية المحددة والخلفيات الثقافية والتحديات المتباينة التي تواجهها المجتمعات المختلفة لضمان ملاءمة وفعالية أعمال التخفيف من حدة الفقر.

ويشكل التخصيص الفعال للموارد جوهر نموذج الحد من الفقر في الصين. فمن خلال إعطاء الأولوية للاستثمار في مجالات رئيسية مثل التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية، تمكنت الصين من تعظيم استخدام الموارد، وبالتالي تعزيز جهود تخفيف الفقر بشكل فعال. وبالنسبة لبلدان إفريقية مثل غانا، يعني هذا وجود رؤية إستراتيجية وتركيز الاستثمار على المناطق ذات أعلى عائد على الحد من الفقر لضمان تحسين مستويات معيشة الفئات المحرومة بشكل كبير.

وإضافة إلى ذلك، يعد التتبع والتقييم المستمر عاملاً مهمًا آخر في نجاح الصين في القضاء على الفقر المدقع. فمن خلال التحقيق والتتبع المنتظمين، وتحديد المشاكل وإجراء التعديلات في الوقت المناسب، يمكن أن تسير أعمال تخفيف حدة الفقر في الصين بسلاسة على المدى الطويل. ويجب على الدول الإفريقية مثل غانا أيضًا بناء نظام قوي للرصد والتقييم وإجراء التعديلات المقابلة بناءً على البيانات والتعليقات في الوقت الفعلي لضمان أن أعمال التخفيف من حدة الفقر تسير دائمًا على المسار الصحيح.

وأكد المقال على أنه في عملية تخطيط وتنفيذ مشاريع تخفيف الفقر في الصين، فإن المشاركة النشطة للحكومات على جميع المستويات والمؤسسات ذات الصلة لها أهمية كبيرة. ولذلك، تحتاج غانا والبلدان الإفريقية الأخرى إلى تعبئة الحكومات والمجتمعات المحلية على نطاق واسع وتوسيع نطاق المشاركة لتحقيق الاستفادة الكاملة من الفرص والتحديات التي تواجهها المجتمعات المختلفة، حتى تتمكن مشاريع التخفيف من حدة الفقر من تلبية الاحتياجات المحددة لكل مجتمع وتحسين فعالية التخفيف من حدة الفقر.

وأشاد المقال بنموذج الصين المستهدف لتخفيف حدة الفقر، قائلا إنه قدم خبرة وإلهاما قيمين للغاية للدول الإفريقية. ويرى أنه من خلال التعلم من الصين، من المتوقع أن تخلق الدول الإفريقية مستقبلًا أكثر ازدهارًا وإنصافًا لجميع شعوب القارة.