رام الله 4 ديسمبر 2024 (شينخوا) اشعل مستوطنون إسرائيليون اليوم (الأربعاء) النار في منازل وممتلكات للسكان الفلسطينيين في محيط مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بحسب ما أفاد مسؤول فلسطيني وشهود عيان.

وقال شهود عيان ومصادر محلية فلسطينية إن عددا من المستوطنين المسلحين دخلوا إلى بلدتي حوارة وبيت فوريك في نابلس فجرا وبدأوا بأعمال شغب وصراخ وسكبوا مواد سائلة سريعة الاشتعال على منازل ومركبات السكان.

وذكر محمود عودة من سكان البلدة أنهم حاولوا مع الجيران الخروج للتصدي للمستوطنين وإخماد النيران التي اشتعلت إلا أن المهاجمين قاموا بإطلاق النار بشكل عشوائي.

من جهته، قال محافظ نابلس غسان دغلس لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المستوطنين هاجموا حي الضباط في بلدة بيت فوريك شرق مدينة نابلس، مشيرا إلى أن النيران أتت على مركبة ومنزلا ومحلا للبقالة.

وتابع أن "مواجهات اندلعت بين السكان والمستوطنين خلال التصدي لهذا الإعتداء".

وأضاف دغلس أن هجوما نفذه المستوطنون في بلدة حوارة جنوب المدينة وأحرقوا خمس مركبات فلسطينية على الأقل ومنازل أمامها.

واعتبر أن هذه الاعتداءات محاولة لتنفيذ جرائم قتل وارهاب بحق السكان الفلسطينيين، متهما الجيش الإسرائيلي بتقديم الدعم لهذه الجماعات الارهابية التي لا تتعرض لأي مساءلة.

وأضاف "كان من الممكن أن تحدث مجزرة بحق السكان لولا أن تدخلت العناية الإلهية"، داعيا المجتمع الدولي إلى "التدخل العاجل لوقف هذه العربدة والارهاب من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي والذي يسهل لهم أعمالهم الارهابية".

بدوره، قال الجيش الإسرائيلي إنه شرع في أعمال بحث وتحقيق في تقارير فلسطينية عن قيام مستوطنين بأعمال شغب في محيط نابلس.

وقالت الاذاعة العبرية إن الجيش الإسرائيلي كان قد أخلى البؤرة الاستيطانية عوز يوسف أقامها مستوطنون قرب نابلس، وردًا على ذلك، هاجم عشرات من المستوطنين منازل تعود لفلسطينيين في حوارة وبيت فوريك في نابلس وأضرموا النيران في منازل ومركبات.

وقال نائل العزة مدير العلاقات العامة والإعلام في الدفاع المدني إن الجهاز تلقى بلاغا في ساعات الفجر الأولى بأن مستوطنين اقتحموا محيط نابلس وبدأوا أعمال تدمير وتخريب وحرق.

وأضاف أن طواقم الجهاز تعاملت مع حريق في منزل ومركبة وبقالة في بلدة بيت فوريك شرق نابلس، وفي وقت لاحق تعاملت طواقم الجهاز مع حرائق شبت في منزل ومركبتين في بلدة حوارة جنوب نابلس بسبب هجمات واعتداءات المستوطنين.

وأشار إلى أنه تم حصر النيران في المركبات والمنازل في حواره وعمدت على عدم اتساع رقعة الحرائق.

وقال شهود عيان في حواره إن أنواعا مختلفة من المركبات أعطبت فيما كانت أخرى تحترق، حيث علا دخان أسود وغطى المنطقة.

في هذه الأثناء، اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الاسرائيلي في حي الضباط ببلدة بيت فوريك شرق نابلس.

وقال شهود العيان إن الشبان رشقوا القوات الإسرائيلية بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما رد الجيش بإطلاق النار والأعيرة المطاطية دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وقالت الإذاعة العبرية إن جنديين من حرس الحدود أصيبا بجروح طفيفة، خلال المواجهات ولم يكن هناك حاجة لإخلائهما.

وتصاعدت حدة الهجمات التي يقوم المستوطنون بها في الضفة الغربية منذ بدء الحرب المدمرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر 2023.

وهذه ليست المرة التي يقوم فيها عشرات من المستوطنين بشن هجمات ضد سكان فلسطينيين.

وقالت مراكز حقوقية فلسطينية مستقلة إن المستوطنين هاجموا عشرات المرات القرى والبلدات المحاذية للمستوطنات خلال العام الجاري مما تسبّبت في وقوع إصابات بين الفلسطينيين وتسببت بأضرار مادية.

ويعيش أكثر من 500 الف مستوطن في مستوطنات موزعة بين مناطق الضفة الغربية البالغ عدد سكانها الفلسطينيين نحو ثلاثة ملايين نسمة ولا يشمل هذا العدد مستوطني القدس الشرقية.

وتعتبر الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الاستيطان داخل الأراضي الفلسطينية بأنه غير شرعي ويتعارض قانونيا مع القانون الدولي، كما أنه يقوض قيام دولة فلسطينية مترابطة.