29 نوفمبر 2024 /شبكة الصين/ اجتمعت وجوه سياسية دولية ورجال أعمال بارزون يوم الثلاثاء في افتتاح معرض الصين الدولي لتعزيز سلاسل التوريد في بكين، رافعين شعار تعزيز التعاون لمواجهة التحديات العالمية وسط التوترات الجيوسياسية المتزايدة وتنامي الحمائية التجارية.

وقال جون دينتون، الأمين العام لغرفة التجارة الدولية في كلمة له: "تتناهى إلى مسامعنا مصطلحات مثل نهاية العولمة وفك الارتباط والأسوار العالية والحدائق الصغيرة، ولكن العالم في النهاية يحتاج إلى نظام تجاري فعال وشامل لصالح جميع الشركات والأفراد".

من جانبه، أكد رئيس شركة ريو تينتو دومينيك بارتون في كلمته خلال المعرض أن بإمكان الشركات العالمية أن تلعب دوراً محورياً وموحداً في الدفاع عن تعزيز وتنسيق سلاسل التوريد والتجارة الحرة، مشددا على أن هذا النهج ضروري لتحقيق الازدهار المشترك.

واستقطب معرض الصين الدولي لتعزيز سلاسل التوريد في نسخته الثانية، الذي يستمر حتى يوم السبت، أكثر من 600 شركة من مختلف أنحاء العالم. وتشمل العروض أحدث التقنيات والمنتجات. كما يُعد المعرض فرصة قيمة تسعى من خلالها الشركات المشاركة إلى التعاون في مجالات متنوعة تشمل التصنيع المتقدم والزراعة الخضراء والطاقة النظيفة.

وباعتباره الأول من نوعه عالميا في تركيزه على تعزيز التعاون في سلاسل التوريد، يهدف المعرض، الذي يأتي في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى "فك الارتباط وكسر السلاسل"، إلى بناء التوافق بين الدول ومساعدة الشركات على الاندماج في السلاسل الصناعية العالمية وتحقيق مكاسب متبادلة.

وقال وزير الخارجية والتجارة المجري بيتر سيارتو إن هذا الحدث يأتي في الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات هائلة. وأضاف أن السبيل الأمثل لتحقيق التنمية والازدهار خلال العقود المقبلة هو تعزيز التواصل، لا بناء الحواجز.

وقد أكد المشاركون في المعرض أن تحسين سلاسل التوريد العالمية سيسهم في تعزيز الفوائد على المستوى العالمي، بينما ستكون تكاليف التشتت والانقسام باهظة.

وفي هذا السياق، أضاف بارتون "يمكننا تحقيق المزيد عندما نعمل معًا. وكلما كان التحدي أكبر، زادت أهمية التعاون. إن فوائد سلاسل التوريد المترابطة واضحة".

وتبنى ممثلو الأعمال المشاركون في المعرض مبادرة بكين بشكل مشترك، والتي تتضمن خمسة إجراءات رئيسية لمستقبل سلاسل التوريد العالمية. وتشمل تعزيز التعاون المفتوح، وتعزيز الاتصال الرقمي، ودعم التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون، وتعزيز خدمات سلاسل التوريد، وتعزيز دور عالم الأعمال في تطوير هذه السلاسل.

وتسلط المشاركة الدولية في المعرض هذا العام الضوء على الرغبة الواسعة في التعاون، حيث بلغت نسبة المشاركة الدولية في المعرض نحو ثلث إجمالي المشاركين، مقارنة بـ 26% في نسخة العام السابق.

ونجد من بين أبرز المشاركين في معرض هذا العام شركة أبل، التي تعرض سلاسل التوريد الخاصة بها بالشراكة مع شركاء صينيين، بالإضافة إلى شركات ريو تينتو وبوش وباوو ستيل وإكس بي إي إن جي، التي تعرض بشكل مشترك في جناح المركبات الذكية في المعرض.

وصرح مجلس الصين لتعزيز التجارة الدولية (CCPIT)، الجهة المنظمة للمعرض، بأن ربط سلاسل التوريد العالمية هو اتجاه لا يمكن إيقافه، وأن العولمة الاقتصادية تظل هدفًا مشتركًا.

واستنادا إلى تقرير ومؤشرين اثنين نشرهما المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية يوم الثلاثاء، بلغ مستوى اتصال سلاسل التوريد العالمية مستوى تاريخي غير مسبوق رغم التحديات التي واجهها العالم، مثل جائحة كوفيد-19 والكوارث الطبيعية والتوترات الجيوسياسية. وهو ما يشير إلى أن التأثير السلبي لسياسات الانفصال والحمائية كان مؤقتًا ومحدودًا.

وقال رين هونغ بين، رئيس المجلس الصيني لترويج التجارة الدولية، إن المعرض يهدف إلى بناء جسور التكامل الصناعي والابتكار وتعزيز الاتصال بالأسواق العالمية، بالإضافة إلى تعزيز توافق واسع النطاق وتحقيق التعاون المربح للجانبين من أجل مستقبل أكثر إشراقا.