26 نوفمبر 2024 /شبكة الصين/ في الفترة من 19 إلى 22 نوفمبر الجاري، انعقدت قمة ووتشن لمؤتمر الإنترنت العالمي لعام 2024 في مقاطعة تشجيانغ شرقي الصين. وخلال الأيام الأربعة، شارك ضيوف من أكثر من 130 دولة ومنطقة حول العالم في المؤتمر حضوريا وعبر الإنترنت، وركزوا على مناقشة موضوع "احتضان مستقبل رقمي يتمحور حول الشعب وذكاء موجه نحو الخير – العمل معًا لبناء مجتمع مصير مشترك في الفضاء السيبراني"، وتناول المؤتمر قضايا الذكاء الاصطناعي واستكشاف الاتجاهات المستقبلية لتطوير التكنولوجيا الرقمية والتكاتف للتحرك نحو "مستقبل رقمي" أفضل.

التكاتف لبناء مجتمع مصير مشترك في الفضاء السيبراني

دخلت قمة ووتشن لمؤتمر الإنترنت العالمي عامها الحادي عشر، وقد عززت بشكل مطرد التبادلات والتعلم المتبادل والتعاون المربح للجميع، ودفعت جهود بناء مجتمع مصير مشترك في الفضاء السيبراني إلى مرحلة جديدة.

وفي هذه القمة، اطلقت خطة التعاون لمؤسسات الفكر. وقال ليانغهاو، نائب الأمين العام التنفيذي للمؤتمر، إن خطة التعاون لمؤسسات الفكر في المؤتمر العالمي للإنترنت تهدف إلى بناء منصة تعاون مؤسسية وتطبيعية للتبادلات الأكاديمية والحوار الأيديولوجي في مجال الإنترنت التزاما بمفهوم مناقشة القضايا المتطورة بشكل مشترك، والسعي معا إلى التنمية والحوكمة، ومواجهة الفرص والتحديات سويا، والمساهمة بالحكمة والقوة في بناء فضاء سيبراني شامل ومتساو وشمولي. مضيفا أن "العمل معًا لبناء مجتمع مصير مشترك في الفضاء السيبراني" هو الموضوع الدائم لقمة ووتشن للمؤتمر العالمي للإنترنت.

وفي 19 نوفمبر الجاري، عقد حدث إصدار وعرض الحالات المتميزة لـ"العمل معًا لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك في الفضاء السيبراني" لعام 2024. وقال تشاي جيا هوان، قائد مشروع الابتكار في مختبر تعزيز الصحة لشركة تينسنت إنه من استخدام التكنولوجيا الرقمية لتحقيق التعاون العالمي للحد من الكوارث إلى مساعدة المناطق الفقيرة على حل مشاكل صحة الأم والطفل، تُظهر 13 حالة ممتازة للاستجابة النشطة والتنفيذ العميق لمفهوم بناء مجتمع مصير مشترك في الفضاء السيبراني.

وفي منتدى التبادلات الثقافية والتعلم المتبادل عبر الإنترنت، حرى إصدار "تقرير مؤشر الاتصالات الدولية للرموز الثقافية الصينية (CSIC) لعام 2024". وقال يوي يون تشيوان، نائب مدير مجموعة الصين للاتصالات الدولية ومدير معهد الصين والعالم المعاصر، إن الثقافة الصينية، بسحرها الفريد وتراكمها التاريخي العميق، لعبت منذ فترة طويلة دورا لا غنى عنه في التبادلات الثقافية الدولية.

التركيز على الإنجازات الجديدة في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي

ركز معرض "نور الإنترنت" على الذكاء الاصطناعي واستقطب 665 شركة ومؤسسة صينية وأجنبية من 53 دولة ومنطقة للمشاركة في المعرض، وأذهلت الروبوتات البشرية وكبائن التصوير المجسم المستندة إلى الذكاء الاصطناعي الزوار. كما اشتملت مسابقة الإنترنت العالمية المنظمة بعنوان"الوصول المباشر إلى ووتشن" على خمسة مسارات تشمل السيارات الذكية والصحة الرقمية والإنترنت الصناعي وغيرها، وإطلاق المسابقة الخاصة للتطبيقات المبتكرة (AI+) لأول مرة.

وهذا العام، ركزت قمة ووتشن على تعزيز التبادلات والتعاون في مجال التكنولوجيا الرقمية، مع التركيز على تبادل وعرض الإنجازات الجديدة في تطوير الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التنمية الجديدة بزخم جديد. ويعد تطور الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية المتمثلة في الذكاء الاصطناعي والتعاون الدولي في المجال الرقمي من المواضيع الساخنة التي تهم جميع مناحي الحياة.

وفي المنتدى الرئيسي للقمة، قال تشن تيان شي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كامبريكون، إنه مع تطور الذكاء الاصطناعي حتى يومنا هذا، أصبح قوة جبارة لتحسين رفاهية الإنسان، ووسيلة علمية وتكنولوجية يمكن أن تفيد بالفعل مليارات البشر حول العالم، ومروجا تكنولوجيا لجعل العالم مكانا أفضل.

وفي منتدى الابتكار والحوكمة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، قال وو جيان بينغ، الأكاديمي في الأكاديمية الصينية للهندسة ومدير مختبر تشونغقوانتسون، إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تعمل حاليا على تعزيز اتصال البيانات والخوارزميات وقوة الحوسبة والعناصر الأخرى بعمق واتساع دائم التغير، وتتغلغل في العديد من مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأوضح أبيل تيمسجين بامراكو، مدير الإدارة العامة للدفاع عن الأمن السيبراني بوزارة أمن شبكات المعلومات الإثيوبية، إن "الذكاء الاصطناعي ينطوي على العديد من التطبيقات في مجال الرعاية الاجتماعية والتقدم الزراعي، مثل دعم الفئات الضعيفة وتنفيذ تكنولوجيا الزراعة الدقيقة".

التركيز على "ذكاء موجه نحو الخير" لتحسين كفاءة الحوكمة

في حين يعمل الذكاء الاصطناعي على تمكين آلاف الصناعات، فإنه يجلب أيضًا تحديات جديدة. وفي منتدى تطوير تكنولوجيا أمن الشبكات والتعاون الدولي، قال تشي شيانغ دونغ، رئيس مجموعة تشيآنشين، إن تعزيز حوكمة أمن الذكاء الاصطناعي في المستقبل يتطلب حماية أمنية منهجية متعددة الأبعاد لسيناريوهات متعددة. كما يجب استخدام التكنولوجيا للحد بشكل فعال من التزوير العميق وتحسين قدرة النماذج الأمنية الكبيرة على توفير التغذية العكسية للأمن.

ونوه لين وي، رئيس جامعة الجنوب الغربي للعلوم السياسية والقانون إلى أن الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا تخريبية ذات تأثير واسع النطاق، وقد أثار هذا بعض التحديات القانونية، بما في ذلك المعالجة الجنائية للتزوير العميق، ومشكلة تحديد مسؤولية التعدي على القيادة الذاتية، ومشكلة حماية حقوق الملكية الفكرية وغيرها. وأضاف لين أنه في منتدى سيادة القانون على الإنترنت في عصر الذكاء الاصطناعي، يجب التفكير بنشاط في تعزيز التشريعات المحلية الموحدة بشأن الذكاء الاصطناعي، والالتزام بمفهوم العلم والتكنولوجيا من أجل الخير، والتمسك بالتركيز المتساوي على التنمية والأمن، وتعزيز التبادلات والتعاون في الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي.

واستعرض والتر فيوم، رئيس اللجنة الفنية المشتركة المعنية بالأمن السيبراني وحماية البيانات التابعة للجنة الأوروبية للمعايير واللجنة الأوروبية للمعايير الكهروتقنية، لوائح الاتحاد الأوروبي ومعاييره بشأن الإشراف على الذكاء الاصطناعي، وقال "يجب على جميع مقدمي خدمات الذكاء الاصطناعي اتخاذ تدابير مستهدفة لإدارة المخاطر لضمان أمن خدمات الذكاء الاصطناعي".

وفي السنوات الأخيرة، شاركت الصين بنشاط في الحوكمة الرقمية العالمية، وأصدرت على التوالي مبادرة أمن البيانات العالمية، والمبادرة العالمية لحوكمة الذكاء الاصطناعي، ومبادرة التعاون العالمي لتدفق البيانات عبر الحدود. كما تعمل الدورة الحالية للقمة بنشاط على تعزيز تحسين القواعد الدولية للفضاء السيبراني ونظام حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمي.

وقال رن شيان ليانغ، الأمين العام للمؤتمر العالمي للإنترنت، إن المنظمة الدولية للمؤتمر العالمي للإنترنت ستركز في المستقبل على الأهداف والرؤية التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، وستستغل القمة كفرصة لبناء المزيد من التوافق بشأن التعاون واستكشاف وضع جديد للتبادلات والتعاون الدولي المفتوح والمتنوع، وتسريع تعزيز التنمية المبتكرة والآمنة والشاملة للفضاء السيبراني، والعمل بشكل مشترك على تعزيز بناء مجتمع مصير مشترك في الفضاء الإلكتروني إلى مرحلة جديدة، حتى يتمكن الإنترنت من إفادة البشر والعالم بشكل أفضل.