share
arabic.china.org.cn | 20. 11. 2024

توسيع الحضور الصيني في أمريكا اللاتينية

arabic.china.org.cn / 14:35:24 2024-11-20

20 نوفمبر 2024 / شبكة الصين / زار الرئيس الصيني شي جين بينغ جمهورية بيرو مؤخرا، أجرى خلالها محادثات مع الرئيسة البيروفية دينا بولوارتي، حيث تبادلا وجهات النظر حول آفاق العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون في القطاعات الرئيسية.

وحظيت زيارة شي بإهتمام عالمي كبير، وساد اعتقاد بأن الصين وبيرو سوف تعملان على ترسيخ الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز جودة التعاون والارتقاء بمستواه على نحو متزايد، لدفع الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما إلى مستوى جديد.

علاقات الصين وبيرو في مقدمة ركب العلاقات الصينية اللاتينية

أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال مباحثاته مع نظيرته البيروفية إلى أن البلدين، بوصفهما حضارتين قديمتين، ظلتا تلتزمان بالمعاملة على قدم المساواة، وتبادل الاحترام والثقة والتعلم والاستفادة، حتى أصبحتا نموذجا للتعاون والتضامن بين الدول المختلفة من حيث الأحجام والأنظمة والثقافات.

ومن جانبها، أعربت الرئيسة دينا بولوارتي عن ترحيبها الحار بزيارة الرئيس شي جين بينغ، مؤكدة على أن الصين ظلت أهم شريك تجاري لبلادها، خاصة في إطار مبادرة الحزام والطريق، وحقق الجانبان إنجازات مثمرة في شتى المجالات، بما أظهر جليا التزامهما الثابت بالسعى لضمان التعاون المتبادل المنفعة والتنمية المشتركة.

وقال ممثلون من أوساط مختلفة في بيرو إن العلاقات بين الصين وبيرو تضرب جذورها في عمق التاريخ، وتُعتبر هذه الزيارة الثالثة للرئيس شي جين بينغ إلى بيرو، كما أنها المرة الثالثة التي يجرى فيها شي محادثات مع نظيرته بولوارتي خلال العام الجاري، وتتحلى بأهمية تاريخية وواقعية بالغة. وانطلاقا من هذه النقطة، يمكن التأكيد على أن العلاقات بين الصين وبيرو تسير في مقدمة ركب العلاقات الصينية اللاتينية.

وأشاد رئيس الكونغروس البيروفي ادواردو سالوانا، خلال حديثه مع وسائل إعلامية، بالعلاقات الثنائية بين الصين وبيرو، معربا عن أمله في انتهاز فرصة زيارة الرئيس الصيني لتعميق التعاون الثنائي في شتى المجالات، من أجل خلق مزيد من الرفاهية لشعبي البلدين.

وأعرب رئيس وزراء بيرو، غوستافو أدريانزين، عن أمله في أن زيارة الرئيس الصيني هذه تضخ مزيدا من الديناميكية للعلاقات الثنائية، مؤكدا على أن التعاون بين البلدين يستحق التطلع إليه في المستقبل.

وساد اعتقاد لدى محللين دوليين أن زيارة الرئيس الصيني هذه إلى أمريكا اللاتينية أظهرت عزم الصين على تعريف نفسها بـ"مشارك محوري في الشؤون العالمية"، في ظل المتغيرات التي طرأت على الأوضاع الدولية.

وأفادت وسائل إعلام تركية أن زيارة الرئيس الصيني هذه تهدف للتأكيد على التفاعل من حيث الاقتصاد والاستثمار في البنية التحتية والشراكة الإستراتيجية. كما يثير توسُّع حضور الصين في أمريكا اللاتينية، اهتمام العالم بشكل كبير، خاصة صورة الصين التي أظهرتها مؤخرا في عدد من القمم الدولية المهمة والمشاريع الرئيسية في قطاع البنية التحتية.

مشاريع رئيسية في إطار الحزام والطريق تفيد شعب بيرو

نما التعاون الصيني البيروفي في مجال التجارة والاستثمار بشكل سريع منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 53 عاما، حيث ظلت الصين أكبر شريك تجاري وسوق تصدير لبيرو لـ10 سنوات متتالية، وتُعتبر بيرو رابع أكبر شريك تجاري للصين وثاني أكبر وجهة للاستثمارات الصينية في أمريكا اللاتينية.

وحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيرته البيروفية دينا بولوارتي عبر رابطة الفيديو مراسم افتتاح ميناء تشانكاي في 14 نوفمبر الجاري.

ويُعتبر ميناء تشانكاي الواقع على بعد 80 كيلومترا شمال العاصمة البيروفية ليما، مشروعا مهما للتعاون بين الصين وبيرو في إطار مبادرة الحزام والطريق.

وقالت رئيسة بيرو دينا بولوارتي إن هذا المشروع العظيم يرمز إلى خطوة بيروفية حاسمة نحو بناء مركز دولي للملاحة والتجارة، وسوف يساعد البلاد في أن تصبح نافذة مهمة تربط بين أمريكا اللاتينية وآسيا، ويسهم في تعزيز تكامل أمريكا اللاتينية وتنميتها النشطة بشكل قوي.

وتضم المرحلة الأولى من مشروع ميناء تشانكاي 4 مرافئ يمكنها استقبال سفن بسعة تصل إلى 18 ألف حاوية قياسية. كما أنها مصممة لتحقيق قدرة شحن وتفريغ تصل إلى مليون حاوية سنويا على المدى القريب ومناولة 1.5 مليون حاوية سنويا على المدى البعيد، وقد بدأ تطويرها في عام 2021. وبعد افتتاح الميناء، سيتقلص وقت الملاحة بين الصين وبيرو إلى 23 يوما، ويسهم في توفير أكثر من 20% من تكلفة اللوجستيات، وخلق 8000 فرصة عمل في بيرو سنويا.

وقالت وسائل إعلام تركية إن ميناء تشانكاي، بعد افتتاحه، سيسهم في تحقيق الربط بين تشانكاي وشانغهاي، ليصبح جسرا مهما بين آسيا وأمريكا اللاتينية، وقوة محركة لتحفيز النمو الاقتصادي البيروفي، وسوف يساعد في تعزيز التواصل وتوثيق التبادل التجاري بين بيرو وباقي دول أمريكا اللاتينية من جهة، وبين الصين وغيرها من دول آسيا من جهة أخرى، لدفع التنمية المستدامة للبلدين بشكل خاص، وللقارتين بشكل عام.

وقال ليلاند لازاروس، خبير العلاقات بين الصين وأميركا اللاتينية في جامعة فلوريدا الدولية، إن مشروع ميناء تشانكاي يُعتبر أحد أهم المشاريع التي تستهدف تعزيز حضور الصين من خلال التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق. ويشير افتتاحه إلى إنجاز بناء أكبر ميناء مياه عميقة في أمريكا اللاتينية الجنوبية يسهم في تقليص الوقت المطلوب لنقل المنتجات البيروفية إلى الصين بشكل كبير.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号