arabic.china.org.cn | 18. 11. 2024 |
18 نوفبمر 2024 / شبكة الصين / من المرتقب أن يبدأ التشغيل التجريبي في النصف الثاني من الشهر الجاري للمرحلة الأولى من ميناء شانكاي الواقع على مسافة حوالى 80 كلم من العاصمة البيروفية ليما الذي طورته شركة صينية، وكانت هذه المرحلة قد اُفتتحت في منتصف نوفمبر الجاري. وبعد إنجاز عمليات تطوير ميناء شانكاي، سوف يُقلص وقت الملاحة بين بيرو والصين وغيرها من الدول الآسيوية بشكل كبير، ليصبح هذا الميناء بوابة مهمة لأمريكا الجنوبية إلى آسيا، وسوف تستفيد الدول المجاورة منه من حيث التصدير أيضا، بحسب تقارير وسائل إعلامية لاتينية.
وجسد ميناء شانكاي، بوصفه مشروعا رمزيا للتعاون بين الصين وبيرو في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، بشكل كامل قيم الجانب الصيني ورؤيته المتمثلة في تعزيز الترابط والتواصل من خلال البنية التحتية، وبالتالي تشجيع التنمية الاقتصادية والاجتماعية النشطة على المدى الطويل في البلدين.
ولكن عمليات تطوير ميناء شانكاي رافقتها أكاذيب وافتراءات اختلقها مسؤولون ووسائل إعلامية من جانب الولايات المتحدة، زاعمة أن "هذا الميناء يمكن استخدامه عسكريا ومدنيا، وسوف ترسى فيه السفن الحربية الصينية في المستقبل" و"سيطرة الصين على البنية التحتية الحيوية لبيرو سوف تهدد الأمن القومي للأخيرة" و"سوف يكون بمثابة جرس إنذار لجميعنا عندما تربط الصين ميناء شانكاي بالبرازيل".
وفي الحقيقة، لم تتلق "تنبيهات أمريكية " قبولا من قبل بيرو، وأشار وزير الخارجية البيروفي خافيير غونزاليس-أولاشيافرانكو بلهجة لا تخلو من السخرية إلى أنه إذا كانت الولايات المتحدة قلقة فعلا من التواجد الصيني المتزايد في بيرو، فعليها زيادة استثماراتها في بيرو، كما وصف الولايات المتحدة بأنها تشبه صديقا مهما للغاية قلما أنفق وقتا لرفقة أصحابه.
ومع اقتراب موعد دخول ميناء شانكاي مرحلة التشغيل التجريبي، مازالت الجنرال لورا ريتشاردسون، قائدة القيادة الجنوبية الأميركية السابقة تبذل جهودا دؤوبة لترويج ما سمته بـ"التهديد الصيني".
ورغم وضوح أن الجهود الأمريكية لم تحظَ بقبول من قبل الصين وبيرو، فقد أصر بعض المسؤولين الأمريكيين على تشويه صور مشاريع التعاون بين الصين وبيرو بشكل أظهر عقلية الهيمنة الأمريكية.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تعليقا على ذلك إنه بمجرد إكمال تطوير ميناء شانكاي، فإن نفوذ الصين سيكون في "الساحة الخلفية" للولايات المتحدة. وفي الحقيقة فإن "الساحة الخلفية" للولايات المتحدة تعبير ذو صبغة واضحة من الهيمنة ويكشف عدم احترام الولايات المتحدة البالغ للدول اللاتينية. وإن الوسائل الإعلامية الأمريكية وساستها الذين يتداولون على لسانهم هذا التعبير لن ينظروا إلى الدول اللاتينية على أنها دول مستقلة ذات سيادة كاملة، بل باعتبارها تابعة للولايات المتحدة وخاضعة لنفوذها. ولذلك، تعارض الولايات المتحدة من جهة التعاون المتبادل المنفعة بين الصين وهذه الدول اللاتينية بشدة، بوصفه خطوة صينية تهدف لإضعاف التأثير الأمريكي على الدول اللاتينية اقتصاديا والإضرار بمصالح الولايات المتحدة، حتى ولو أن هذه المشاريع تحتاج إليها هذه الدول اللاتينية في عمليات تنميتها، ومن جهة أخرى، ترى الولايات المتحدة، نظرا لانتشار قواعدها البحرية في أنحاء العالم، أن ميناء شانكاي لا بد أن يكون له "استخدام عسكري"، ويمثل رمزا إلى جهود الصين لنشر قوتها العسكرية في أمريكا اللاتينية، في محاولة للتنافس مع الولايات المتحدة من حيث النفوذ.
وبسبب ذلك، تعرّض عدد من المشاريع الصينية للتشهير والتلفيق في الخارج، حيث أصبح مشروع"كولومبو بورت سيتي" الذي طورته وتشغله شركة صينية واعتبرته مجلة "فوربس" أحد أهم 5 مدن جديدة مؤثرة على المستقبل، أصبح قاعدة لدعم البحرية الصينية في نظر الساسة الأمريكيين، حتى أثار رسو سفينة صينية للبحث العلمي فيه "مخاوف الدول المجاورة". ونجح خط السكك الحديدية الفائقة السرعة بين جاكرتا وباندونغ في نقل إجمالي 5.79 مليون راكب بعد مضى عام واحد من تشغيله، ولم يلب طلبات السكان المحليين في السفر بشكل كبير فحسب، بل جلب فرصا جديدة للتنمية الاقتصادية للمناطق المتاخمة، ولكن في نظر الساسة الأمريكيين، أصبح هذا المشروع "فخ ديون" نصبتها الصين للسيطرة على اقتصاد إندونيسيا. وعلاوة على ذلك، فإن خط سكة حديد مومباسا– نيروبي الذي شيدته شركة صينية، يسهم في تقليص وقت السفر بين مومباسا ونيروبي من أكثر من 10 ساعات إلى 5 ساعات، وأشاد الرئيس الكيني حينئذٍ أوهورو كينياتا به ووصفه بأنه سوف يعيد تغيير قصص كينيا في قرن مقبل، ولكن شوهت الولايات المتحدة صورة هذا المشروع، قائلة إنه عبء ديون ثقيل، وأداة تستغلها الصين للحصول على حق السيطرة على ميناء مومباسا.
ودحض وفنَّد الجانب الصيني وشركاؤه هذه الأكاذيب والافتراءات بشكلقاطعوبلا استثناء. ولم تبرز هذه المشاريع الناجحة أهمية مبادرة الحزام والطريق في توثيق التبادل والتواصل في مجال الاقتصاد والتجارة وتشجيع التعاون العملى والتبادلات الثقافية والإنسانية فحسب، بل كشفت سوء نية الولايات المتحدة الناجمة عن قلقها من تراجع هيمنتها.
وهناك قول مأثور في الصين يفيد بأن رجلا يسير على الطريق الصحيح يكون مدعوما، ورجل يسير مع الجماعة، يمكنه قطع شوط بعيد. وكما أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ فإنه ينبغي لدول العالم التمسك بالانفتاح والتعاون والفوز المشترك، بدلا من الانغلاق والمواجهة والحصرية، لكي يحقق المجتمع البشري تقدما متواصلا. وظل الجانب الصيني يلتزم بموقف الترحيب والانفتاح تجاه مبادرات التعاون التي تعود بالنفع على التنمية والتقدم فعلا، مرحبا بتعزيز الولايات المتحدة والدول الأخرى اهتمامها واستثماراتها في الدول النامية الواسعة النطاق. ولذلك، فمن المأمول أن تقلل الولايات المتحدة من مخاوفها، وتتبنى موقفا أكثر موضوعية ونظرة صحيحة تجاه التعاون المتبادل المنفعة بين الصين والدول اللاتينية، وتتحمل مسؤوليتها باعتبارها دولة كبرى، وتسهم بطاقة إيجابية فعلا في تحقيق التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة الشعوب وإحراز التقدم الاجتماعي في العالم.
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |