14 نوفمبر 2024 / شبكة الصين / سلطت وسائل إعلامية دولية أضواءها على مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 29) الذي تستضيفه باكو عاصمة أذربيجان. وركزت منظمات دولية ووسائل إعلام دولية على مساهمات الصين في التصدي للتغير المناخي العالمي.

الصين تقدم مساهمة مهمة في التمويل المناخي

أشار معهد الموارد العالمية في تقرير على موقعه الرسمي إلى أن التصدي لتغير المناخ تحد خاص بالنسبة إلى الدول النامية، إذ تعوزها التقنيات والأموال والبنية التحتية المطلوبة لمكافحة هذا التحدي، في ظل تدهوره بوتيرة سريعة وتأثيره الكارثي على العالم برمته، لذلك تحتاج الدول النامية إلى مساعدة المجتمع الدولي ودعمه.

ونوه التقرير إلى أن الأجندة الرئيسية لمؤتمر كوب 29 تشمل تبني هدف جديد بشأن التمويل المناخي في العالم، بدلا عن الموضوع في عام 2009، لزيادة الدعم المالي للدول النامية، أي جمع نحو 100 مليار دولار كل سنة لدعم حراك الدول النامية للتصدي للتغير المناخي في الفترة ما بين عامي 2020 و2025.

وذكر التقرير أن الصين، بوصفها أكبر دولة نامية في العالم، قدمت مساهمة كبيرة في التمويل المناخي، ولكن هذا الواقع يُستهان به دائما. وبحسب نتائج دراسة للمعهد، فإن الصين تقدم نحو 4.5 مليارات دولار للتمويل المناخي في المتوسط كل عام، ما يجعلها مساهما مهما في التمويل المناخي.

الصين حققت نجاحا كبيرا في الاقتصاد المنخفض الكربون

قال لي شو، مدير مركز المناخ الصيني التابع لمعهد أبحاث السياسات الآسيوية الأمريكي، خلال مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، إن الصين حققت نجاحا باهرا في الاقتصاد المنخفض الكربون، وهذا ليس قصة سياسية، بل قصة حول الاقتصاد الحقيقي. وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الإحصائيات تظهر أن جهود الصين الرامية لاستخلاص الكربون حققت نتائج فوق المتوقع.

وأشارت تحليلات موقع "كربون بريس" البريطاني أنه من المحتمل انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين عام 2024، ويعكس ذلك- إلى حد ما- الارتفاع السريع لحجم توليد الكهرباء من المصادر المنخفضة الكربون والنمو المتواصل لقطاع النقل الصيني نحو الطاقة المتجددة. وأكد الموقع أن ذلك قد يسهم في مساعدة الصين على تحقيق هدفها المتمثل في بلوغ ذروة الكربون قبل الموعد المحدد.

جهود استعادة النظام البيئي الصينية تحقق التوازن الكربوني

لفتت إسهامات الصين في استعادة النظام البيئي اهتمام المجتمع الدولي. ومؤخرا، نشرت مجلة "نيتشر" العلمية تقريرا بعنوان "إسهامات سياسة استعادة النظام البيئي في التوازن الكربوني لأراضي الصين"، حيث أشاد التقرير بسياسات الصين وتحركاتها التي تستهدف استعادة النظام البيئي وحماية البيئة، وتأثيراتها الإيجابية على تحقيق التوازن الكربوني وتخفيف التداعيات الناجمة عن التغير المناخي في العالم.

وقال التقرير إن الصين نفذت مجموعة مشاريع تستهدف استعادة النظام البيئي خلال العقود الماضية، من ضمنها مشاريع تحويل الأراضي الزراعية إلى غابات، وحماية الغابات الطبيعية، وأحزمة االغابات الواقية شمالي وشمال شرقى وشمال غربي الصين، بهدف استعادة جودة النظام البيئي وتعزيز القدرة على امتصاص الكربون. وبفضل هذه المشاريع والسياسات، تزداد مساحة الغابات في الصين بشكل ملحوظ.

وأوضح التقرير من خلال مجموعة من النماذج أن هذه السياسات تدفع زيادة حجم امتصاص الكربون قدما، ومنها، قدم النظام البيئي في الغابات إسهامات كبيرة. وأشار إلى أن الصين بذلت جهودا كبيرة لتعزيز الوقاية من حدوث حرائق غابية والسيطرة عليها، ووضع حد لإزالة الغابات الطبيعية بشكل صارم، وقد أدى ذلك دورا حاسما في استعادة النظام البيئي.