6 نوفمبر 2024 / شبكة الصين/ في وادٍ شمال غربي العاصمة السعودية الرياض، ستنشأ مدينة جديدة، مركزها مدينة الدرعية التاريخية، وتتواجد فيها فنادق ومتاحف ومراكز تسوق ومطاعم وعمارات سكنية ومرافق أخرى، وذلك في إطار مشروع "بوابة الدرعية"، الذي يُتوقع أن تصل الاستثمارات فيه إلى أكثر من 60 مليار دولار، ويجذب 27 مليون زائر بحلول عام 2030. وتقدم الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية المحدودة (CSCEC) خدمات المقاولة العامة لأجزاء من البنية التحتية لهذا المشروع.

وتسطع الشمس عند الظهيرة حتى يصعب فتح العينين. وفي موقع البناء، تتشابك السقالات وتتحرك عشرات الشاحنات ذهابا وإيابا. ويقود مدير الموقع سيارته الرباعية الدفع، صعودا تارة وأخرى نزولا. ويقول: "منطقة الدرعية جبلية، وعندما يكتمل المشروع، ستصبح المنطقة التي تمتد على مساحة 7 كيلومترات مربعة مخصصة للمشاة ومرافق ترفيهية، أما السيارات فتسير في أنفاق تحت الأرض. وهذا يعني أن هناك حجمًا هائلًا من العمل في تسوية الأرض وحفر الأنفاق."

ووفقًا لمتطلبات المشروع، ستبني الشركة الصينية نفقا مزدوجا بطول حوالي 3900 متر، حيث سيكون الجزء العلوي مخصصًا لحركة السيارات، والجزء السفلي لخطوط المرافق العامة. وستنشئ أيضا شبكة إطفاء، وشبكة اتصالات، وأعمدة إنارة كهربائية، ونظام مراقبة، ومحطتين لضخ المياه. وقد أُنشئ العديد من الأنفاق بعد أكثر من عامين من البناء.

وعلى مسافة غير بعيدة، يوجد هيكل دائري مصنوع من حديد التسليح والخرسانة المسلحة، يبلغ ارتفاعه عشرات الأمتار، وسيصبح نفق دوار للسيارات. وقد صُبَّ أكثر من 17 ألف متر مكعب من الخرسانة فيه، حيث استغرق صب الجزء الأوسط 20 ساعة، وصُبَّ أكثر من 6000 متر مكعب من الخرسانة دفعة واحدة. وأما الجزء العلوي، فقد جرى العمل عليه بشكل متواصل لمدة 24 ساعة و30 دقيقة، مع صب 6650 مترا مكعبا من الخرسانة دفعة واحدة. ويمثل إنجاز هذا العمل الكبير في ظروف الحرارة المرتفعة في السعودية تحديا كبيرا ويتطلب مستوى عاليا من الإدارة والتنسيق لضمان سير عمل المشروع بكفاءة. وبعد الانتهاء من صب الخرسانة في أبريل العام الماضي، قال جيري إنزيريلو الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية: "إن صب الخرسانة بهذا الحجم يعد سابقة لم يُشهد لها مثيل في السعودية. وتعزز الأعمال الحالية في مشروع بوابة الدرعية ثقتنا، وسنشهد سويا التحولات التاريخية التي ستجلبها رؤية 2030 إلى السعودية".

وبعد العودة إلى مكتب المشروع، أوضح ضياء عبد الخالق، نائب المدير العام للفرع السعودي لشركة (CSCEC)، على خريطة المشاريع العملاقة التي تخطط لها الحكومة السعودية، بما في ذلك مدينة نيوم ووجهة البحر الأحمر وبوابة الدرعية. ومن المقدر أن يصل إجمالي الاستثمارات في هذه المشاريع إلى 700 مليار دولار أمريكي. وأكّد قائلاً:"إن رؤية 2030 تتضمن خطة طموحة لبناء البنية التحتية بهدف تسريع التحول إلى اقتصاد متنوع. وتمثل بوابة الدرعية أحد أهمّ المشاريع، وهي أيضاً أول مشروع للبنية التحتية تتولى تنفيذه شركة (CSCEC) في السعودية. وسنبذل قصارى جهدنا لإنجازها بجودة عالية."

وجاء ضياء من مصر، وقد عمل في الشركة لمدة 14 عاما، وشارك في بناء 6 مشاريع. وبدأ كمهندس عادي ثم ترقى إلى مشرف مشروع ثم مدير مشروع، حتى أصبح أعلى موظف أجنبي في الشركة في السعودية. وأشار إلى أنه في عام 2017، زار مقاطعة قوانغدونغ الصينية لحضور معرض كانتون، الأمر الذي وفر له نظرة مباشرة إلى الإنجازات العظيمة التي حققتها الصين في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، واطلاعا جديدا على الاستراتيجيات المرنة والذكية التي تتبعها الشركات الصينية في الإدارة، مؤكدا أن "الشركات الصينية تشهد تطورات مطردة في السوق الشرق أوسطية، مما خلق فرص التطوير للموظفين الأجانب."

ومن المقرر أن يُسلم مشروع بوابة الدرعية من قبل شركة (CSCEC) بحلول عام 2025. وأشار ضياء إلى أن الشركة الصينية نالت إشادة كبيرة من مالك المشروع فيما يتعلق بإدارتها لجدول المشروع وقدرتها على التنفيذ مقارنةً بالمقاولين الآخرين، قائلا: "إن قطاع البناء عمل شاق ومليء بالتحديات، لكنني أحب هذه التحديات، خاصة أن الشركة الصينية تتيح بيئة عمل متساوية ومتسامحة، وحصلت، بصفتي موظفًا أجنبيًا، على دعم كبير من الشركة في مختلف المجالات. وأنا على استعداد لمواصلة العمل مع الشركة الصينية لتحقيق إنجازات جديدة في إطار مبادرة الحزام والطريق العظيمة".