arabic.china.org.cn | 05. 11. 2024 |
5 نوفمبر 2024 / شبكة الصين / نشرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السيئة السمعة مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو باللغات الصينية والفارسية والكورية تحض فيها المواطنين من الصين وغيرها من الدول على الاتصال بها وتقديم "ما قد يثير اهتمام الوكالة من المعلومات" لها، ولا يُدهش هذا الأسلوب لتجنيد الجواسيس الناس في العالم ويشكل استفزازا للصين فحسب، بل يمثل انتهاكا سافرا للنظم الدولية أيضا.
ومن خلال هذه الفيديوهات، لا تخفي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية دوافعها واهتماماتها بقولها "أنت وحدك تعرف وضع سلامتك على نحو أوضح"و"قد تخضع لرقابة الأجهزة الأمنية"و"سوف نجري تقييما واختيارا للمعلومات التي تهمنا" و"قد لا نرد عليك". ومن الواضح أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تهمها قيمة المعلومات، بدلا من أمن مَنْ سمته بـ"المخبرين" الذين من الأرجح عدم قبول وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بهم في حال مخاطرتهم بالاتصال بها، حتى ولو نجحوا في الاتصال بها، قد يفقدون سمعتهم وتكون نهايتهم فشلا تاما بعد أن تتخلى عنهم وكالة المخابرات الأمريكية إثر استنزاف قيمتهم. ووصف مرتادو الانترنت تصرفات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ساخرين بأنها تسعى لجني الأرباح بدون أي تكلفة.
وبدأت الولايات المتحدة حملاتها التجسسية ضد الصين منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، حيث دربت وكالة المخابرات الأمريكية مجموعة من العناصر الانفصالية الداعية لاستقلال منطقة "شيتسانغ" وقدمت لها تمويلا ودعمت كذلك أعمال الشغب المسلحة التي شنتها العناصر المتمردة ضد الحكومة المركزية الصينية في الخمسينيات من القرن الماضي، واحتضنت مجموعة من الجواسيس والسياسيين الخونة في منطقة شينجيانغ، وقدمت لهم أموالا وأسلحة. وأثناء الحرب الكورية، حاولت إنزال مجموعة من الجواسيس إلى شمال شرقي الصين، لجمع المعلومات الاستخبارية. ولكن انتهت جهودها كلها بالفشل بلا استثناء في نهاية المطاف.
وتماشيا مع دفع استراتيجية الحكومة الأمريكية الهادفة لاحتواء الصين قُدما أنشأت وكالة المخابرات الأمريكية "المركز الخاص بمهمة الصين"، وضاعفت ميزانية عملها الموجه نحو الصين بأكثر من ضعف، وكثفت جهودها لتوظيف وتدريب العاملين الذين يتحدثون بالصينية، وتعمل على تشكيل فرق للجواسيس واختلاق المعلومات السلبية المزورة عن الحكومة الصينية، وقيادة الحرب الأيديولوجية ضد الصين، والاستعانة بالتقنيات الجديدة لشن الهجوم السيبراني ضد الإدارات الرئيسية الصينية الذي يتسم بالطابع المنهجي والذكي والسري، وكذلك تنشئة عملائهم المعادين للصين من خلال تقديم الأموال للوافدين الصينيين والباحثين الزائرين والعاملين في الصناعة العسكرية وتحريضهم على التمرد.ومن خلال هذه الجهود المبذولة، تحاول وكالة المخابرات المركزية الأمريكية توسيع نطاق محاربة الصين إلى كل أركان العالم.
ولكن لم تتوقع أن الأجهزة الأمنية الصينية عرّضت شبكة تجسس أمريكية في الصين للفشل الهلاكي، بعد إظهار قدراتها بوضوح وفق القانون، وشُلَّت أعمال المخابرات في جمع المعلومات بالصين لسنوات عديدة.
وطبعا، لا تقتنع الولايات المتحدة بفشلها، وأعلنت بوضوح في يوليو العام الماضي عن تحقيقها تقدما ملحوظا في إعادة تشكيل شبكة تجسس في الصين. إلا أن رد الصين جاء بسرعة، فأعلنت أجهزة الأمن الصينية خلال شهر فقط عن أنها كشفت قضيتي التجسس الخاصتين بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ولم تعلن مباشرة أسماء الجواسيس من الجانب الأمريكي ومناصيبهم فحسب، بل قدمت كل تفاصيل تكتيك الوكالة الأمريكية في التقرب إلى العاملين في الإدارات الحكومية الصينية الرئيسية وتحريضهم على التمرد. وتميل الأجهزة الأمنية عادة إلى تطوير شبكة تجسسها عبر طرق سرية، وبقدرما تمثله الجهود الأمريكية الرامية إلى توظيف الجواسيس علنا من خطوة لترقية تكتيكها في جمع المعلومات، يمكن القول إنها لم تُعد سوى الحيلة الوحيدة لها بعد إحباط كل أنشطتها في الحرب الاستخبارية، بما يعكس المخاوف والخشية والعجز لدى قطاع الاستخبارات الأمريكي.
وتبذل الولايات المتحدة جهودا لإطلاق حملات تجسس ضد الصين من جهة، وتلفق من جهة أخرى أكاذيب لصنع سوء الفهم ووضع العدو ضد الصين، ويُعتبر ذلك لعبة أمريكية معتادة. واتهمت الولايات المتحدة قبل ذلك الصين زاعمة أنها من المحتمل استغلالها رافعات حاويات الميناء للتجسس، حتى الثلاجات وأجهزة التفتيش والمحولات المصنوعة في الصين لها "تهديدات أمنية"، دون عرض أي براهين فعلية. وفي أغسطس الماضي، أدرجت الولايات المتحدة الصين في استراتيجيتها الوطنية لمكافحة التجسس بوصفها تشكل أخطر تهديد من حيث جمع المعلومات الاستخبارية، وتروج لما وصفته بـ"تهديدات تجسسية من الصين"، ويمكن القول إن الولايات المتحدة تهاجم الصين باتهام باطل، مثلما يصرخ حرامي "أمسِك الحرامي".
وبالإضافة إلى ذلك، شرعت الولايات المتحدة في ترويج مغالطات بشأن تعديل الصين قانونها لمكافحة التجسس، زاعمة أن ذلك لا يمثل سوى محاولة من الصين لتعميم إضفاء طابع الأمن القومي على كل القضايا وتدهور بيئة الأعمال فيها، ويعتبر ذلك تشهيرا بإجراءات الصين الدفاعية المشروعة. ولكن الولايات المتحدة تتحاشي ذكر أنها قد اعتمدت في عام 1917 قانونا بشأن مكافحة التجسس، وأجرت بعد ذلك تعديلات عليه لأكثر من 10 مرات، لإنشاء حصن قوي منيع في مجال الأمن القومي. ويبدو أن تصرفات الولايات المتحدة هذه تكشف طبيعتها المتمثلة في النفاق وتبني معايير مزدوجة، ويوضح ذلك أيضا أن إجراءات الصين لتعديل قانونها بشأن مكافحة التجسس هو عمل لازم لقطع القنوات الأمريكية لجمع المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالصين، ويؤلم الولايات المتحدة في وقت مناسب.
ولدى كل الدول شواغلها المعقولة المتعلقة بالأمن القومي. وفي ظل جهود الولايات المتحدة الكبيرة الرامية لإطلاق حملات تجسس ضد الصين، يتعين على الأخيرة اتخاذ الإجراءات القوية، وإخطار الولايات المتحدة بأنه لا يمكن تحقيق أمن دولة ما على أساس انعدام أمن الدول الأخرى، وسوف تصون الصين سيادتها الوطنية وأمنها القومي بحزم، وتتصدى للتحديات بكل أشكالها بعزم، ولن ترضخ وتتراجع أمام استفزاز وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ناهيك عن السماح بنجاح حملات تجسس وتسلل أمريكية. وإن جهود الولايات المتحدة الموجهة لتوظيف الجواسيس علنا في الصين محكوم عليها بالفشل بكل تأكيد.
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |