بورتسودان، شرقي السودان 2 نوفمبر 2024 (شينخوا) أسهم التوافد المستمر للفارين من الحرب في مناطق عدة بالسودان إلى مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر في انتعاش سوق الأسماك البحرية بالمدينة والمعروف بـ(السقالة).

ومع توسع رقعة القتال، شكلت بورتسودان إحدى أبرز مدن النزوح الداخلي للفارين من الخرطوم ومدني وسنار ، كما انتقلت إليها بعض البعثات الدبلوماسية والمنظمات الإنسانية.

　 وقال صياد السمك السوداني عثمان أونور " في سوق السمك المركزي بمدينة بورتسودان المعروف بالسقالة (وهو أكبر سوق لبيع الأسماك التي يتم اصطيادها من البحر الأحمر)، هناك إقبال كبير علي شراء الأسماك الان".

وأضاف أونور لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم " لقد شهد هذا السوق انتعاشة كبيرة بسبب الزيادة السكانية التي حدثت في مدينة بورتسودان بسبب توافد الآلاف اليها نسبة لظروف الحرب".

وتابع " لقد أدي هذا إلى تنامي نشاط صيد الأسماك، وتزايد أعداد الصيادين، ونحرص علي زيادة الإنتاج بسبب ازدياد حجم الطلب اليومي".

ويبدو السوق الذي تأسس في ستينيات القرن الماضي مزدحما للغاية، ولاسيما في الفترة الصباحية نسبة للإقبال الكثيف للمواطنين الراغبين في شراء الأسماك.

وقال رئيس سوق (السقالة) علي حاج موسى " هذا واحد من أشهر أسواق الأسماك البحرية في كل ولاية البحر الأحمر".

وأضاف أنه " منذ ستينيات القرن الماضي تم إنشاء هذا السوق المركزي، وهو مكان يقصده زوار مدينة بورتسودان إما لشراء الأسماك، أو للتعرف على نوعية الأسماك البحرية".

--أنواع متعددة للأسماك البحرية

وقال رئيس سوق (السقالة) علي حاج موسى " هناك أنواع متعددة للأسماك والمنتجات البحرية التي يتم اصطيادها من داخل البحر الأحمر، وهى أسماك طينية تتواجد في عمق 30 مترا وأبرزها الناجل والحامور وأبو جبة والشعور والعربي والسلماني"،مشير إلى أن هناك أسماكا حجرية تتواجد في عمق 120 مترا، وأبرزها الكوريب، والفارسي والفوفل والحجري وأبو قرون".

وأشار موسى إلى أن أسعار الأسماك البحرية معقولة حاليا مقارنة باللحوم الحمراء والدواجن.

وقال " في المتوسط فإن كيلو السمك حاليا يبلغ نحو 10 آلاف جنيه، وهو رخيص جدا مقارنة بأسعار اللحوم التي وصل الكيلو منها إلى نحو 30 ألف جنيه"، ويبلغ سعر الدولار في السوق الموازي الأن 2500 جنيه سوداني.

ويري المواطن السوداني عبد العظيم الحاج أن أسعار الأسماك البحرية معقولة مقارنة ببقية اللحوم.

وقال الحاج، وهو نازح بسبب الحرب من ولاية الجزيرة بوسط السودان " آتيت إلى بورتسودان قبل نحو 6 أشهر بسبب الحرب، وأنا من رواد سوق السقالة، وغالبا ما اشتري الأسماك لأسرتي لأن سعرها معقول ومناسب، كما أن فائدتها الغذائية عالية".

-- منتجات بحرية أخرى

وبجانب الأسماك، فإن منتجات أخرى يتم استخراجها من البحر الأحمر ما تزال تشكل موردا اقتصاديا مهما للمشتغلين بها في مدينة بورتسودان.

ويعد اللؤلؤ، والأصداف البحرية وتشكيلها كتحف فنية تجارة رائجة ارتبطت منذ قديم الأزل بمدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر بشرقي السودان.

ويعمل إسماعيل أبكر (26 عاما) في محل لبيع الأكسسورات المصنعة من الأصداف والمنتجات البحرية، ويقع علي الكورنيش الرئيسي لشاطئ البحر الأحمر.

وتوارث أبكر المكان والصنعة من والده المتوفي قبل نحو ثلاثة أعوام، ويعتمد علي بيع هذه المنتجات لتوفير مصدر الرزق له ولعائلته.

وقال أبكر لـ(( شينخوا)) إن "هذه مهنة قديمة ومتوارثة، كان والدي يعمل لسنوات طويلة في هذا المكان، وبعد وفاته واصلت العمل".

وأضاف " نحن نقوم بجمع الصدفيات والقواقع من أماكن معينة ومعلومة داخل البحر الأحمر".

وتابع " تتنوع الأصداف، وأبرزها اللؤلؤ، والبوح، والمحار، والصدف النمري وغيرها من الأنواع، ومن ثم نقوم بتشكيلها في شكل لوحات فنية تهدف للتعريف بالثقافة البحرية".

-- انتعاشة كبيرة

ويشعر أبكر أن تجارته تشهد انتعاشة كبيرة بفضل الكثافة السكانية بمدينة بورتسودان التي أضحت الأن العاصمة المؤقتة للسودان بعد اندلاع الحرب في الخرطوم.

وقال إن " هناك زبائن كثر الأن، الغالبية من وافدين جدد أتوا لبورتسودان من الخرطوم والجزيرة وسنار ومناطق أخري بسبب الحرب".

وتبعد بورتسودان نحو 800 كيلومتر عن الخرطوم، وهي ثاني أكبر مدن السودان وأكثرها أهمية اقتصادية، وهي البوابة البحرية الأكبر للبلاد بمينائها الذي يعد منفذا رئيسيا لتصدير واستيراد السلع الإستراتيجية وتصدير نفط دولة جنوب السودان.

وتحولت بورتسودان إلى مقر للحكومة السودانية منذ مايو 2023، وبقيت بمنأى عن القتال الدائر في العاصمة الخرطوم وولايتي الجزيرة وسنار (وسط السودان) وإقليم دارفور (غربي السودان).

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلفت نحو 13 ألفا و100 قتيل، حسب الأمم المتحدة.

ووفقا لإحصائية حديثة لمنظمة الهجرة الدولية فإن عدد النازحين واللاجئين في السودان بلغ أكثر من 14 مليون شخص. /نهاية الخبر/