arabic.china.org.cn | 31. 10. 2024 |
31 أكتوبر 2024 /شبكة الصين/ تمثل القمة السادسة عشرة لمجموعة البريكس، التي عقدت مؤخرا في مدينة قازان بروسيا خطوة جديدة في تطوير آلية تعاون مجموعة البريكس.
وفي البداية، كانت مجموعة البريكس مختصَرة على الأسواق الناشئة الكبرى ذات الإمكانات الاقتصادية الكبيرة، ولكنها تطورت إلى آلية تعاون دولية مؤثرة مع توسع العضوية. وبفضل أسواقها الواسعة ومواردها الوفيرة وتعاونها الابتكاري، تظل مجموعة البريكس جذابة للعديد من دول العالم، وخاصة البلدان النامية.
وباستثناء الدول التي انضمت رسميًا إلى عائلة البريكس في الأول من يناير 2024، تقدمت أكثر من 30 دولة رسميًا بطلبات للانضمام أو أعربت عن رغبتها في عضوية المجموعة، مما يؤكد جاذبية الكتلة المتزايدة باعتبارها محركا للتعاون الدولي.
وفي قمة قازان، تُوصِّل إلى توافق في الآراء بشأن دعوة مجموعة جديدة من البلدان لتصبح دولاً شريكة لمجموعة البريكس، الأمر الذي من شأنه أن يعزز تنمية المجموعة بشكل أكبر.
قوة من أجل التنمية الشاملة
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته أمام القمة السادسة عشرة لمجموعة البريكس: "كلما أصبح عصرنا أكثر اضطرابا، كلما كان لزاما علينا التمسك بالصمود في المقدمة، وإظهار المثابرة والجرأة على الريادة والحكمة للتكيف".
ومنذ نهاية الحرب الباردة، عززت الاقتصادات الناشئة نفوذها العالمي من خلال تبني العولمة، حيث يمثل الجنوب العالمي الآن أكثر من 40٪ من الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، فإن تزايد عدم اليقين الاقتصادي والتحولات الجيوسياسية تشكل تحديات جديدة للدول النامية، مما يؤكد الحاجة إلى التعاون لدعم التنمية.
وقال ليانغ قوه يونغ، الخبير الاقتصادي البارز في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، في مقابلة مكتوبة مع وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، إن مجموعة البريكس تؤدي دورا حيويا في تعزيز التعاون بين الدول النامية والأسواق الناشئة.
وقد ظل التعاون العملي يشكل دوماً الأساس الذي تقوم عليه آلية البريكس. وكما قال الرئيس شي ذات يوم: "إن البريكس ليست منتدى للحديث، بل هي مجموعة عمل تعمل على إنجاز الأمور".
ومن الأمثلة على ذلك تأسيس بنك التنمية الجديد الذي يقع مقره في شانغهاي، بالاشتراك مع البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا في عام 2014 لحشد الموارد اللازمة لمشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة بالدول الأعضاء في مجموعة البريكس وغيرها من اقتصادات الأسواق الناشئة والدول النامية. وبحلول نهاية عام 2023، وافق بنك التنمية الجديد على قروض تراكمية بقيمة 35 مليار دولار أميركي لنحو 100 مشروع.
وفي إعلان صدر خلال قمة هذا العام، اتفق زعماء مجموعة البريكس على تطوير بنك التنمية الجديد ليصبح نوعاً جديداً من بنوك التنمية المتعددة الأطراف في القرن الحادي والعشرين، لدعم توسيع عضويته وتسريع مراجعة طلبات العضوية من بلدان مجموعة البريكس وفقاً لاستراتيجيته العامة والسياسات ذات الصلة.
وبفضل الهياكل الصناعية المتكاملة والموارد الوفيرة، توفر مجموعة البريكس منصة مهمة للدول الأعضاء لمواصلة النمو الاقتصادي الابتكاري وتعزيز تنسيق السياسات الاقتصادية الكلية ومواءمة استراتيجيات التنمية.
ولتعزيز الانفتاح والابتكار في تعاون البريكس، أُنشئ مركز شراكة للبريكس خاص بالثورة الصناعية الجديدة في شيامن بمقاطعة فوجيان الصينية. ومنذ عام 2023، عقد المركز أكثر من 10 دورات تدريبية مباشرة، وجذب أكثر من 100 مشارك من أكثر من 70 دولة.
وقال يوري تافروفسكي رئيس مجلس الخبراء في اللجنة الروسية الصينية للصداقة والسلام والتنمية، إن مجموعة البريكس تعمل في ظل المشهد العالمي المتغير بسرعة على تعزيز آليات التعاون الجديدة لمساعدة دول الجنوب العالمي على تسريع تنميتها.
دعوة من أجل نظام عالمي عادل
وقد أصبحت مجموعة البريكس من أبرز المدافعين عن البلدان النامية على الساحة العالمية. ووفرت أيضا منصة لدول الجنوب العالمي لإيجاد بدائل للهياكل الاقتصادية التي يقودها الغرب وتعزيز الحوكمة العالمية الأكثر عدالة.
وقال إيمانويل ماتامبو، مدير الأبحاث في مركز دراسات أفريقيا والصين بجامعة جوهانسبرج، إن مجموعة البريكس وفرت المزيد من خيارات التمويل لتنمية الاقتصادات الناشئة وعززت صوت الجنوب العالمي في العلاقات الدولية.
وخلال قمة البريكس الـ16، تبادل القادة وجهات النظر حول تعاون مجموعة البريكس والقضايا الدولية الهامة ذات الاهتمام المشترك تحت شعار "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين"، وعملوا بشكل تعاوني على صياغة رؤية لمستقبل موحد.
وكما قال الرئيس شي خلال القمة، "يتعين علينا العمل معا لبناء مجموعة البريكس لتصبح قناة أساسية لتعزيز التضامن والتعاون بين دول الجنوب العالمي وطليعة لدفع إصلاح الحوكمة العالمية".
ومنذ نشأتها، وضعت مجموعة البريكس معياراً للتعاون بين بلدان الجنوب والاعتماد الجماعي على الذات بين الأسواق الناشئة والبلدان النامية، في حين تدافع عن الحوكمة العالمية العادلة. وقد عززت عضويتها الموسعة ونفوذها الاقتصادي المتنامي دور الكتلة في الشؤون العالمية.
وقال أحمد العلي الباحث السياسي والاستراتيجي بمركز الخليج للأبحاث في دبي، إن آلية تعاون مجموعة البريكس تضطلع بدور بارز في تعزيز تمثيل وتأثير الدول النامية في الشؤون الدولية، وتعزيز تحسين الحوكمة العالمية، وهو أيضاً من أولويات دولة الإمارات.
وتلتزم مجموعة البريكس بالتعددية، وتعمل على إعلاء أصوات الدول النامية وتدفع الجهود الرامية إلى إقامة نظام عالمي أكثر إنصافا.
وقال سوراسيت ثانادتانج، مدير مركز الأبحاث الاستراتيجية التايلاندي الصيني التابع للمجلس الوطني للبحوث في تايلاند: "إن مجموعة البريكس، التي يُنظر إليها على أنها الصوت الرائد للأسواق الناشئة والدول النامية، أصبحت جزءا لا غنى عنه من المشهد الجيوسياسي الحالي، حيث توفر أداة قوية لبناء نظام عالمي أكثر عدالة وإنصافا ومتعدد الأقطاب".
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |